انقلابٌ .. بقيادة امرأة

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة انقلابٌ .. بقيادة امرأة لـ نزار قباني

1
للمرة الأولى ..
في تاريخي النسائي الطويل
تقود امرأة انقلاباً عليَّ ..
وتنتصر …

2
للمرة الأولى ..
تطيح بي ، ثورة ٌ ثقافية
خططتْ لها امرأة ..
فلا تـُبقِي حجراً في مكانه ..
أو كتاباً .. أو ورقة ..
أو جملة .. أو فاصلة في مكانها .
أو ضلعاً من أضلاعي في مكانه .

3
للمرة الأولى ..
تتناقص حروف أبجديتي .
ويتناقص عدد أصابعي .
وتتناقص مساحة سلطتي .
و أشعر أنني مَلِكٌ
منفي خارج أسوار لغته …

4
للمرة الأولى ..
يُلقى القبض على قصائدي الغزلية الشهيرة ..
وتقام الدعوى عليّ ..
بتهمة التحريض على الحب ..
والتغزل
( بعيون المها بين الرصافة و الجسر ) …

5
للمرة الأولى ..
أشعر أنني خارج السلطة .
وأن ( جمهورية الحب )
التي حكمتُ فيها ، خمسين عاماً
تهتز تحت أقدامي …

6
للمرة الأولى ..
أشعر أن امتيازاتي قد سقطت ..
وأن نياشيني قد انتزعت مني ..
وأن نسائي خرجن على طاعتي .
وجنودي هربوا من الخدمة العسكرية …

7
للمرة الأولى
تطردني امرأة من سريري
وترغمني على أن أنام
في منفضة السجائر !! .

8
للمرة الأولى
تتحداني الكلمة الأنثى
وتحطم كبريائي ،
وشهرتي ،
وأساطير غروري ..

9
للمرة الأولى
تخلعني امرأة عن عرشي
المطعم بالذهب .. والياقوت ..
والحجارة الكريمة ..
وتأخذ مني مفاتيح وزارة الثقافة ..
ومفاتيح النحو .. والصرف .. واللغة …
و تعيدني بدوياً
يكتب على دفاتر الريح …

10
كم أنا سعيد بثورتك
أيتها الانقلابية الحسناء ..
فهل أجمل من أن تحكمني وردة ؟
أو غزالة ؟
أو قصيدة شعر ؟
وهل أجمل من أن تقوم الدولة الأنثى ؟
والعدالة الأنثى ؟ .
والحرية الأنثى ؟…

11
أعترف يا سيدتي
أن انقلابك كان ناجحاً .. وشجاعاً ..
وجيد التخطيط ..
و أعترف دون تردد
( بالنظام الأنثوي الجديد ) ..
في مواجهة النظام العالمي الجديد
فأنا لستُ ضد أي فرس تريد أن تصهل ..
ولا ضد أي سنبلة تريد أن ترتفع ..
ولا ضد أي سمكة تريد أن تقفز من البحر ..
ولا ضد أي عصفور
يريد أن يدخل مدرسة الحرية …

12
يا سلطانة السلاطين :
أنا معك ..
في انتصارك التاريخي الباهر
ولكن .. إذا قتلتِ جميع رجال العالم
فماذا ستفعلين وحدك ؟؟

عن نزار قباني

نزار قباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) شاعر سوري معاصر من مواليد مدينة دمشق.

تعريفه من ويكيبيديا

نزار بن توفيق القباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) دبلوماسي وشاعر سوري معاصر، ولد في 21 مارس 1923 من أسرة عربية دمشقية عريقة. إذ يعتبر جده أبو خليل القباني من رائدي المسرح العربي. درس الحقوق في الجامعة السورية وفور تخرجه منها عام 1945 انخرط في السلك الدبلوماسي متنقلًا بين عواصم مختلفة حتى قدّم استقالته عام 1966؛ أصدر أولى دواوينه عام 1944 بعنوان "قالت لي السمراء" وتابع عملية التأليف والنشر التي بلغت خلال نصف قرن 35 ديوانًا أبرزها "طفولة نهد" و"الرسم بالكلمات"، وقد أسس دار نشر لأعماله في بيروت باسم "منشورات نزار قباني" وكان لدمشق وبيروت حيِّزٌ خاصٌّ في أشعاره لعلَّ أبرزهما "القصيدة الدمشقية" و"يا ست الدنيا يا بيروت". أحدثت حرب 1967 والتي أسماها العرب "النكسة" مفترقًا حاسمًا في تجربته الشعرية والأدبية، إذ أخرجته من نمطه التقليدي بوصفه "شاعر الحب والمرأة" لتدخله معترك السياسة، وقد أثارت قصيدته "هوامش على دفتر النكسة" عاصفة في الوطن العربي وصلت إلى حد منع أشعاره في وسائل الإعلام.—قال عنه الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة : (نزار كما عرفته في بيروت هو أكثر الشعراء تهذيبًا ولطفًا).

على الصعيد الشخصي، عرف قبّاني مآسي عديدة في حياته، منها مقتل زوجته بلقيس خلال تفجيرٍ انتحاري استهدف السفارة العراقية في بيروت حيث كانت تعمل، وصولًا إلى وفاة ابنه توفيق الذي رثاه في قصيدته "الأمير الخرافي توفيق قباني". عاش السنوات الأخيرة من حياته مقيمًا في لندن حيث مال أكثر نحو الشعر السياسي ومن أشهر قصائده الأخيرة "متى يعلنون وفاة العرب؟"، وقد وافته المنية في 30 أبريل 1998 ودفن في مسقط رأسه، دمشق.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي