المدخنة الجميلة

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة المدخنة الجميلة لـ نزار قباني

حارقة التبغ ِ .. اهدأي , فالدجى
من هول ما أحرقتِ إعصارُ

شوهتِ طـُهْرَ العاج , شوهتهِ
وغابَ في الضباب إسوارُ ..

تلكَ الأصابيعُ التي ضوأتْ
دنيايَ , هل تمضي بها النارُ ؟

والتحفُ الحمسُ التي صغتها
تنهارُ من حولي .. فأنهارُ ..

وروعة ُ الطلاء في ظفرها
تمضي , فما للفجر آثارْ


أناملُ تلك التي صفقتْ
أم أنها للرصدِ أنهارُ ..

المشروبُ الفضي , ما بينها
مـُقـَطـَّعُ الأنفاس , ثرثارُ

على الشفاه الحمر ِ .. ميناؤهُ
وصحبةُ الشفاهِ أقدارُ

يسرقُ فوقَ الثغر غيبوبة ً
مادام , بعد الليل , إبحارُ

تعانقا .. حتى استجارَ الهوى
والتفَّ منقارٌ .. ومنقارُ

لو كنتُ هذا المشربَ المنتقى
أختارُ هذا الثغرَ .. أختارُ
* * *
مذعورة َ السالفِ .. لا تيأسي
فلم يزلْ في السفح أزرارُ

النهدُ , جلَّ النهدُ , في مجدهِ
منْ حولهِ , تلمُّ أقمارُ ..

حسناءُ .. ما يشقيكِ من عالم ٍ ؟
ما زال في عينيكِ يحتارُ

وأنتِ يا أغنى أساطيرهِ
نواره , إنْ غابَ نوَّارُ

صغيرة ٌ أنتِ .. علامَ الأسى
والأرضُ موسيقا وأنوارُ

النارُ في يمناكِ مشبوبة ٌ
والوعدُ في عينيكِ أطوارٌ

لا تؤمنُ العيونُ إن سالمتْ
صحوَ العيون ِ الخضر ِ .. أمطارُ

تلك اللفافاتُ التي اُفـْـنِـيـَتُ
خواطرٌ تـُفنى .. وأفكارُ ..

إن أطفأتها الريحُ .. لا تقلقي
أنا لها الكبريتُ والنارُ ..

عن نزار قباني

نزار قباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) شاعر سوري معاصر من مواليد مدينة دمشق.

تعريفه من ويكيبيديا

نزار بن توفيق القباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) دبلوماسي وشاعر سوري معاصر، ولد في 21 مارس 1923 من أسرة عربية دمشقية عريقة. إذ يعتبر جده أبو خليل القباني من رائدي المسرح العربي. درس الحقوق في الجامعة السورية وفور تخرجه منها عام 1945 انخرط في السلك الدبلوماسي متنقلًا بين عواصم مختلفة حتى قدّم استقالته عام 1966؛ أصدر أولى دواوينه عام 1944 بعنوان "قالت لي السمراء" وتابع عملية التأليف والنشر التي بلغت خلال نصف قرن 35 ديوانًا أبرزها "طفولة نهد" و"الرسم بالكلمات"، وقد أسس دار نشر لأعماله في بيروت باسم "منشورات نزار قباني" وكان لدمشق وبيروت حيِّزٌ خاصٌّ في أشعاره لعلَّ أبرزهما "القصيدة الدمشقية" و"يا ست الدنيا يا بيروت". أحدثت حرب 1967 والتي أسماها العرب "النكسة" مفترقًا حاسمًا في تجربته الشعرية والأدبية، إذ أخرجته من نمطه التقليدي بوصفه "شاعر الحب والمرأة" لتدخله معترك السياسة، وقد أثارت قصيدته "هوامش على دفتر النكسة" عاصفة في الوطن العربي وصلت إلى حد منع أشعاره في وسائل الإعلام.—قال عنه الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة : (نزار كما عرفته في بيروت هو أكثر الشعراء تهذيبًا ولطفًا).

على الصعيد الشخصي، عرف قبّاني مآسي عديدة في حياته، منها مقتل زوجته بلقيس خلال تفجيرٍ انتحاري استهدف السفارة العراقية في بيروت حيث كانت تعمل، وصولًا إلى وفاة ابنه توفيق الذي رثاه في قصيدته "الأمير الخرافي توفيق قباني". عاش السنوات الأخيرة من حياته مقيمًا في لندن حيث مال أكثر نحو الشعر السياسي ومن أشهر قصائده الأخيرة "متى يعلنون وفاة العرب؟"، وقد وافته المنية في 30 أبريل 1998 ودفن في مسقط رأسه، دمشق.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي