الله جارك إن دمعي جاري

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة الله جارك إن دمعي جاري لـ ابن نباتة المصري

اقتباس من قصيدة الله جارك إن دمعي جاري لـ ابن نباتة المصري

الله جارك إنَّ دمعيَ جاري

يا موحشَ الأوطان والأوطار

لما سكنت من التراب حديقة

فاضت عليك العينُ بالأنهار

شتان ما حالي وحالك أنت في

غرفِ الجنان ومهجتي في النار

خفّ النجا بك يا بنيّ إلى السرى

فسبقتني وثقلتُ بالأوزار

ليت الرّدى إذ لم يدعك أهاب بي

حتى ندوم معاً على مضمار

ليت القضا الجاري تمهل وِرده

حتى حسبت عواقب الإصدار

ما كنت إلا مثل لمحة بارق

ولى وأغرى الجفن بالإمطار

أبكيك ما بكت الحمامُ هديلها

وأحنّ ما حنت إلى الأوكار

أبكي بمحمرِّ الدّموع وإنما

تبكي العيون نظيرها بنضار

قالوا صغيراً قلت إنَّ وربما

كانت به الحسرات غير صغار

وأحقّ بالأحزان ماض لم يسيء

بيدٍ ولا لسنٍ ول إضمار

نائي اللقا وحماه أقرب مطرحاً

يا بعد مجتمع وقرب مزار

لهفي لغصن راقني بنباته

لو أمهلته التربُ للإثمار

لهفي لجوهرةٍ خفت فكأنني

حجبتها من أدمعي ببحار

لهفي لسار حار فيه تجلدي

وا حيرتي بالكوكب السيَّار

سكن الثرى فكأنه سكن الحشا

من فرط ما شغلت به أفكاري

أعزِز عليّ بأن ضيف مسامعي

لم يحظَ من ذاك اللسان بقاري

أعزز عليّ بأن رحلت ولم تخض

أقدام فكرك أبحر الأشعار

أعزز عليّ بأن رفقت على الردى

وعليك من دمعي كدّر نثار

أبنيّ إن تكسَ التراب فإنه

غايات أجمعنا وليس بعار

ما في زمانك ما يسّر مؤملاً

فاذهب كما ذهب الخيال الساري

لو أن أخباري إليك توصلت

لبكيتَ في الجنات من أخباري

أحزان مدّكرٍ ووحشةُ مفردٍ

ومقام مضيعة وذلّ جوار

أبنيّ إني قد كنزتك في الثرى

فانفع أباك بساعة الإقتار

أبنيّ قد وقفت عليّ حوادثٌ

فوقفنَ من طلل على آثار

ومضى البياض من الحياة وطيبها

لكنها أبقته فوق عذاري

نمْ وادعاً فلقد تقرح ناظري

سهراً ونامت أعينُ السمار

أرعى الدّجى وكأنَّ ذيل ظلامه

متشبثٌ بالنجم في مسمار

خلع الصباح على المجرة سجفه

أم قسمت شمس النهار دراري

أم غاب مع طفل أخيرُ دجنتي

لا كوكبي فيها ولا أسحاري

تبًّا لعاديةِ الزمان على الفتى

فلقد حذرت وما أفاد حذاري

وحويت ديناراً لوجهك فانتحى

صرف الزمان فراح بالدينار

أبنيّ إن تبعد فإنَّ مدى اللقا

بيني وبينك مسرِعُ التيار

إن تسقني في الحشر شربة كوثرٍ

فلقد سقتك مدامعي بغزار

كيف الحياة وقد دفنت جوانحي

ما بين أنجادٍ إلى أغوار

وحوى نبيّ تراب مصر وجلق

كالغيم مرتكناً على أقمار

طرقت على تلك النفوس طوارق

وطرت على تلك الجسوم طواري

وبدت لدى البيدا مطي قبورهم

علماً بأنهمُ على أسفار

قسماً بمن جعل الفناء مسافة

إنا على خطرٍ من الأخطار

قل للذين تقدمت أمثالهم

أين الفرار ولات حين فرار

ما بين أشهبَ للظلام معاود

ركضاً وأدهم للدجى كرار

يطأ الصغير ومن يعمر يلتحق

وعليه من شيبٍ كنقع غبار

مالي وعتب الشهب في تقديرها

ولقد تصاب الشهب بالأقدار

لا عقرب الفلك اللسوب من الردى

ينجو ولا أسد البروج الضاري

يرمي الهلال بقوسه أرواحنا

ولقد يصاب القوس بالأوتار

كتب الفناء على الشواهد حجة

غنيت عن الإقرار والإنكار

فلتظهر الفطن الثواقب عجزها

فظهوره سر من الأسرار

وليصطبر متفجع فلربما

فقد المنى ومثوبة الصبَّار

أين الملوك الرافلون إلى العلى

عثروا إلى الأجداث أيّ عثار

كانوا جبالاً لا ترام فأصبحوا

بيد الردى حفنات تربٍ هار

أينَ الكماةُ إذ العجاجة أظلمت

قدَحوا القسيّ وناضلوا بشرار

سلموا على عطب الوغى ودجى بهم

داجي المنون إلى محل بوار

أين الأصاغر في المهود كأنما

ضمت كمائمها على أزهار

خلط الحمام عظامهم ولحومهم

حتى تساوى الدّرّ بالأحجار

فلئن صبرت ففي الأولى متصبرٌ

ولئن بدا جزعي فعن أعذار

درّت عليك من الغمام مراضعٌ

وتكنفتك من النجوم جوار

تسقي ثراك وليس ذاك بنافعي

لكن أغالط مهجتي وأداري

شرح ومعاني كلمات قصيدة الله جارك إن دمعي جاري

قصيدة الله جارك إن دمعي جاري لـ ابن نباتة المصري وعدد أبياتها سبعة و خمسون.

عن ابن نباتة المصري

محمد بن محمد بن محمد بن الحسن الجذامي الفارقي المصري أبو بكر جمال الدين. شاعر عصره، وأحد الكتاب المترسلين العلماء بالأدب، أصله من ميافارقين، ومولده ووفاته في القاهرة. وهو من ذرية الخطيب عبد الرحيم بن محمد بن نباتة. سكن الشام سنة 715هـ‍ وولي نظارة القمامة بالقدس أيام زيارة النصارى لها فكان يتوجه فيباشر ذلك ويعود. ورجع إلى القاهرة سنة 761 هـ فكان بها صاحب سر السلطان الناصر حسن. وأورد الصلاح الصفدي في ألحان السواجع، مراسلاته معه في نحو 50صفحة. له (ديوان شعر -ط) و (سرح العيون في شرح رسالة ابن زيدون -ط) . (سجع المطوق -خ) تراجم وغيرها.[١]

تعريف ابن نباتة المصري في ويكيبيديا

ابن نُباتة (686-768ه‍ = 1287-1366م) محمد بن محمد بن محمد بن الحسن الجذامي الفارقي المصري، أبو بكر، جمال الدين، ابن نُباتة: شاعر، وكاتب، وأديب، ويرجع أصله إلى ميافارقين، ومولده ووفاته في مدينة القاهرة، وهو من ذرية الخطيب عبد الرحيم بن محمد بن نُباتة، ولقد سكن الشام سنة 715 هـ (تقريباً) وولي نظارة القمامة في مدينة القدس أيام زيارة المسيحيين لها، فكان يتوجه فيباشر ذلك ويعود، ورجع إلى القاهرة (سنة 761) فكان بها صاحب سر السلطان، وله ديوان شعر و(سرح العيون في شرح رسالة ابن زيدون) وغيرها.وكان شاعراً ناظماً لهُ ديوان شعر كبير مرتب حسب الحروف الهجائية وأشهر قصيدة لهُ بعنوان (سوق الرقيق) ولهُ العديد من الكتب منها كتاب (سرح العيون في شرح رسالة ابن زيدون)، وكتاب (تلطيف المزاج في شعر ابن الحجاج)، وكتاب (مطلع الفرائد)، وسير دول الملوك وغيرها.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابن نباتة المصري - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي