بكت نزار وفي أحشائها ضرم

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة بكت نزار وفي أحشائها ضرم لـ أديب التقي

اقتباس من قصيدة بكت نزار وفي أحشائها ضرم لـ أديب التقي

بَكَت نِزارٌ وَفي أَحشائِها ضَرَمُ

وَحَقُّها أَن تَصوب الدَمعَ وَهُوَ دَم

مَضى حسين فَعين المَجد باكية

حُزناً عَلَيهِ وَرُكن العزّ مُنثلمِ

في القُدس فاجِعَةٌ يَبكي الشآم لَها

وَمَهبط النيل وَالزَوراءُ وَالحَرَمِ

مَضى الصَليب عَلى غَمز الخُطوب وَمَن

قَناته لَم تَلِن لِلقَوم إِذ عَجموا

الحافظ العَهد وَالوافي الرُبى عَبَقٌ

قَد راحَ يُنبت مالا تُنبت القِمَمُ

عَفُّ المَجَسَّة ما في صَفوه كَدرٌ

عِندَ الوَرود وَلا في خَيرِهِ لَمَم

رَحبُ الخَليقة في اللأواء إِن عَرَضت

ماضي العَزيمة إِمّا عضَّتِ الإِزَم

سَيمى التُقى وَالهُدى في وَجهه وَعلى

جَبينه لِلعُلى وَالنُبل مُتَّسَمُ

ما غَرَّهُ المُلك إِذ يَهوى لَهُ صَنَماً

وَشَدَّ ما عُبدَ الطاغوت وَالصَنَم

وَالناس شَتّى المَناحي في مَقاصدهم

فَمِنهُمُ الذِئب إِن فَتَّشت وَالغَنَم

وَالمَرء رَهنٌ بِما يَأتيه مُكتَسِباً

فَالحَمدُ مُغتَنَمٌ وَالذَمُّ مُغتَنَم

لاثَ العَمامة تُزهى فَوقَ لمتَّه

ما دَنَّست طُهرها الآثام وَالتُهَم

إِنَّ العَمائمَ تيجانٌ وَآوتةً

عِبء تَنوءُ بِهِ الهامات وَاللِممِ

شَيخ وَعت سيرةَ الأَيّام هامَته

كَما وَعى مِصرَ أَو تاريخَها الهَرم

يَلوح كَالجَبل العالي مُحَصَّنَةً

ذَراهُ وَالحِلمُ فيها وَالنُهى أُطُم

وَقَد أَطلَّت عَلى الحِدثان قِمَّتُه

كَما تُطلُّ عَلى غيطانها الأَكم

جِيلٌ مِن الدَهر مَطويٌّ بِبُردته

في طَيّه عِبَرٌ في طَيّها عِظَمُ

ما شَيَّب الدَهر مِنهُ غَير مَفرِقِه

أَمّا الجَنان فَلَم يَنزل بِهِ هَرَمُ

في كُلّ يَوم عَلى الإِسلام نائِحَةٌ

تَقوم فينا وَرزءٌ في الهُدى عَمَم

ما لِلحَوادث لَم تُنجب أَخا ثِقَةٍ

كَأَنَّما قَد أَصابَ الأُمَّة العَقَمِ

قَي وَما يُرتَجى يَوماً لَهُ عِوَضٌ

أَنّى وَحَقُّ بَني عَدنان يُهتَضم

القَوم أَكثرهم بِالمَجد قَد زَهدوا

وَراحَ يُغريهمُ ما نمَّق العَجَم

مَضى وَأَحوج ما نَحتاجه رَشَدٌ

يُفيده وَمَضاء لَيسَ يُتَّهم

وَعاشَ ما عاشَ لَم تُبطِره نِعمته

وَلَم تُغيّره يَومَ المِحنة النِقَم

أَبا القَضيَّة قَد أَيتمتَ ناشئها

وَظَلّ يَجني عَلَيها بَعدَكَ اليَتَمُ

في جلّقٍ عَلمٌ قَد نَكَّسوه لَها

يَوم الرَحيل وَفي أُمّ القُرى عَلَم

وَكَم قَناة بِأَرض الرافدين لَنا

دُقّت وَثُلّم مِنّا صارِمٌ خَذِم

زَأَرتَ زَأر لَيوث الغاب في أَجَمٍ

حَتّى تَجاوَبت الآكام وَالأَجَم

وَقُمت مِن حَولك الأَشبال هائِجَةً

كَأَنَّما المَوج بِالأَجيال يَرتطم

بَندٌ لِقَحطان قَد عَزَّزت جانبه

وَقَد طَوى عزَّه فِيما طَوى القِدَمُ

قُم نَبكِ قَبراً بِهِ لَفَّ الرَدى عَلَماً

مِن الهُدى لُفَّ فيهِ المُفرَد العَلَمُ

ظَفرت يا قَبر لَو تَدري بِلؤلؤَةٍ

ضاقَت بِتَقديرها الأَثمان وَالقِيَم

قَد أَودَعوا التُرب مِنهُ أَيَّ جَوهَرَةٍ

كانَت بِسلك العُلى وَالمَجد تَنتَظم

وَغَيَّبوا أَيَّ بَدر في صَفائحه

كانَت بِهِ تُكشف الأَسداف وَالظُلَم

يا مَرجع الناس في الهَدي الصَحيح لَقَد

عَرا صَحيح الهُدى مِن بَعدك السَقَم

جَهدت تِاللَه في جَمع الشَتات وَما

باليت في اللَن أَنّ القَوم قَد نَقِموا

أَنفَقت عُمرك في الإِصلاح مُجتَهِداً

فَما فَترت وَلا أَلوى بِكَ السأَم

سَقى ضَريحك عَفو اللَه مُنَهمراً

وَجادَ تَربته فَيض الحَيا الرَذِم

يَروي ثَراه فَيَغدو رَوضَةً أُنُفاً

تَنهلُّ لِلعَفو فيها وَالرضى دِيَم

الوَجدُ أَفرَغ مِن عَيني مَدامعها

لَكنَّما عَبَّرت عَن وَجديَ الكَلِم

شرح ومعاني كلمات قصيدة بكت نزار وفي أحشائها ضرم

قصيدة بكت نزار وفي أحشائها ضرم لـ أديب التقي وعدد أبياتها أربعون.

عن أديب التقي

أديب محمد سعيد التقي. أديب مدرس فاضل، من أعضاء المجمع العلمي العربي بدمشق، مولده ووفاته فيها، تعلم في المدارس التركية السلطانية واحترف التعليم، شارك مع الجيش التركي في الحرب العالمية الأولى. من مؤلفاته: (التاريخ العام-ط) جزآن، و (مناهج التربية والتعليم-ط) رسالة، و (سير التاريخ الإسلامي-ط) ، و (أغاريد التلاميذ - ط) ، و (سير العظماء- ط) ، و (غرائب العادات-ط) .[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي