بدا الشيب إلا ما تداوي المواشط

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة بدا الشيب إلا ما تداوي المواشط لـ ابن الرومي

اقتباس من قصيدة بدا الشيب إلا ما تداوي المواشط لـ ابن الرومي

بدا الشيبُ إلا ما تُداوي المواشطُ

وفي وضح الإصباح للَّيل كاشطُ

أرى خُطَّتَيْ كرهٍ يُحيطان بالفتى

إذا ما تخطَّتْهُ الحتوفُ العوابطُ

لكلِّ امرىءٍ من شيبه وخِضابهِ

عناءٌ مُعنٍّ أو بغيضٌ مُرابطُ

مقاساتُه التسويدَ برحٌ وإن بدا

له شيبُهُ لم تبدُ منه مغابطُ

وحظُّ أخي الشيبِ المسوِّدِ شيبَهُ

مقالة أهل الرشدِ غاوٍ مغالط

مُموِّه زُورٍ مُبتغٍ صيد محرمٍ

جنيبُ هوى للجهل بالغيِّ خالط

يُخادعُ بالإفْك النساءَ عن الصِّبى

وهل بين لون الإفك والحقِّ غالطُ

فلا كُلَفُ التسويد تُحذيه حُظْوةً

ولا مُوَنُ التزويرِ عنه سَواقطُ

لأخسِرْ به من عاملٍ قدِرتْ له

مع السنِّ أعمالٌ ثِقالٌ حوابطُ

إذا أنا لاقيتُ الحِسانَ موانحي

قِلىً في رِضىً ضاقتْ عليَّ البسائطُ

قلىً لمشيبي في رِضاً عن خليقتي

فهُنّ دَوانٍ والقلوبُ شواحِطُ

لجَجْن قِلىً إن لجَّ شيبي تضاحُكاً

كما لجَّ في النَفْر المِهارُ الخوارطُ

مَنعْنَ قضاءَ الحاج غيرَ عواتبٍ

على أنهن المعْرِضاتُ الموائطُ

وقد يتوافى العتبُ منهنَّ والهوى

فيُعطينني حُكمي وهنّ سواخط

دع المرْدَ صَحباً والكواعبَ مألفاً

فأخْدانك اليوْمَ الكهولُ الأشامط

وشرعُك من ذِكرِ الغوايةِ إنه

بذي شيبةٍ فرطٌ من الجهل فارط

جرى بعد إقساطٍ قُسوطٌ وهكذا

صُروفُ الليالي مُقسطاتٌ قواسط

وكل امرئٍ لاقى من الدهرِ رائشاً

فسوف يُلاقيه من الدهرِ مارِط

كفى المرءَ وعظاً أربعون تفارطتْ

ولو لمْ يعظْه شيبُهُ المتفارطُ

وكيفَ تصابى المرء والشيبُ شاملٌ

وليس جميلاً منه والشيبُ واخِطُ

وما عذرُ ذي شيبٍ يلوحُ سِراجُه

إذا هو أمسى وهو في الإثم وارطُ

أري المال أضحى للجواد مَراقياً

وتلك المراقي للبخيل مهابطُ

وكل مديح لم يكن في ابن صاعدٍ

ولا في أبيه صاعدٍ فهو حابطُ

وكل مُوالٍ صاعداً فهو صاعدٌ

وكل معادٍ صاعداً فهو هابطُ

تحمَّل أثقالَ الموفَّق ناصحاً

مكارِهُ ما يلقى لديه مناشِطُ

هو الكاتبُ النِّحريرُ والمِدرهُ الذي

به انفرجتْ عنّا الخطوبُ الضواغطُ

له قلم في السِّلم كافٍ وربما

تحوَّل رُمحاً حين تَحمَى المآقطُ

يدرُّ له طوراً خراجاً وتارةً

تسيلُ له منه الدماء العبائطُ

ويقْلسُ أريَ النحل للمستميحهِ

وللمتعدِّي ما تمجُّ الأراقط

وأمَّا أبو عيسى فينجمُ رأيُهُ

مع الحقِّ والآراءُ عُشْيٌ خوابِط

لوالدهِ منه إذا غابَ خالفٌ

ضليعٌ إذا ما اسْتُكفِيَ الأمرَ ضابط

حكيمٌ عليمٌ يغمرُ الناسَ حِلمُهُ

إذا فَرَطتْ من جهل قوم فوارطُ

على أنه ممَّن يهابُ عدوُّهُ

شذاه كما هابَ القتادةَ خارِطُ

لذيذ على الأفواه مُرٌّ مساغهُ

إذا هو رامتْهُ الحلوقُ السوارطُ

متى ذِيقَ لم يلفظهُ من فيهِ ذائقٌ

وعزَّ فلم يسْرطه إذ ذاك سارط

ضعيف على المرء الضعيف وإنه

لأشوسُ عدَّاءٍ على الدهرِ قاسط

تنوبُ أباه النائباتُ فلا يني

يُكانفُهُ في أمرهِ ويُحاوط

له منه رأي عند كل مُلمّةٍ

متَى يُمضِهِ يشرطْ له الفلجَ شارط

إذا ما توالتْ بالمشاوِرِ كُتْبُه

توالتْ إليه بالفتوح الخرائط

متَى حُسِبتْ أحسابُكُم آلَ مخلدٍ

أبت ضبطَها أيدي الحساب الضوابط

وأنتم أُناسٌ تاجُ قحطانَ فيكُمُ

وداركُمُ دار المقاول ناعط

يمانُون ميمونُو النقائب لم يزل

لكم نَسبٌ في محتدِ القوم واسِط

وأمَّا بواديكم فقد ملأ الملا

عديدٌ لهم دثرٌ وعزٌّ عُلابط

منازلُ فيها للرماح مغارسٌ

قديماً وللخيل العِراب مَرابِط

ونادٍ بهيٍّ لا يزال حديثُهُ

حديثاً لأقوامٍ وللدرِّ لاقطُ

يجدُّ ففيه حِكمةٌ مستفادةٌ

ويفكَهُ أحياناً وما فيه لاغطُ

كَراكر في هام الروابي محلُّها

على أنه لم يخل منهن غائِط

خِلالَ الروابي للجيادِ صواهلٌ

وفوق الروابي للقدورِ غطاغِط

ترى كل مِرزامٍ ركودٍ كأنها

إذا هدرتْ فحلٌ من البُختِ طائط

لها إبلٌ وقْفٌ عَليها ولم تزلْ

تقوتُ الرواعي ضبْغها لا العوافط

من اللاتي يحميها الأباطيلَ أهلُها

وهنّ إذا ما نابَ حقٌّ شوابط

حبائسُ لا يُفدى من الضيف لحمها

حليبٌ له من درها وعُجالِطُ

إذا دفعتْ ألبانُها عن دمائِها

أبى ذاك خِرق سيفُهُ الدهرَ عابِطُ

له كلَّ يوم في السوام عقيرةٌ

تكوسُ وقرنٌ فيه نُجْلٌ نواحط

إذا القومُ راموا سعيكم خلَّفتْهمُ

جدودٌ لئام أو جدودٌ هوابط

لكم من مساعيكم قلائدُ جوهرٍ

مساعي أبي عيسى لهن وسائط

فتى خُلقتْ كفَاه للجودِ آلةً

فأُطلقتا مذ أطلقتْهُ القوامط

وجدنا أبا عيسى العلاء بن صاعدٍ

ربيعاً مريعاً ليس فيه خطائِطُ

إذا وُضعتْ أكوارُنا بفنائهِ

فقد رُفعتْ عنا السنونَ القواحِطُ

دعتْ طالبي جدوى يديه وشأوِهِ

صنائعُ معْلُوطٍ بهن المعالطُ

نوال أبي عيسى قريبٌ ومن بغى

منالَ أبي عيسى فأدناه شاحِطُ

سما فوق من يسمو وجادَ بسيبه

فزايلَ والمعروفُ منه مُخالِطُ

هو النخلةُ الطُّولى أبت أن تنالها

يدانِ ولكن ينْعُها مُتساقطُ

أو المزن ينأى أن يُمسَّ وما يني

على الأرض منه وابلٌ أو قطاقِط

عجبتُ إذا كفُّ العلاء تهلَّلتْ

على مُستميحٍ كيف يقنطُ قانط

لنأمنْ به سُخط المليكِ فلم يكن

يَلينا نظيرُ الغيث واللَّهُ ساخط

وإرفاد قومٍ قد تركتُ لرفدِهِ

وعند ورود اليمِّ تُنسى المطائط

وقائلةٍ هلّا وأنت وليُّه

غدوتَ وللأيدي إليك مباسط

يدٌ تبتغي عُرفاً وأخرى خفاءةً

إذا ضافت الناسَ الهناتُ البطائِط

فقلتُ لها فيئي إليكِ ذميمةً

فلن تُبصر النورَ الجليَّ الوطاوط

ألمْ تعلمي أنَّ العلاءَ على الهُدى

إذا ضلّ ثيرانُ الفلاةِ النواشطُ

وأنْ ليس حظي ساقطاً عند مِثلهِ

ولا حَظُّه عن حمدِ مثليَ ساقِطُ

له فيَّ تدبيرٌ وللَّهِ قبلَهُ

سيثمرُ لي ما أثمر الطلعَ حائطُ

ومن يحتمل مطلَ الغِراس بحملِها

يُمتِّعنه بالخِصب والعامُ قاحِطُ

سيُمطر عيداني جَداهُ فأغتدي

وفي ورقي للخابطين مخابط

ولستُ وإن غالتهُ عنّيَ واسطٌ

بغائلةٍ عنى عطاياهُ واسط

عطايا تزورُ المستنيلَ ولو غدا

سرنديبُ أدنى داره وشلاهِط

فليس يرى مني سِوى الصَّبر شيمةً

ولو مسَّني جهدٌ من العيش ضاغط

متى لاحَ أني حين أحرمُ جازعٌ

فقد بانَ أني حين أكرمُ غامطُ

تأمله مبسوطَ اليدين بفضلهِ

فثَمَّ يدُ اللَّهِ التي هو باسطُ

تأتَّتْ معاني المدح فيه كأنما

عليها بإسعافِ القوافي شرائط

وأطربَ فيه الشعرُ حتى كأنما

تجاوبَ قيناتٌ به وبرابط

وما زادَ مُطرٍ فيِ نسيم خلالِه

بمدحٍ ولكن حرَّك المسكَ سائطُ

فقل أيها المُطري العلاءَ بن صاعدٍ

وإن كَثُرتْ من حاسديه المساخِطُ

نطقْتَ بحق ساعدته بلاغةٌ

وفي الناس هادٍ حين يسري وخابِطُ

وغيرُ عجيب أن أطاعكَ منطقٌ

لأن الذي مجَّدْتَ بحرٌ غطامِط

طفِقْت تُحلِّي البحر درّاً ودرُّهُ

عتيدٌ فلم تبعد عليكَ الملاقط

نظمتَ له منه حُلِيّاً تزينُهُ

ونُطتَ عليه خير ما ناط نائط

ولم تشترط أجراً فأجرك واجبٌ

وأوجبُ أجرٍ أجرُ من لا يشارطُ

فثِقْ بالذي ترجوه وأْمَنْ من الذي

تُحاذرُهُ قد أخطأتاك الموارطُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة بدا الشيب إلا ما تداوي المواشط

قصيدة بدا الشيب إلا ما تداوي المواشط لـ ابن الرومي وعدد أبياتها تسعون.

عن ابن الرومي

علي بن العباس بن جريج أو جورجيس، الرومي. شاعر كبير، من طبقة بشار والمتنبي، رومي الأصل، كان جده من موالي بني العباس. ولد ونشأ ببغداد، ومات فيها مسموماً قيل: دس له السمَّ القاسم بن عبيد الله -وزير المعتضد- وكان ابن الرومي قد هجاه. قال المرزباني: لا أعلم أنه مدح أحداً من رئيس أو مرؤوس إلا وعاد إليه فهجاه، ولذلك قلّت فائدته من قول الشعر وتحاماه الرؤساء وكان سبباً لوفاته. وقال أيضاً: وأخطأ محمد بن داود فيما رواه لمثقال (الوسطي) من أشعار ابن الرومي التي ليس في طاقة مثقال ولا أحد من شعراء زمانه أن يقول مثلها إلا ابن الرومي.[١]

تعريف ابن الرومي في ويكيبيديا

أبو الحسن علي بن العباس بن جريج، وقيل جورجيس، المعروف بابن الرومي شاعر من شعراء القرن الثالث الهجري في العصر العباسي.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابن الرومي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي