بلادي هوى الدنيا ومأوى الغرائب

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة بلادي هوى الدنيا ومأوى الغرائب لـ ميخائيل خير الله ويردي

اقتباس من قصيدة بلادي هوى الدنيا ومأوى الغرائب لـ ميخائيل خير الله ويردي

بِلادي هَوى الدُّنيا ومَأوى الغَرائِبِ

بِلادي خَليطٌ مِن جَميعِ المَشارِبِ

وَفيها قَوانينٌ كآثارِ بابلِ

تُذَكِّرُ قَومي بِالعُصورِ الذَّواهِبِ

وَفَقرٌ وَإِثراءٌ وَخَفضٌ وَرِفعَةٌ

كَأَنَّ قِوامَ العَيش روحُ التَّضارُبِ

جِنانٌ رِحابٌ تَملاُ النَّفسَ بَهجَةً

إِذا نُظِّمَت أَضحَت مَحَطَّ الرَّغائِبِ

تَليها نَواحٍ خَيَّمَ البُؤسيُ فَوقَها

وَلَيسَ بِها ماءٌ يَسوغُ لِشارِبِ

يَسيرُ بِها الفَلاّحُ عُريانَ حافِياً

كَمَن أَلِفَت رِجلاهُ دَوسَ العَقارِبِ

وَما كانَ إِلاّ خادِماً وَابنَ خادِمِ

لِمَن جَدُّهُ استَجدى أَكُفَّ المَناصِبِ

وَكَم مَرَّةِ زارَ المُسَيطِرُ أَرضَهُ

فَكانَ علَى الفلَلاّحِ حَملُ الحَقائِبِ

وَمَن أَصمَتِ الأَطماعُ عِزَّةَ نَفسِهِ

يُسَمّي الَّذي لَم تُصمِهِ بِالمُشاغِبِ

إِذا باتَ مَن لا خَيرَ فيهِ مُسَيطِراً

فَقَد أَمسَتِ الأوطانُ دارَ العَجائِبِ

وَما غَيَّرَ المَولى مَعايبَ أُمَّةٍ

إِذا لَم تُغَيِّر ما بِها مِن مَعايبِ

لَقَد مَزَّقَت تِلكَ المَهازِلُ شَملنا

وَبَدَّدَت الأهواءُ حُبَّ التَّقارُبِ

فَهَيّا نُوحِّد لِلعَظائِمِ هَمَّنا

وَنَدفَع عَنِ الأبناءِ شّرَّ المَصائِبِ

وَما مِن سَبيلٍ غَيرُ وَضعِ ضَمانَةٍ

تَرُدُّ عِنِ الأَفرادِ سوءَ العَواقِبِ

فَمَن لي بِقانونِ يُطمئِنُ أُمَّتي

وَيَعدِلُ بَينَ النّاسِ عَدلُ المُحاسِبِ

وَما العَدلُ إِلاّ مَزجُنا الفقَرَ بِالغِنى

وَلَيسَ كَلاماً فارِغاً كَالسَّباسِبِ

يُخَدِّرُ رَهطَ البائِسينَ هُنَيهَةً

وَيُصبِحُ كَالأحلامِ عِن عَديدِ الجَوانِبِ

فَياوَيلَ مَن سادوا إِذا قالَ رَبُّهُم

سَأَثأَرُ لِلمسَلوبش مِن كُلِّ سالِبِ

وَأَجعَلُ حُكمَ الأرضِ وَقفاً عَلَى الَّذي

يُؤَمِّنُ لِلمُحتاجِ شَتَّى المَطالِبِ

فَلَيسَ الَّذي يَنجو بِقُوَّةِ مالِهِ

كَمِثلِ الَّذي يُرديهِ حَملُ المَتاعِبِ

وَلَيسَ غِنِيٌّ لا يُؤَدّي ضَريبَةً

كَمِثلِ الَّذي يُرديهِ حَملُ المَتاعِبِ

تَفَتَّحَ بابُ المُعضِلاتِ أَمامَهُ

وَفي سَدَّهِ ضاقَت جَميعُ المَذاهِبِ

فَرَبُّكَ لَم يَخلُق عَبيداً أَمامَهُ

وَفي سَدِّهِ ضاقَت جَميعُ المَذاهِبِ

وَساوى جَميعَ النّاس يَومَ مَجيئهم

عُراةً وَيومَ الدَّفنِ طَيِّ الغَياهِبِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة بلادي هوى الدنيا ومأوى الغرائب

قصيدة بلادي هوى الدنيا ومأوى الغرائب لـ ميخائيل خير الله ويردي وعدد أبياتها أربعة و عشرون.

عن ميخائيل خير الله ويردي

ميخائيل بن خليل ميخائيل الله ويردي. أديب وشاعر سوري ولد ونشأ في دمشق درس المحاسبة، وعمل في بعض محاكم دمشق، درس الموسيقى وأتقن فن التصوير الشمسي وتعلم الإنكليزية والفرنسية، بدأ العمل بالتجارة سنة 1930 مع أخيه سمعان، ساهم بتأسيس النادي الأدبي والنادي الموسيقي السوري (1922 - 1932) رُشح كتابه (فلسفة الموسيقى الشرقية) لجائزة نوبل في 23 / 2 / 1951م. توفي والده سنة 1945م وكان يتقن التركية واليونانية والروسية وكان خبيراً بالتربية والتعليم وتوفيت والدته مريم نقولا عطا الله 1916م. طبع ديوانه (زهر الربى) سنة 1954 بعد أن زار مسجد محمد علي بالقاهرة 1946م وأعجب بالفنون الاسلامية وقصيدة نهج البردة.[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي