باتت أميم وأمسى حبلها رمما

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة باتت أميم وأمسى حبلها رمما لـ القطامي التغلبي

اقتباس من قصيدة باتت أميم وأمسى حبلها رمما لـ القطامي التغلبي

باتَت أُمَيمُ وأَمسى حَبلُها رَمَما

وطاوَعَت بكَ مَن أغرى وَمَن صَرَما

ولَم يكُن ما ابتُلينا من مواعِدِها

إِلا السفاهَ وإِلا الهمَّ والسَّقَما

قولاً يكونُ من الإخلافِ صاحِبُه

غيرَ المريحِ ولا الموفي بما زَعَما

وما البخيلةُ إِلا مِن صواحِبِها

ممن يخونُ وممن يكذبُ القَسَما

وما يُقضّي غَريمٌ لا تنجّزه

إِلا التوى لَمحَلِّ الدِّينِ أو ظلما

لكن لياليَ عاناتٍ تحدَّثه

سِرَّ الفؤادِ وتعطيهِ الذي احتكما

إذ الشَّبابُ علينا لونُ مذهبِهِ

ونحن في زَمَنٍ يأتي بنا الأمما

قامَت تُريك وتجلو من محاسِنِها

بَردَ الغمامةِ تسقي بَلدَةً حرما

خَودٌ مُنَعَّمَةٌ نَضخُ العبيرِ بها

اذا تميّلَ عن خُلخَالِها انفَصَما

ليست ترى عجباً إِلا بدا بَرَدٌ

غُرُّ المضاحِكِ ذو نور إذا ابتَسما

كأنها بَيضَةٌ صَفراءُ خَدَّ لها

في عَثعَث يُنبِتُ الحَوذانَ والعَذَما

أو دُرَّةٌ من هِجانِ الدُّرٍّ أَدرَكَها

مُصَعَّرٌ من رجال الهندِ قد سَهَما

أوفى على ظَهرِ مِسحاجٍ تَقَدّمَهُ

غواربُ الماء قد القينَه قُدُما

جوفاء مطليةٍ قاراً إذا اجُتَنَحَت

به غوارِبُهُ قَحمنَها قَحَما

حتى إذا السُفنُ كانَت فَوقَ مُعتَلجٍ

القى المعاوِزَ عنه ثُمَّتَ انكتما

في ذي حُبوك يُقَضّي الموتُ صاحبَه

إذا الصراري من أهوالهِ ارتسما

غوَّاصُ ماءٍ يمجُّ الزيتَ منغمساً

اذا الغُمورَةُ كانت فَوقَه قِيَما

حتى تناولَها والموتُ كاربُه

في جوفِ سَاجٍ سواديٍّ اذا فَحَما

ما للبلادِ كأنَّ الحيَّ لم يردِوا

نهيَ الخلاطِ ولم يُسقَوا به نَعَما

ولم يَحِلّوا باحواسِ الغميسِ إِلى

شَطَّي عُويقةَ فالرَّوحاءِ من خِيمَا

والعيشُ ذو فَرَحٍ والأرضُ آمنةٌ

والدَّهرُ للناسِ لم يأزِم كما أزَما

نرجو البَقاءَ وما مِن أُمَّةٍ خلقت

إِلا سَيُهلِكُها ما أهلَكَ الأُمَما

أما سَمِعتَ بأنَّ الريحَ مُرسلةٌ

في الدهرِ كانت هَلاكَ الحيَّ مِن إرَما

وقوم نوحٍ وقد كانوا يقول لهم

يا قومُ لا تعبدوا الأَوثانَ والصَّنما

فكذَّبوا مَن دَعا للخير واجتنبوا

ما قالَ وامتلأت آذانُهم صَمَما

فلا هُمُ رَهِبوا ما قَد أظلَّهُمُ

ولا نبيُّهُمُ عمّى ولا كَتَما

ذَر ذا وخُذ منس َراة القوم اذ ظعنوا

مُحدِّدين لبرقٍ يَمطر الدِّيَما

سار الظعائنُ من عتبانَ ضاحيةٍ

إِلى البني وبطنِ الوعرِ إذ سَجما

اذا هَبَطنَ مكاناً فاعتركن به

أحلهن سناماً عافياً جَشُما

ظعائنٌ لا يُرينَ الدهرَ مغترباً

من الأراقمِ إِلا القَيلَ والفَحَما

افهمتهم يومَ جَدَّ البَينُ بينَهُمُ

لو كان فيهِم غداة البَينِ مَن فَهِما

حلوا الرحوبَ وحلَّ العزُّ ساحتَهم

يدعو أميةَ أو مروانَ أو حَكَما

كم من بناءٍ بنى الكيَالُ قبلَهُمُ

وأحمرُ القرمِ لولا عِزُّهُ انهَدَما

قاد الخيولَ ابنُ ليلى وهي ساهِمَةٌ

حتى أَغرنَ مع الظلماءِ إذ ظُلما

أولى لآلِ سليمٍ أو ابي عُمَرٍ

من ضَربةٍ تورِثُ الأَضغَانَ والغَمَما

اذا الطبيبُ بمحرافيه حاولها

زادَت على النَفرِ أو تحريكُها ضَجَما

نادى المُنادي بِمَوت فاستجبتُ له

والليثُ مثلي إذا لم يَستبِن عَزَما

ومِثلُ حربيَ أنساهم تجشُّمُها

إجانةً من مُدامٍ طالَ ما احتَدَما

إنَّ الأخيطلَ ليس الدهرُ مائرَهم

أو يبعثُ اللهُ عاداً أو ترى إرَما

حَلَّت بنو مالِكٍ والبَحرُ دوَنَهُمُ

وذَمَّم القومُ في يوم القنا جشما

فما يجوزُ اخوهم في مهوّلةٍ

ولا يجدُّ اذا ما مفظِعٌ عَزَما

وَدَوبَلٌ لا يكونُ المجدُ غايتَهُ

ولن يجدَّ إذا شيطانُه اعترما

شرح ومعاني كلمات قصيدة باتت أميم وأمسى حبلها رمما

قصيدة باتت أميم وأمسى حبلها رمما لـ القطامي التغلبي وعدد أبياتها اثنان و أربعون.

عن القطامي التغلبي

عُمير بن شُييم بن عمرو بن عبّاد، من بني جُشَم بن بكر، أبو سعيد، التغلبي الملقب بالقطامي. شاعر غزل فحل، كان من نصارى تغلب في العراق، وأسلم. وجعله ابن سلّام في الطبقة الثانية من الإسلاميين، وقال: الأخطل أبعد منه ذكراً وأمتن شعراً. وأورد العباسي (في معاهد التنصيص) طائفة حسنة من أخباره يفهم منها أنه كان صغيراً في أيام شهرة الأخطل، وأن الأخطل حسده على أبيات من شعره. ونقل أن القطامي أول من لُقب (صريع الغواني) بقوله: صريع غوان راقهنّ ورقنه لدن شبَّ حتى شاب سود الذوائب من شعره البيت المشهور: قد يدرك المتأني بعض حاجته وقد يكون مع المستعجل الزلل له (ديوان شعر- خ) . والقطامي بضم القاف وفتحها. قال الزبيدي: الفتح لقيس، وسائر العرب يضمون.[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي