بدا بارق من بارق باسم ومضا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة بدا بارق من بارق باسم ومضا لـ حسن حسني الطويراني

اقتباس من قصيدة بدا بارق من بارق باسم ومضا لـ حسن حسني الطويراني

بَدا بارقٌ من بارقٍ باسمٍ وَمْضا

يَزجُّ جيادَ السحبِ يَركضها رَكضا

كَتائبُ في جَوّ السَماء تَرادَفَت

لَها من زئيرِ الرَعد ما بَينها ضَوضا

تتابع فيها وَكفُها وانجلاؤُها

فَمن طرّةٍ سَودا وَمِن غُرّةٍ بَيضا

كَأَنّ لَها من قوسها رايةٌ إِذا

تَهادَت دَعَتها الهوجُ في سيرِها حَضّا

تَجودُ بَدرّ القطرِ حَيثُ تَنقّلت

عَلى أَغصُنٍ مَدّت بِأَوراقها عَرضا

فَمالَت بِذاك الأَيكِ وَاخضرَّ عَيشُها

وَعانق بَعضٌ من صَفا خاطرٍ بَعضا

فَذا وَردُها قَد نَضَّر البِشرُ خدَّه

وَنرجسُها أَجفانُه تَهجرُ الغَمضا

وَثَغرُ الأَقاحِ الغَضُّ يَبسمُ ضاحكاً

وَمَنثورُه في نَظمه زَيَّن الرَوضا

أَطافَت سَواقيها وَغَنَّت مُدامُها

فَجاوَبَها القُمريُّ في عُودِه أَيضا

فَقامَت قدودُ السروِ تَهزأُ بِالنَقا

وَخاماته كَالأُسدِ رابضةٌ رَبضا

وَنادى مُنادي الأنس أَن هاتِ وَاسقني

وَلا تَترك اللذّات إِن أَمكنت فَوضى

وَبادر لتحسوها رَحيقاً مُفَدَّماً

عَلى رَغم عَينٍ للزمانِ فَقَد أَغضى

فقمتُ وَصَحبي معشرٌ كلُّهم فَتى

يَرضُّ إِذا ناواه صَرفُ النَوى رضّا

وَقام بقانونِ الصَفا حاكمُ الهَوى

وجسَّ طَبيبُ الأُنس من عُودِه النَبضا

وَأَقبل ساقي القَوم يَمشي تَبختُراً

وَمال فملنا وَالمدامُ بنا أَفضى

وَأَقبلت الدُنيا بما راق للمُنى

فَأُنهِضَت الأَفراحُ من قيدها نَهضا

فظلَّ بِنا يَومٌ وَللأنس دَولةٌ

إِلى أَن هَوى بازٌ من الشَمسِ مُنقضّا

وَأَهدَت إلى الآفاقِ تبرَ أَصيلِها

وَخرّت لَدينا بِالمَسا تَلثُمُ الأَرضا

فَقُلنا أَدر صَرفَ الغَبوقِ فَإِننا

ثَمِلنا فما الإبرام ندري وَلا النَقضا

وَبِتنا وَقَد راقَت سَماءٌ وَأَنجُمٌ

تهادَت وَللصهبا شؤونٌ بِنا تُقضَى

كَأَنّ السَما كَأسٌ بكفِّ زَماننا

عَليها حَبابُ الزَهرِ شارَفَ فَابْيَضّا

كَأَنّ الثريا حين حانَ غروبُها

فَتاةٌ تُودّعنا بِأَعيُنِها المَرضى

وَسارَت نجومُ اللَيل للغرب فُزَّعاً

فَفاضَت بحارُ الصُبح من شرقِها فيضا

وَقَد وَدّعتنا الجاشريةُ بعدَ ما

صَبا لصَبوحِ الراح ذو الأَعيُنِ الغمضا

فَغنّت على الأَغصان وُرقٌ وَأَصبَحت

تَعضُّ بناناً من تعجُّبها عضّا

فَيا حُسنَ ذا جَمع الأَحبّة وَاللقا

وَقَد باتَت الأَعداءُ ما بَينَها البَغْضا

لَقَد راقَني هذا السُرورُ الَّذي أَرى

عَلى طُول ما أَضنى الزَمانُ وَما أَنضا

شرح ومعاني كلمات قصيدة بدا بارق من بارق باسم ومضا

قصيدة بدا بارق من بارق باسم ومضا لـ حسن حسني الطويراني وعدد أبياتها سبعة و عشرون.

عن حسن حسني الطويراني

حسن حسني باشا بن حسين عارف الطويراني. شاعر منشئ، تركي الأصل مستعرب، ولد ونشأ بالقاهرة وجال في بلاد إفريقية وآسية، وأقام بالقسطنطينية إلى أن توفي، كان أبي النفس بعيداً عن التزلف للكبراء، في خلقته دمامة، وكان يجيد الشعر والإنشاء باللغتين العربية والتركية، وله في الأولى نحو ستين مصنفاً، وفي الثانية نحو عشرة. وأكثر كتبه مقالات وسوانح. ونظم ستة دواوين عربية، وديوانين تركيين. وأنشأ مجلة (الإنسان) بالعربية، ثم حولها إلى جريدة فعاشت خمسة أعوام. وفي شعره جودة وحكمة. من مؤلفاته: (من ثمرات الحياة) مجلدان، كله من منظومة، و (النشر الزهري-ط) مجموعة مقالات له.[١]

تعريف حسن حسني الطويراني في ويكيبيديا

حسن حسني الطويراني (1266 - 1315 هـ / 1850 - 1897 م) هو حسن حسني باشا بن حسين عارف الطُّوَيْراني.صحافي وشاعر تركي المولد عربي النشأة. ولد بالقاهرة، وطاف في كثير من بلاد آسيا وأفريقيا وأوروبة الشرقية. كتب وألف في الأدب والشعر باللغتين العربية والتركية، وأنشأ في الأستانة مجلة «الإنسان» عام 1884، ومن ثم حولها إلى جريدة ، لخدمة الإسلام والعلوم والفنون؛ وظلت إلى عام 1890 باستثناء احتجابها عدة أشهر. جاء إلى مصر واشترك في تحرير عدة صحف. تغلب عليه الروح الإسلامية القوية. ومن كتبه: «النصيح العام في لوازم عالم الإسلام»، و«الصدع والالتئام وأسباب الانحطاط وارتقاء الإسلام»، و«كتاب خط الإشارات» وغيرها. له ديوان شعر مطبوع عام 1880.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي