بدونك

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة بدونك لـ نزار قباني

بدونك, سيِّدتي, لا كتابه ..
وليس هناك من يكتبون ...
وليس هناك حكايات عشقٍ
وليس هناك من يعشقون...

بدونك..
لا شيء يحدث في الكون ..
لا شيء يمطر ..
لا شيء يزهر..
لا كحل يولد تحت الجفون ..

بدونك..
لا أتذكر إسمي..
ولا أتذكر شكلي..
ولا أتذكر بيتي..
ولا أتذكر الشام ..
رائحة الورد.. والزيزفون..

بدونك ليس هنالك نصف كلامٍ..
ونصف اشتياق..
ونصف احتراقٍ..
ونصف وصالٍ..
ونصف حنينٍ..
فحين تغيبين عني..
تكون القصيدة أو لا تكون..

بدونك...
ما كنت اعرف ما هو فضلي عليك...
وما هو فضل الجنون..
إذا لم تكوني معي..
فماذا تساوي حياتي؟..
وماذا سأقرأ..
ماذا سأكتب..
كيف أشكل فكري..
وما هي قيمة عمري..
إذا لم تضيئي..
كجوهرةٍ في حياتي؟..

بدونكِ...
كل الجميلات وهمٌ..
وكل الصبايا سراب..
وكل الشموس ظلامٌ..
وكل الحضور غياب..
أيا امرأة كلُّ عشقٍ لديها افتراض..
وكلّ سؤالٍ بغير جواب..

بدونكِ..
ليس هناك حضور لشيءٍ..
وجدوى لشيءٍ..
ونفعٌ لشيءٍ..
فكل الحياة بدونك..
فيض سراب..
وكل السؤالات..
من دون عينيك
ليس لها جواب..
فأنت الغياب الشروق..
وأنتِ الشروق الغياب..
ومن دون عينيك تاجي شوك
ومملكتي من تراب..
ومن دون إيقاع صوتك.. ما هو صوت الرباب..
ومن دون ثغرك ما هو طعم الشراب..
احبك جداً..
أيا امرأةً على حطب عشقها يطيب العذاب

بدونكِ...
لا أملٌ أن يجيء إلينا المطر..
ولا أملُ أن يطول الشجر..
ولا أملٌ.. أن يطلّ علينا القمر..
بدونكِ..
ليس هناك صديقٌ
أنام على صدره غير ُ صدر الضجر..

بدونكِ.. لا يتبقّى من الشعر شيء..
ولا يتبقي من الحلم شيءٌ..
ولا يتبقى من الأبجدية شيءٌ..
ولا يتبقى حروفٌ.. ولا مفردات..
فكيف أقولك شعراً..
إذا من فمي قد أخذت..
جميع اللغات..

بدون حضورك..
ليس هناك حضورْ..
وليس هناك للبحر لونٌ..
وللرمل لون..
ولا للمركب لونٌ..
ولا للطيور..
بدونك ليس هناك قلوعٌ تسافر
ليس هناك نجوم تدور..
بدونك..
ليس هناك.. عطرٌ جميلٌ..
فإنك تاريخُ كلّ العطورْ!!.

عن نزار قباني

نزار قباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) شاعر سوري معاصر من مواليد مدينة دمشق.

تعريفه من ويكيبيديا

نزار بن توفيق القباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) دبلوماسي وشاعر سوري معاصر، ولد في 21 مارس 1923 من أسرة عربية دمشقية عريقة. إذ يعتبر جده أبو خليل القباني من رائدي المسرح العربي. درس الحقوق في الجامعة السورية وفور تخرجه منها عام 1945 انخرط في السلك الدبلوماسي متنقلًا بين عواصم مختلفة حتى قدّم استقالته عام 1966؛ أصدر أولى دواوينه عام 1944 بعنوان "قالت لي السمراء" وتابع عملية التأليف والنشر التي بلغت خلال نصف قرن 35 ديوانًا أبرزها "طفولة نهد" و"الرسم بالكلمات"، وقد أسس دار نشر لأعماله في بيروت باسم "منشورات نزار قباني" وكان لدمشق وبيروت حيِّزٌ خاصٌّ في أشعاره لعلَّ أبرزهما "القصيدة الدمشقية" و"يا ست الدنيا يا بيروت". أحدثت حرب 1967 والتي أسماها العرب "النكسة" مفترقًا حاسمًا في تجربته الشعرية والأدبية، إذ أخرجته من نمطه التقليدي بوصفه "شاعر الحب والمرأة" لتدخله معترك السياسة، وقد أثارت قصيدته "هوامش على دفتر النكسة" عاصفة في الوطن العربي وصلت إلى حد منع أشعاره في وسائل الإعلام.—قال عنه الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة : (نزار كما عرفته في بيروت هو أكثر الشعراء تهذيبًا ولطفًا).

على الصعيد الشخصي، عرف قبّاني مآسي عديدة في حياته، منها مقتل زوجته بلقيس خلال تفجيرٍ انتحاري استهدف السفارة العراقية في بيروت حيث كانت تعمل، وصولًا إلى وفاة ابنه توفيق الذي رثاه في قصيدته "الأمير الخرافي توفيق قباني". عاش السنوات الأخيرة من حياته مقيمًا في لندن حيث مال أكثر نحو الشعر السياسي ومن أشهر قصائده الأخيرة "متى يعلنون وفاة العرب؟"، وقد وافته المنية في 30 أبريل 1998 ودفن في مسقط رأسه، دمشق.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي