المظليون يهبطون في عيني حبيبتي

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة المظليون يهبطون في عيني حبيبتي لـ نزار قباني

1
سامحيني ، يا سيدتي
إذا كنت جارحاً ، وعدوانياً ،
وعصبي الكلمات .
فلم يعد بإمكاني أن أتصالح مع اللغة ..
ولا مع الحب ..
ولا مع نفسي .
فقد دخلنا مرحلة فك الارتباط
وما عادت تنفعنا الكلمات الطيبة
ولا العبارات المهذبة .
فلماذا التكاذب ؟
ولماذا التظاهر ؟
ولماذا نلبس ثياباً عاطفية
صارت ضيقة علينا ؟ …

2
إن الستارة قد نزلت ..
وانصرف الجمهور .
و أطفئت الأنوار .
ولم يبق لي دور في المسرحية العبثية
ولم يبق لك دور .
فلماذا نصر على قراءة نص لا نعرف معناه ؟
وعلى تكرار حوار لا نحس بحرارته ؟ …

3
إنني آسف يا سيدتي
فأنا لا أستطيع أن أحبك
في منأى عن وجع الأرض ..
ووجع الإنسان ..
ووجع التاريخ العربي .
لا أستطيع أن أعانقك
فوق بحر من العهر .. والقهر ..
والنفايات السياسية .
لا أستطيع أن أمشط شعرك الطويل
وأنت مستلقية ..
على سطح هذا الكوكب العربي المحترق !!

4
سامحيني يا سيدتي
فأنا جزء من هذا الخراب الكبير
ومن هذا الموت الكبير
ولا أستطيع أن أفصل سواد عينيك
عن سواد السماء في بلادي .
و لا أن أفصل زمن القمع ..
عن زمن الياسمين ..
ولا أن أشرب النبيذ الفرنسي
والناس في بلادي
يشربون دمهم …

5
إن وجهك الجميل
أصبح صفحة بيضاء
لا أرى فيها شيئاً ..
ولا أقرأ شيئاً ..
ولا أستوعب شيئاً ..
صوتك أبيض .
كلامك أبيض .
شعورك أبيض .
سواد عينيك .. هو أيضاً
أبيض !! .

6
لماذا لا نعترف ، أيتها الاستثنائية ..
أن حبنا الاستثنائي
قد دخل في ( الكوما ) ..
ولن تنقذه الوصفات العربية
ولا الإبر الصينية ..

7
ألا تحسين معي ؟
أن شراشف الطاولة
التي نجلس عليها في هذه الكافيتيريا
ملطخة بالدم العربي ؟

8
ألا تبصرين السفن الصليبية
وهي تبحر ..
في فناجين قهوتنا ؟؟

9
كيف يمكنني ، يا سيدتي
أن أقطف الياسمين
من بساتين يديك ؟
والنظام العالمي الجديد
ألغى قصائد الحب العربية ..
وشنق قيس بن الملوح
على ضفائر ليلى العامرية ..

10
وداعاً يا سيدتي .
وداعاً يا لؤلؤتي .
فلم يعد لي مكان
على شواطئ عينيك الحزينتين
لأن المظليين الأميركيين
سبقوني إليهما …

عن نزار قباني

نزار قباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) شاعر سوري معاصر من مواليد مدينة دمشق.

تعريفه من ويكيبيديا

نزار بن توفيق القباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) دبلوماسي وشاعر سوري معاصر، ولد في 21 مارس 1923 من أسرة عربية دمشقية عريقة. إذ يعتبر جده أبو خليل القباني من رائدي المسرح العربي. درس الحقوق في الجامعة السورية وفور تخرجه منها عام 1945 انخرط في السلك الدبلوماسي متنقلًا بين عواصم مختلفة حتى قدّم استقالته عام 1966؛ أصدر أولى دواوينه عام 1944 بعنوان "قالت لي السمراء" وتابع عملية التأليف والنشر التي بلغت خلال نصف قرن 35 ديوانًا أبرزها "طفولة نهد" و"الرسم بالكلمات"، وقد أسس دار نشر لأعماله في بيروت باسم "منشورات نزار قباني" وكان لدمشق وبيروت حيِّزٌ خاصٌّ في أشعاره لعلَّ أبرزهما "القصيدة الدمشقية" و"يا ست الدنيا يا بيروت". أحدثت حرب 1967 والتي أسماها العرب "النكسة" مفترقًا حاسمًا في تجربته الشعرية والأدبية، إذ أخرجته من نمطه التقليدي بوصفه "شاعر الحب والمرأة" لتدخله معترك السياسة، وقد أثارت قصيدته "هوامش على دفتر النكسة" عاصفة في الوطن العربي وصلت إلى حد منع أشعاره في وسائل الإعلام.—قال عنه الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة : (نزار كما عرفته في بيروت هو أكثر الشعراء تهذيبًا ولطفًا).

على الصعيد الشخصي، عرف قبّاني مآسي عديدة في حياته، منها مقتل زوجته بلقيس خلال تفجيرٍ انتحاري استهدف السفارة العراقية في بيروت حيث كانت تعمل، وصولًا إلى وفاة ابنه توفيق الذي رثاه في قصيدته "الأمير الخرافي توفيق قباني". عاش السنوات الأخيرة من حياته مقيمًا في لندن حيث مال أكثر نحو الشعر السياسي ومن أشهر قصائده الأخيرة "متى يعلنون وفاة العرب؟"، وقد وافته المنية في 30 أبريل 1998 ودفن في مسقط رأسه، دمشق.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي