بعلاك يختال الزمان تبخترا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة بعلاك يختال الزمان تبخترا لـ إسماعيل صبري باشا

اقتباس من قصيدة بعلاك يختال الزمان تبخترا لـ إسماعيل صبري باشا

بِعلاكَ يَختال الزَمانُ تَبَختُرا

وَبِقَدرِكَ الأَسمى يَتيه تَكبُّرا

وَمَفاخِرُ الآباءِ زِدتَ جَمالَها

كَالرَوضِ حيّاه الرَبيعُ فَنَوَّرا

حَسبُ الديار ديارِ مصرَ إِذا دَجى

ليلُ الخُطوبِ بحُسنِ رأيك نَيِّرا

وَكَفى الرَعِيَّةَ أَن يَقوم بِرَعيها

مَولىً يَلَذُّ بِأن تَنامَ وَيَسهَرا

لِلمُلكِ سَيفٌ منك أُحكِمَ صَقلُه

وَبدت بِمَتنَيه خلالُك جوهرا

شَهدَت سيوفُ الهند حين رَأينه

أَنَّ السُيوفَ بِمصرا أَكرمُ عُنصُرا

وَغَدَت تُقِرُّ بِأَنَّ ماضي حدِّه

قد رَدَّ باتِرَها المُصَمِّمَ أَبتَرا

عَبّاس فَد سُستَ البِلادَ سِياسَةً

سيحدِّثُ التاريخُ عنها الأَعصُرا

أَنفَذتَ حُكمَك بادِهاً بمسائِلٍ

دَقَّت على الحكماء أَن تُتصوَّرا

طَرِبت لحِكمتِها الشيوخُ وَأَذعَنت

فَلو أَنَّ رَسطاليسَ ثمَّ لكبَّرا

زَيَّفتَ قول المُرجِفين مبيِّنا

لِلحَقِّ نَهجا كاد أن يَتَنكَّرا

وَبَنيتَ سدّاً من ذكائك دونهم

فَأَرَيتَنا يَأجوجَ وَالإِسكِندرا

يا صاحبَ النيل الذي جرَّت به

مصرٌ على البُلدان ذَيلا أَخضرا

حَقَّتَ آمالَ البِلادِ وَجُزتَها

شَأواً وما جُزتَ الشبابَ الأَنضَرا

رامَتكَ شِبلا كي تُعِزّ عَرينَها

فَأَبَيتَ إِلّا أَن تَكون غَضَنفَرا

هِمَتٌ إِذا مَدَّت لِمفتخَرِ يَداً

لا تَرتَضى إِلّا الأَعزَّ الأَكبرا

وَعزيمَةٌ مَيمونةٌ لو لامَسَت

صَخرا لعادَ الصَخرُ رَوضاً أَزهرا

لِلَّه كيف رَكَضتَ في طرُق العُلا

فَقَطَعتَها حينَ المجوِّدُ قَصَّرا

لو أَنَّ غيرَك سالِكٌ هَضَباتِها

وَرأى مجاهلَ سُبلِها لتَعثَّرا

لكنَّ جَأشَك لا يمكِّن مَنهَجا

يُفضى إِلى العلياء أَن يَتَوَعَّرا

يا لَيتَ أَصلاً أَنت خيرُ فروعِه

يوماً يُرَدُّ إلى الحَياة لِيَنظرا

وَيراكَ تَبني المجدَ مثلَ بنائه

وَتَذودُ عن حَوض الجُدودِ مظفَّرا

وَتُحَيِّر الدُنيا بِسيرَتك التي

قَد سارَها قِدماً فَأَكبَرَها الوَرى

يِاِبنَ الذين سَموا لأَبعدِ غايةٍ

فَتَسَنَّموا القُنَنَ الشَوامخَ وَالذُرا

عَزِّز بناءهم الذي قد وَطَّدوا

تَشكَر وَشيِّده يَشِد لك مفخَرا

وَتَولَّ تَذليلَ الصِعابِ فإنَّها

مرهونةٌ حتى تقول وَتأمُرا

إِن الذي جعل العزائِم بعضَ ما

أوتيتَ قَدَّرَ أن تُعانَ وَتُنصَرا

لم يَخلُق اللَهُ الشَهامةَ في امرىءٍ

إِلّا لخير قد أَراد وَدبَّرا

وَمُغالِبُ العَقَباتِ حَتماً غالبٌ

إِلّا إذا اطَّرَحَ الثَبات وَأَقصَرا

بُشرى فَشهرُ الصَوم أَقبَلَ باسماً

يُهدى إليك من السلام الأَعطَرا

وَيُثيبُك الأَجرَ المُضاعفَ راحِلا

إِذ كنتَ أَفضَلَ من يُثاب وَأَجدَرا

شهرٌ كما زِنتَ الإِمارةَ ناشِرا

فينا لواءَ العدل زانَ الأَشهُرا

لِلَّهِ درُّ نَداكما فَلَقَد جَرَت

أَيّامُه أَجراً وَكفُّك أَبحُرا

بُشراك بِالعيدِ السَعيد فَإِنَّه

قد أَمَّ بابَك راضيا مُستَبشرا

وَرأى بناديك البهيِّ مهابةً

كَتبت على جنَبات عرشِك أَسطُرا

وَاهنَأ فَإنَّ لنا هناءً طيِّبا

في أَن تُسَرَّ به وحظّاً أَوفَرا

شرح ومعاني كلمات قصيدة بعلاك يختال الزمان تبخترا

قصيدة بعلاك يختال الزمان تبخترا لـ إسماعيل صبري باشا وعدد أبياتها ستة و ثلاثون.

عن إسماعيل صبري باشا

إسماعيل صبري باشا

تعريف وتراجم لـ إسماعيل صبري باشا

إسماعيل صبري باشا:

من شعراء الطبقة الأولى في عصره. امتاز بجمال مقطوعاته وعذوبة أسلوبه. وهو من شيوخ الإدارة والقضاء في الديار المصرية. تعلم بالقاهرة، ودرس الحقوق بفرنسة، وتدرج في مناصب القضاء بمصر، فعين نائبا عموميا، فمحافظا للإسكندرية، فوكيلا لنظارة (الحقانية) وكان كثير التواضع شديد الحياء، ولم تكن حياته منظمة كما يظن في رجل قانوني إداري. يكتب شعره على هوامش الكتب والمجلات، وينشره أصدقاؤه خلسة.

وكان كثيرا ما يمزق قصائده صائحا: إن أحسن ما عندي ما زال في صدري! وكان بارع النكتة سريع الخاطر. وأبي وهو وكيل للحقانية (العدل) أن يقابل (كرومر) فقيل له: إن كرومر يريد التمهيد لجعلك رئيسا للوزارة، فقال: لن اكون رئيسا للوزارة وأخسر ضميري! ولما نشبت الحرب العامة الأولى سكت، وطال صمته إلى أن مات. توفي بالقاهرة ورثاه كثيرون من الشعراء والكتّاب. وجمع ما بقي من شعره بعد وفاته في (ديوان - ط) .

الأعلام لـ {خير الدين الزركلي}

 

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي