بكرت مهينمة الصبا تغليسا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة بكرت مهينمة الصبا تغليسا لـ ابن النقيب

اقتباس من قصيدة بكرت مهينمة الصبا تغليسا لـ ابن النقيب

بَكَرتْ مهينمةُ الصبا تغْليسا

فوجدتُ منها للفؤاد أنيسَا

وافت فرنحت المشوقَ وبرّدَتْ

لأخي المُدامة والنديم كؤوسا

والروض قد لبست معاطف دَوْحه

سَحَراً وشاءً للربيع نفيسا

وارنّ في عذْب الأراك سواجعٌ

هيَّجْن من بُرَح الغرام رسيسا

فيهنَّ مستحرٌ يساهِمُني الهوى

أحمى بقلبِ المُسْتَهام وطيسا

طارحتُه شكوى الصبابة والجوى

وتخذته في الواديين جليسا

حتى إِذا انْتَبَه السُّقاةُ لِشَدْوهِ

وسَفَرْنَ ما بين الظِّلال شُموسا

طَرِبتْ نْدامايَ العِطاش وأطلقوا

نُوراً بأحْشاءِ الدِّنان حَبِيسا

فكأنَّما حيَّا المزاجُ بأنْجُمٍ

منها وزَفَّ لنا الزُجَاجُ عَروسا

يَسْعى بها رَشَأ إليه تَطايرَت

نَفْسُ المشوق مَعَ الزَّفير نفوسا

قد جالَ ماءُ الحُسْنِ في وجَنَاتِه

وَجَلا بصبْحِ جبينهِ الحنديسا

حيثُ المنى أمَمٌ وعيشُ أخي الهوى

بَشُّ الأسرّة ما اسْتَغارَ عبوسا

والروضُ داريّ الشميم ثنتْ له

أيدي النسيم معاطِفاً وغروسا

وحَبَتْهُ أنديةُ البُكورِ لآلِئأ

وكَسَتْهُ أزهارُ الربيعِ لَبُوسا

حاكت بهنَّ من القريضِ رسالةً

ألْقَتْ إِليَّ بودّها تأنيسا

كادَتْ تُمانِعُها رجاحةُ قَدْرها

من أن تميلَ مَعَ الصَّبا وتميسا

جُمل تلاحَمَ نَسْجُها وبَدائِعٌ

أضحى سِباق رهانها ميؤوسا

فالسّحْرُ أدْنى عنْدَ غَنْجِ لحاظها

من أنْ نُمثّلها به ونقيسا

والوشيُ من صنعاءَ أنزلُ رتبةً

من أن يكون لعطِفها ملبوسا

وشَّتْ معاطفَها قريحةُ ماهرٍ

بطرائِفٍ قد أُحْكِمَتْ تأسيسا

هو ذلك الزَّكِنُ اللبيبُ ومن غدا

دَوْحُ البيانِ بِفِكْرِه مغروسا

فلقُسُّ أدْنى مَعْ شقاشِقِ هَدْرِهِ

من أن يكونَ له بذاك جنيسا

فإِليكَ يا ربَّ الفصاحةِ غادة

قَد أخْجَلَتْ بجمالها بلقيسا

سِيقَتْ إِليكَ وقد أَتحْتَ لِمِثْلِها

مِن لفظِك الدُّرِّيّ مغناطيسا

عذراء تَرْفُلُ في حَبِيرِ مُلاءَةٍ

حَثّ الودادُ بها إِليك العيسا

فاحْلُل قراطِقها لدَيْكَ وأَوْلِها

نَظَرَ الجميل مُمَتّعاً محروسا

واسلَم ودُمْ ما زالَ رَبْعُكَ آهِلاً

ومَقرّ أُنْسِكَ بالهنا مَأْنُوسَا

شرح ومعاني كلمات قصيدة بكرت مهينمة الصبا تغليسا

قصيدة بكرت مهينمة الصبا تغليسا لـ ابن النقيب وعدد أبياتها سبعة و عشرون.

عن ابن النقيب

عبد الرحمن بن محمد بن كمال الدين محمد الحسيني. أديب دمشق في عصره له الشعر الحسن والأخبار المستعذبة كان من فضلاء البلاد له كتاب (الحدائق والغرق) . اقتبس منه رسالة لطيفة سماها (دستجة المقتطف من بو أكبر الحدائق والغرق -ط) . والدستجة من الزهر الباقة وله (ديوان شعر -ط) جمعه ابنه سعدي وشرحه عبد الله الجبوري وقصيدة في الندماء والمغنين شرحها صاحب خلاصة الأثر شرحاً موجزاً مفيداً. مولده ووفاته بدمشق.[١]

تعريف ابن النقيب في ويكيبيديا

عبد الرحمن بن محمد بن كمال الدين محمد، الحسيني، المعروف بابن النقيب وابن حمزة أو الحمزاوي النقيب، ينتهي نسبه إلى الإمام علي ابن أبي طالب، (1048-1081 هـ/1638-1670م)، وعُرف بابن النقيب لأن أباه كان نقيب الأشراف في بلاد الشام، وكان عالماً محققاً ذا مكانة سياسية واجتماعية ودينية. ولد في دمشق، نشأ ابن النقيب على يد والده، وتلقى منه علومه الأولى من الآداب والشريعة وغيرهما، كما تلقى على غيره من علماء عصره، واستكمل الاطّلاع على مختلف أنواع العلوم، وأتقن الفارسية والتركية وهو ابن عشرين سنة، ومال إلى الإنشاء ونظم الشعر فبرع فيهما، حتى صار من أعلامهما، وقد وصف شعره بأنه كثير الصور، بعيد التشابيه، عجيب النكات، ضمنه - كما كان يصنع الشعراء في عصره - كثيراً من المعميات والألغاز، وكان في شعره يجمع بين جزالة اللفظ وجمال التركيب وغزارة المعاني المستمدة من محفوظه الشعري والنثري الكبير. لابن النقيب ديوان شعر حققه عبد الله الجبوري ونشره في مجلة المجمع العلمي سنة 1956، وله فيه قصائد كثيرة منها ملحمة غنائية في مئة وتسعة عشر بيتاً، جمع فيها أسماء أعلام الغناء القديم وأسماء الملوك وندمائهم وجواريهم وقيانهم، واقترب فيها من فلسفة عمر الخيام الشعرية، في ديوانه عدداً من الموشحات أيضاً. ويمكن لمتصفح ديوانه أن يقف على عدد من الأغراض الشعرية التي تناولها، ومنها المدائح النبوية. وهذا الغرض قليل في شعره لم يرد في ديوانه منه سوى مقطعتين شعريتين، ومن المدح عنده تناوله لشخصيات عصره الاجتماعية والسياسية. وتعد المطارحات والحواريات الشعرية من الأغراض التي تطرق إليها الشاعر، فله كثير من القصائد المتبادلة بينه وبين شعراء زمانه كالأمير منجك الشاعر، ومنها ما كتبه أيضاً إلى بعض الأدباء، وربما تعدى ذلك إلى مطارحات خيالية رمزية في قصائد يخاطب فيها حمامة أو شحروراً، يضاف إلى ذلك الحواريات نثرية شعرية طريفة مثل «نبعة الجنان» و«حديقة الورد» و«المقامة الربيعية»، مما يستحق البحث والدراسة. ومن أغراض شعره وصف بعض أنماط الشخصيات الاجتماعية التي كانت شائعة في عصره، وأكثر وصفه كان للطبيعة الدمشقية الساحرة:

وللغزل والنسيب حظه الأوفر من شعره، فقد ملأ الحب والشباب جسمه، ونحا شعر الغزل عنده ليعكس صورة نفسه اللاهية المطربة العابثة في بعض الأحيان. وفي شعره ذكر للخمريات والغنائيات، ووصف للساقي والنديم، وأحاديث عن الكأس والخمر، مبيناً فيها أن الطبيعة الدمشقية، وكثرة الحانات، وشعوره الدائم بالصبا والشباب، من أهم الأسباب التي دفعته إلى معاقرة الصهباء، على أن الألغاز والأحاجي من الأغراض التي برع فيها الشاعر، وقد أدرجها بعض المتأخرين في فنون البديع. والدارس لشعره يميز فيه نزوعه إلى الذاتية والغنائية، كما أنه يجمع فيه بين الجرس الموسيقى اللطيف ورقة الألفاظ، وقد عرف الشعر- على طريقة الجاحظ - قوله:[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابن النقيب - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي