النفس معدومة في زي موجوده

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة النفس معدومة في زي موجوده لـ حسن حسني الطويراني

اقتباس من قصيدة النفس معدومة في زي موجوده لـ حسن حسني الطويراني

النفسُ معدومةٌ في زيِّ موجودهْ

أمانة الله فينا وهيَ مردودهْ

وَقَد تبدّت هيولاها وصورتُها

نظماً تحل يد الأَقدار معقودَه

فما تَوارثَ أُولاها أَواخرُها

إلا ليعقب جمعُ الكَون تبديدَه

وَلا الشَباب سِوى غُصنٍ غضارتُهُ

مقدورة حَيث يجتثُّ القَضا عوده

وَما الحَياة سِوى حال يَمرُّ عَلى

بعض التراب وَيقضى الحق تجريده

ولم تَزل حسرة الدُنيا تنقّلها

بين القُلوب يدٌ للدهر معهوده

فكل نضرةِ عيشٍ نظرةٌ عَرَضَت

ثم استحالت فذم المرء محموده

وَكُل صَفوٍ سيتلو خيرَه كدرٌ

وَكل لين سيقضى الخطبُ تشديده

وَكُل نَفس عَلى ما سرّها أَملٌ

بِاليأس يَوماً من الأَيام موعوده

ميلاد من حل دُنيانا نهايتُه

بدءُ الرحيل عَلى نكباءَ مجهوده

فلا يغرنك إمهال الحياة فكم

أَغرتك مكدوحة تفنى وَمكدوده

وإنما اللبث آجالٌ مقدرةٌ

محدودةٌ بينها الأنفاس معدوده

وَالعُمر صاد يرجّي من مصاحبة

مناهلاً لبقاه غير موروده

فكم حرصنا عَلى مشهودِ زاهرةٍ

ولو بدا الغيب لم نغرر بمزهوده

لم يُبق موتٌ على حيٍّ وَلا تركت

نفسٌ نفيسَ حياةٍ غير مفؤوده

وَلم يرعه نوىً من صفوةٍ وَهَوىً

وَلم يُدِم وصلةً في الناس محسوده

دَهر ترى الحُزن فيهِ ما بدا فرحٌ

وَلا سَقا الأُنس إلا أبكى عربيده

أَما تَرى اليَوم ذاتَ الستر قَد جُلِيت

تعتز في مَوكبٍ أَبكى النَوى صيده

فأعين السحب بالعبرات باكيةٌ

وَمهجةُ الشمس بالأَحزان موقوده

استودع اللَه نعشاً ما سعت نسمٌ

لديهِ إلا وَفي الحسرات منشوده

بلقيسُ في عرشها تَزهى وَمن عجب

أن روع الدَهر في ذا اليَوم داوده

كَأَنَّها تتهادى في تنقّلها

شمسٌ تسير بها الأَملاك مكبوده

بنتُ الملوك ذوي العليا قرينةُ من

علياه باذخةُ المقدار مشهوده

فيا سقى اللَه صوبُ القطرِ راحلةً

بالصبر تاركةَ الأَجفان منضوده

يبكي الشَباب كما يبكي الحجاب كما

يَبكي العفاف وَيبدى اليوم تعديده

ترحلت كالأُلى من قبلها رحلوا

وَكُل مولودة لا بد ملحوده

أَسفت إِذ فارقت روح مطهرة

كنوزها بيد الإفناء مرصوده

بدت على عرش نعشٍ قد تعاوره

أَيدي الكماة إِلى الفردوس مقصوده

فيا أَخا الحكمة القصوى وَعارفها

هوّن فان سنين العيش محدوده

فاسلم وَدم لا أَراك اللَه بعد كذا

سوءاً وَأَهدى لها من نعمة جوده

فَالفَصلُ وَالوَصلُ أَوقاتٌ وَلا عَجب

أن يفقد المرء في الأَيام مودوده

وَهكذا الدَهر مرهوبٌ بوادرُه

وَالنَفس بِالحَق لا بالخلق مسعوده

أَدامك اللَه في عزٍّ وَعززها

بِالفَوز قَد كفل الرضوان تَأييده

فَإِنَّها أَصبحت في دار نعمته

بكل ما تشتهيه النفس ممدوده

عزت حياة وَفضل اللَه أَرخها

عزت بأنس جوار اللَه توحيده

شرح ومعاني كلمات قصيدة النفس معدومة في زي موجوده

قصيدة النفس معدومة في زي موجوده لـ حسن حسني الطويراني وعدد أبياتها خمسة و ثلاثون.

عن حسن حسني الطويراني

حسن حسني باشا بن حسين عارف الطويراني. شاعر منشئ، تركي الأصل مستعرب، ولد ونشأ بالقاهرة وجال في بلاد إفريقية وآسية، وأقام بالقسطنطينية إلى أن توفي، كان أبي النفس بعيداً عن التزلف للكبراء، في خلقته دمامة، وكان يجيد الشعر والإنشاء باللغتين العربية والتركية، وله في الأولى نحو ستين مصنفاً، وفي الثانية نحو عشرة. وأكثر كتبه مقالات وسوانح. ونظم ستة دواوين عربية، وديوانين تركيين. وأنشأ مجلة (الإنسان) بالعربية، ثم حولها إلى جريدة فعاشت خمسة أعوام. وفي شعره جودة وحكمة. من مؤلفاته: (من ثمرات الحياة) مجلدان، كله من منظومة، و (النشر الزهري-ط) مجموعة مقالات له.[١]

تعريف حسن حسني الطويراني في ويكيبيديا

حسن حسني الطويراني (1266 - 1315 هـ / 1850 - 1897 م) هو حسن حسني باشا بن حسين عارف الطُّوَيْراني.صحافي وشاعر تركي المولد عربي النشأة. ولد بالقاهرة، وطاف في كثير من بلاد آسيا وأفريقيا وأوروبة الشرقية. كتب وألف في الأدب والشعر باللغتين العربية والتركية، وأنشأ في الأستانة مجلة «الإنسان» عام 1884، ومن ثم حولها إلى جريدة ، لخدمة الإسلام والعلوم والفنون؛ وظلت إلى عام 1890 باستثناء احتجابها عدة أشهر. جاء إلى مصر واشترك في تحرير عدة صحف. تغلب عليه الروح الإسلامية القوية. ومن كتبه: «النصيح العام في لوازم عالم الإسلام»، و«الصدع والالتئام وأسباب الانحطاط وارتقاء الإسلام»، و«كتاب خط الإشارات» وغيرها. له ديوان شعر مطبوع عام 1880.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي