بحيث القباب البيض والأسل السمر

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة بحيث القباب البيض والأسل السمر لـ لسان الدين بن الخطيب

اقتباس من قصيدة بحيث القباب البيض والأسل السمر لـ لسان الدين بن الخطيب

بحيْثُ القبابُ البيضُ والأسَلُ السُّمْرُ

لُيوثُ غُيوثٍ كلّما أخْلَفَ القَطْرُ

مَقاولُ منْ أقْيالِ سعْدِ بنِ خَزْرَجٍ

أنوفُهُمُ شُمٌّ وأوْجُهُهُمْ غُرُّ

يُشَبّ على أبْياتِهِم ضَرَمُ القِرى

فيَهْدي إذا ما ضَلّ في السّفْرِ السّفْرُ

يَقولونَ والآفاقُ غُبْرٌ مُغيمَةٌ

كأنّ على الأرْجاءِ أرْديةٌ غُبْرُ

إذا الوَفْرُ لم يُدْلِلْ على الحمْدِ ربَّهُ

فَلا جلّتِ النّعْمى ولا وَفَرَ الوَفْرُ

وما العُمْرُ إلا زينَةٌ مُسْتَعارَةٌ

تُرَدُّ ولكِنّ الثّناءَ هوَ العُمْرُ

وإنْ زَحَفوا منْ دونِ رايَةِ يوسُفٍ

تَقولُ تَعالَى مَنْ لهُ الخَلْقُ والأمْرُ

وتَبْصِرُ سُحْباً منْ دُروعٍ سَوابغٍ

يَطيرُ بِها عزْمٌ ويَقْدُمُها نصْرُ

إمامٌ بهِ عَزَّ الهُدى وتبادَرَتْ

لطاعَتِهِ الدُّنْيا وذَلّ بهِ الكُفْرُ

وأصْبَحَ ثغْرُ الثّأرِ يَبْسِمُ ضاحِكاً

وقد كانَ ممّا نابَهُ ليْسَ يَفْتَرُّ

أقامَ سِياجَ السِّلْمِ دونَ ذِمارِهِ

فَلا ظِنّةٌ تعْرَى ولا روْعَةٌ تَعْرو

تَناقَلَتِ الرُّكْبانُ طيبَ حَديثِهِ

فلمّا رأوْهُ صدّقَ الخَبَرَ الخُبْرُ

فضاءٌ تَضيقُ الأرْضُ عنْهُ برَحْبِها

وشِيمَةُ حِلْمٍ لا يَضيقُ بِها صدْرُ

فَما عَمْرو إنْ قِيسَ يوْماً ببأسِهِ

وإنْ وصَفوهُ بالدّهاءِ فَما عَمْرُو

لكَ اللهُ ما أمْضى سُيوفَكَ في العِدى

إذا ما أسودُ الحرْبِ خامَرَها الذّعْرُ

ودارَتْ على أبْطالِها أكؤسُ الرّدى

فَمالَتْ كأنّ القوْمَ أزْرى بِها السُّكْرُ

وأيُّ فؤادٍ منْهُمُ غيْرُ خافِقٍ

إذا خفَقَتْ في الحرْبِ أعْلامُكَ الحُمْرُ

ومُدّتْ الى اللهِ الأكُفَّ ضَراعَةً

فقالَ لهنّ اللهُ قدْ قُضيَ الأمْرُ

وألْبَسَها النُّعْمى ببَيْعَتِكَ التي

بِها أمِنَ الإسْلامَ وانْسَدَلَ السَّتْرُ

وجاءَتْكَ كالآرامِ تخْتال في الحُلى

جِيادُ المَذاكي والمُحَجّلَةُ الغُرُّ

وِرادٌ وشُقْرٌ واضِحاتٌ شِياتُها

فأجْسامُها تِبْرٌ وأرْجُلُها دُرُّ

وشُهْبٌ إذا ما ضُمِّرَتْ يوْمَ غارَةٍ

مطهَّمةٌ غارَتْ بِها الشّهْبُ الزُّهْرُ

طَوافِحُ في أرْسانِهنّ فَوارِهٌ

يَبينُ على أعْطافِها الزّهْوُ والكِبْرُ

كأنّي بهِمْ لمّا تَعاطَوْا حديثَها

وأعْناقُهُمْ ميلٌ وأعْيُنُهمْ خُزْرُ

وجاشوا الى رأيِ منَ الكُفْرِ فائِلٍ

وغرّهُمُ الشّيْطانُ باللهِ فاغْتَرّوا

وربُّكَ بالنّصْرِ المؤزَّرِ كافِلٌ

فعادَتُهُ في قومِكَ العَضْدُ والنّصْرُ

كأنّك قدْ ذمّرْتَ كلَّ كَتيبةٍ

غَنائِمُها بيضٌ وآسالُها سُمْرُ

إذا ما انْجلَى عنها القَتام تدافَعَتْ

على الأرضِ منْ ماذِيِّها لُجَجٌ خُضْرُ

عليْها منَ الأبْطالِ كلَّ مجرِّبٍ

نِقابٍ تَساوى عنْدَهُ الحُلْوُ والمُرُّ

فدوَّخَتِ الآفاقَ حتّى أنيسُها

خَلاءٌ وحتّى ربْعُها بلْقَعٌ قَفْرُ

لقَدْ ضَلّ مَنْ يَبْغي من البحْرِ ضَلّة

ولمْ يدْرِ أنّ البَحْرَ أنْمُلُكَ العشْرُ

وعاشٍ لِنورِ النّيِّرَيْنِ بزَعْمِهِ

وما الشّمْسُ إلا دونَ وجْهِكَ والبَدْرُ

تلقّيْتَ شهْرَ الصّومِ بالبِرِّ والتُّقى

تودُّ بأنْ لا ينْقَضي ذلِكَ الشّهْرُ

وودَّعَ يَثْني بالذي أنْتَ أهْلُهُ

وقدْ جلّتِ الزُّلْفى وقد عظُمَ الأجْرُ

ووافاكَ شهْرُ الصّوْمِ يُزْهى بغُرّةٍ

ترِفُّ بِها البُشْرى ويَبْدو بِها البِشْرُ

أتَيْتَ مُصَلاّه على قدَمِ الرِّضى

وقدْ عظُمَ التّمْجيدُ للّهِ والذِّكْرُ

وقد غصَّ منْ وُسْعِ السّبيكَةِ وُسْعُها

وجرَّ بِها أذْيالَهُ العَسْكُرُ المَجْرُ

وما رِيءَ منْ مثْلٍ لهُ يوْمَ زينَةٍ

كأنّ نَضيرَ الزّهْر راقَ بهِ الزّهْرُ

ودارَتْ منَ الأغْزازِ تحْتَ لوائِها

رُماةٌ على أوْتارِها للعِدا وتْرُ

إذا اضْطَبَنوا أقْواسَهُمْ وتمَنْطَقوا

فتُبْصِرُ جيْشَ التُّرْكِ جاشَتْ بهِ مِصْرُ

فهُنّيتَهُ عيداً سَعيداً إذا انْقَضى

أتَتْكَ ضُروبٌ منْهُ ليْسَ لَها حصْرُ

ولا زِلْتَ في مُلْكٍ مَنيعٍ مؤيَّدٍ

تهَشُّ لهُ الدُّنْيا ويعْنو لهُ الدّهْرُ

إذا نحْنُ أثْنَيْنا عليْكَ بمِدْحَةٍ

فهَيْهاتَ يُحْصى الرّمْلُ أو يُحْصَرُ القَطْرُ

ولكنّنا نأتي بِما نسْتَطيعُهُ

ومَنْ بذَلَ المَجْهودَ حُقَ لهُ العُذْرُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة بحيث القباب البيض والأسل السمر

قصيدة بحيث القباب البيض والأسل السمر لـ لسان الدين بن الخطيب وعدد أبياتها أربعة و أربعون.

عن لسان الدين بن الخطيب

محمد بن عبد الله بن سعيد السلماني اللوشي الأصل، الغرناطي الأندلسي، أبو عبد الله الشهير بلسان الدين بن الخطيب. وزير مؤرخ أديب نبيل. كان أسلافه يعرفون ببني الوزير. ولد ونشأ بغرناطة. واستوزره سلطانها أبو الحجاج يوسف بن إسماعيل (سنة 733هـ) ثم ابنه (الغني بالله) محمد، من بعده. وعظمت مكانته. وشعر بسعي حاسديه في الوشاية به، فكاتب السلطان عبد العزيز بن علي الميني، برغبته في الرحلة إليه. وترك الأندلس خلسة إلى جبل طارق، ومنه إلى سبتة فتلمسان (سنة773) وكان السلطان عبد العزيز بها، فبالغ في إكرامه، وأرسل سفيراً من لدنه إلى غرناطة بطلب أهله وولده، فجاؤوه مكرمين. واستقر بفاس القديمة. واشترى ضياعاً وحفظت عليه رسومه السلطانية. ومات عبد العزيز، وخلفه ابنه السعيد بالله، وخلع هذا، فتولى المغرب السلطان (المستنصر) أحمد بن إبراهيم، وقد ساعده (الغني بالله) صاحب غرناطة مشترطاً عليه شروطاً منها تسليمه (ابن الخطيب) فقبض عليه المستنصر)) . وكتب بذلك إلى الغني بالله، فأرسل هذا وزيره (ابن زمرك) إلى فاس، فعقد بها مجلس الشورى، وأحضر ابن الخطيب، فوجهت إليه تهمة (الزندقة) و (سلوك مذهب الفلاسفة) وأفتى بعض الفقهاء بقتله، فأعيد إلى السجن. ودس له رئيس الشورى (واسمه سليمان بن داود) بعض الأوغاد (كما يقول المؤرخ السلاوي) من حاشيته، فدخلوا عليه السجن ليلاً، وخنقوه. ثم دفن في مقبرة (باب المحروق) بفاس. وكان يلقب بذي الوزاتين: القلم والسيف؛ ويقال له (ذو العمرين) لاشتغاله بالتصنيف في ليله، وبتدبير المملكة في نهاره. ومؤلفاته تقع في نحو ستين كتاباً، منها (الإحاطة في تاريخ غرناطة) ، و (الإعلام فيمن بويع قبل الاحتلام من ملوك الإسلام-خ) في مجلدين، طبعت نبذة منه، و (اللمحة البدرية في الدولة النصرية-ط) .[١]

تعريف لسان الدين بن الخطيب في ويكيبيديا

محمد بن عبد الله بن سعيد بن عبد الله بن سعيد بن علي بن أحمد السّلماني الخطيب الشهير لسان الدين ابن الخطيب ولقب ذو الوزارتين وذو العمرين وذو الميتين، (لوشة، 25 رجب 713 هـ/1313م - فاس، 776 هـ/ 1374م) كان علامة أندلسيا فكان شاعرا وكاتبا وفقيها مالكيا ومؤرخا وفيلسوف وطبيبا وسياسيا من الأندلس درس الأدب والطب والفلسفة في جامعة القرويين بمدينة فاس. يشتهر بتأليف قصيدة جادك الغيث وغيرها من القصائد والمؤلفات. قضّى معظم حياته في غرناطة في خدمة بلاط محمد الخامس من بني نصر وعرف بلقب ذي الوزارتين: الأدب والسيف. نـُقِشت أشعاره على حوائط قصر الحمراء بغرناطة. نشأ لسان الدين في أسرة عرفت بالعلم والفضل والجاه، وكان جده الثالث «سعيد» يجلس للعلم والوعظ فعرف بالخطيب ثم لحق اللقب بالأسرة منذ إقامتها في لوشة وكانت أسرة ابن الخطيب من إحدى القبائل العربية القحطانية التي وفدت إلى الأندلس، وتأدّب في غرناطة على شيوخها، فأخذ عنهم القرآن، والفقه، والتفسير، واللغة، والرواية، والطب.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي