باعد هواك ونائي الغي واجتنب

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة باعد هواك ونائي الغي واجتنب لـ حسن حسني الطويراني

اقتباس من قصيدة باعد هواك ونائي الغي واجتنب لـ حسن حسني الطويراني

باعد هواك وَنائي الغيّ وَاجتنبِ

داني الهُدى وتوخّ الرشدَ واقتربِ

ودع غرور شباب زال غيهبُه

فطالما طابَ وهوَ اليَوم لَم يَطب

وَدع زَمانك إِن العُمر منصرف

حَتّى مَتى شابَت الدُنيا وَلم تشب

وَاترك مُعانقة الآمال باسمةً

وَذر بواعث غيّ اللَهو وَاللعب

وَاهجر مواصلة الأَهواء إِن لَها

مصارعَ الحَتف إِثر الأنس وَالطَرب

وَلا تَكُن كامرئٍ تابت غوايته

طوع النذير وَأَهوى بعد لم يتب

وَنُح عَلى غرَّة للعمر سالفة

غابت وَحسرتها في القَلب لَم تَغب

وَلا تَطع طمعاً في عيشةٍ رَغدٍ

فَغاية العيش موت أَو إلى حَرَب

هَل تَبتغي سَبباً في الدَهر متصلاً

إِلى البَقاء وَحتمٌ منتهى السَبب

إِلَيك فالكون خافيه وَظاهرُه

محجب الكُنه بين الستر وَالحُجُب

فلا تَهِن همّةٌ إِن عُزِّزَت عَظُمت

وَلا تَرى الفَخر بِالسُلطان وَالرتب

يَكفيك عَنها قراحُ الماء في كدرٍ

إِذا اكتفيت وَنُزْلُ البائدِ الخرب

فَلستَ بِالجاه وَالأَموال معتَبراً

وَإِنما أَنتَ بِالآداب وَالحسب

فعش إِذا عشت عفَّ الذيل طاهرَه

ومت إِذا متَّ دُون الجَد وَالطَلَب

وَاجعل رجاءك بالرحمن متصلاً

لا تَغترر بغرور الجاه وَالنَسَب

فَإِنَّما أَنتَ من طين وَمن حمأٍ

فَلا تَقل ذاكَ جدّي أَو فلان أَبي

وَلذ بأعتاب خَير الخَلق سيدنا

محمدٍ سيد الأَعجام وَالعرب

قف في حماه وَسل جَدواه وَارج بِهِ

فَإِن مَن يَرتجي مَولاه لَم يَخب

عَفّر جبينك في ذاك الرحاب وَقُل

يا نَفس طيبي بِهَذا المندَل الرَطِب

وَدَع هُمومك تَتَرى في تقلبها

إِذا بلغت بهذا خَير منقلب

وَاكشف عن العَين أستاراً تُحَجِّبُها

وَانظر لَهُ بفؤاد غَير محتجب

وَاسكب دُموعك حُمراً في مواطنه

فَطالَما صين عَنها غَيرَ منسكب

وَقُل عُيوني رَأَت حبّاً فَأفرحها

حسنُ اللقا فانجلت في زي مختضب

وَسل بِهِ تَوبةً سوّفتها سَفَهاً

وَأُبْ إِليه بِنَفسٍ خَلْت لَم تؤب

فَذاك مَوطن أَرواح مطهرةٍ

فَلا تعش عيش مطرودٍ وَمغترب

هذا الرَسول الَّذي أَرجو شفاعتَه

إِذا بَدَت سيئاتٌ سوّدت كتبي

هَذا النبي الَّذي لَولاه ما رُحِمت

نَفسٌ وَلا ظَل قَلبٌ غَيرَ مضطرب

هدى إِلى النُور أَهدى الخَير حَيث أَتى

بِالبينات وَعلمِ الدين وَالأَدب

فَما أَخسَّ حَياةً لَيسَ نصرفُها

في حبه حيث يدعونا فَلم نُجب

وَما أَضلَّ عُقولاً لَيسَ يَنفعُها

رشد الرشيد وَيُغويها غرورُ غبي

لبئس مَن قلبُه صنوُ الجماد وإن

نَصحتَه كان ما قد قلتَ في رجب

يا وَيح نفسيَ كَم تهوي إِلى تلفى

وَتتقيه وَهَذا غاية العَجب

هَيهات ما هي في ودّي بصادقة

ما لم تجرّد هواها عن عناً كَذِب

مالي وَللغير أَفنيت الحَياة وَقَد

أَصبحت كهلاً وهذا في الهَوى وَصَبي

فَيا نبيّ الهُدى عفواً ومرحمةً

أَقل عثاري وَكن عَوني عَلى النُوَب

عَليك أَزكى صَلاة اللَه دائِمةً

دومَ الوُجود عَلى الآباء وَالحقب

شرح ومعاني كلمات قصيدة باعد هواك ونائي الغي واجتنب

قصيدة باعد هواك ونائي الغي واجتنب لـ حسن حسني الطويراني وعدد أبياتها ستة و ثلاثون.

عن حسن حسني الطويراني

حسن حسني باشا بن حسين عارف الطويراني. شاعر منشئ، تركي الأصل مستعرب، ولد ونشأ بالقاهرة وجال في بلاد إفريقية وآسية، وأقام بالقسطنطينية إلى أن توفي، كان أبي النفس بعيداً عن التزلف للكبراء، في خلقته دمامة، وكان يجيد الشعر والإنشاء باللغتين العربية والتركية، وله في الأولى نحو ستين مصنفاً، وفي الثانية نحو عشرة. وأكثر كتبه مقالات وسوانح. ونظم ستة دواوين عربية، وديوانين تركيين. وأنشأ مجلة (الإنسان) بالعربية، ثم حولها إلى جريدة فعاشت خمسة أعوام. وفي شعره جودة وحكمة. من مؤلفاته: (من ثمرات الحياة) مجلدان، كله من منظومة، و (النشر الزهري-ط) مجموعة مقالات له.[١]

تعريف حسن حسني الطويراني في ويكيبيديا

حسن حسني الطويراني (1266 - 1315 هـ / 1850 - 1897 م) هو حسن حسني باشا بن حسين عارف الطُّوَيْراني.صحافي وشاعر تركي المولد عربي النشأة. ولد بالقاهرة، وطاف في كثير من بلاد آسيا وأفريقيا وأوروبة الشرقية. كتب وألف في الأدب والشعر باللغتين العربية والتركية، وأنشأ في الأستانة مجلة «الإنسان» عام 1884، ومن ثم حولها إلى جريدة ، لخدمة الإسلام والعلوم والفنون؛ وظلت إلى عام 1890 باستثناء احتجابها عدة أشهر. جاء إلى مصر واشترك في تحرير عدة صحف. تغلب عليه الروح الإسلامية القوية. ومن كتبه: «النصيح العام في لوازم عالم الإسلام»، و«الصدع والالتئام وأسباب الانحطاط وارتقاء الإسلام»، و«كتاب خط الإشارات» وغيرها. له ديوان شعر مطبوع عام 1880.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي