العزم أقوى والحزامة أقوم

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة العزم أقوى والحزامة أقوم لـ حسن حسني الطويراني

اقتباس من قصيدة العزم أقوى والحزامة أقوم لـ حسن حسني الطويراني

العَزم أَقوى وَالحزامة أَقومُ

وَالسَيف أَنقى وَالشَهامة أَنقمُ

وَلَئن خَشي عَبدُ الهَوى مِن حينه

فَالحرّ أَجرى للحتوف وَأَجرم

وَلَئن رَجا من خفّ حلماً راحةً

فَالدَهر أَعدى وَالحَوادث أَعدَم

لا تكسبنّ الذلَّ دُون دَنيئةٍ

فَالذل يُبكي وَالدَنيئة تُبكم

لا تُخفِ ما تبديهِ مِنكَ خَليقةٌ

فَالحَق أَعلا وَالخَليقة أَعلم

وَالعلم يدني أَهلَه من مجده

وَالجَهل أَقصى للظهور وَأَقصم

وَالدَهر يَجزي أَهلَه بجزائه

وَالدور أَحكى للرجال وَأَحكَم

وَالمَرءُ سرّ في الوجود فعاملٌ

يَبدو وَخاملُ لا يبين فيُكتَم

فَإِليك عَني لا الهَوى مِن شيمتي

أَبدا وَلا أَنا وامقٌ ومتيم

وَلئن رعا غَيري نُجومَ خَمائلٍ

فَلقد رَعتني في السَماء الأَنجم

لا عزَّ إِلا أَن تجابَ تنوفةٌ

وَاللَيل كَالقَلب المعادي مظلم

لا فَخر إِلّا أَن أَقدّم مدحةً

يَرضى أَمير المؤمنين فتكرم

ظلّ المهيمن مرجع الدنيا رجا

كُلِّ الأَنامِ وَكهفهم إِذ يَمّموا

يا خَير وارث مالكٍ وَمَمالكٍ

وَمشيّداً رُكنَ العُلا وَمدعّم

أَنتَ الَّذي صُنت الأَنام بهمة

عَن بَعضها الفلَك الدوار مرجم

وَدفعت عَن جاهٍ وَملكٍ باذخٍ

وَظُباك أَدوى وَالتدافع أَدوَم

وَوقفت دُون الشرق مَوقف شامخٍ

بِجَنابه يَستعصم المستعصم

وَعَلوت هامَ النسر وَهوَ مغرّبٌ

وَحطمتَ هامَ الدبِّ وَهوَ يدمدم

وَدَفعته دَفع الهزبر عدوَّه

عَن شبله ببراثن لا تُثلَم

أَجريت فُلكَ كَتائبٍ في حومةٍ

تَجري بحاراً ماؤهنَّ العندم

وَمَنعت عَن حَوض الحَفيظة باغياً

وَبذلت وَسماً يَتّقيهِ الهيصم

وَشَرعت بِالشَرع المُبين فَلم تَدع

معوجّ أَمرٍ حادَ لا يتقوّم

سست السياسة وَهِيَ أَعضلُ علةٍ

طالَت يَزيدَ الجرحِ مِنها المَرهم

وَاجهتَها وَهِيَ الحسام المنتَضى

وَلزمتها وَهِيَ الأَساس المحكم

بِالرَأي زلزلت الرَواسخ بَعدَما

زَعزعتها بِالسَيف وَهوَ المحسم

ذللتَ صَعب الأَمر وَهوَ مرسَّغٌ

وَكبحت عَنا وَالعِدا تتنهم

لا يَعرف المُلكُ الهوانَ وَعزُّه

وَمَليكُه عَبدُ الحَميد الأَفخم

جمعوا الجُموع وَكُنت فَرداً واحِداً

يَلقى الوُجود بِأَسره وَيُهمهم

أَيام لا الخل الحَبيب مصادقٌ

عَهداً وَلا خَفْر الذمام مذمَّم

أَيام قمت وَكُل باغٍ فاغرٌ

فاهُ يكاد لغيظه يتكلم

أَيام أَبناء البَسيطة بَين مَن

يغري وَبَينَ مُخيَّل يتجسم

أَيام لا يُرجى سِوى رَب السَما

رُكناً ولَيسَ سِواه رَبٌّ يَرحم

أَيام تنحدر البَلايا سيلها

من كُل واد سدّه يتردّم

أَيام أَحدقت العِدا وَتسابقت

شوساً وَنار حروبها تتضرّم

ففككت أَستار الجُموع وَلم تذر

باباً بدا إِلا وَفيهِ ضَيغم

دكدَكتَها بِفوارسٍ تلقى القَضا

فرحاً بقلبٍ بعدها لا يندم

فَبعثتهم حر الوُجوه معزّزو

ذِكرِ الجُدودِ فلم يَلمهم لوّم

من كل فيّاض اليدين غشمشمٍ

للحرب يَتلوه أَخوه عشمشم

من نسل يافثَ لَيسَ يذكر حَوملاً

جَزعاً وَلا تَثنيه تلك الأرسُم

زَاهِ الجَبين كَأَن نُورَ جَماله

مِن فعله وَثَنائه يَتوسم

مِن كُل أَبلجَ وَالمعامعُ تلتظي

تَلقاه وَضّاح البشاشة يبسم

حسَنَ المحيّا وَالمَحامدِ عُمرُهُ

بَين المَكارم وَالوَغى يَتقسم

فَإِذا تبدّوا فَالأَهلّة وَالنَقا

وَإِذا تَنادوا فَالنُسور الحُوّم

مرُّ الدماءِ فَلو تُمازِجُ قَطرةٌ

بَحراً لظل لَذيذُه لا يُطعَم

أَو عاد ترباً لَم يَكُن مِن حَظِّها

إِلا العُيون يَزيغها فيخيّم

شيبٌ مجرّبةٌ وَمُردٌ حُسنُهم

قَد حَلَّ للهيجاء وَهوَ مُحرّم

يَتبادرون إِلى الكِفاح كَأَنَّما

لَهُمُ مَغانم وَالمعامع مغرم

يَتسابقون لقطبها في فيلخ

كُلٌّ بذاك القَلب صب مُغرم

جَعلوا القُلوب عَلى الدُروع وقاية

وَعَلى المَحاسن بِالوَقار تلثموا

جَلبوا الجِياد إِلى الجلاد وَحملها

زخر الشَبيبة وَالكَريهة مَوسم

مِن كُل نهدٍ كَالهِلال جَبينُه

وَالمورُ بين يَديهِ لَيلٌ معتم

تَعلو عَلى صهواتهنّ أَماجدٌ

شوسٌ جَبابرةُ القُلوب همو همو

يَستوقف البَصرَ الحَديدَ جلادُهم

فَيفوه عَنهُ الأَبكَمُ المستعجم

شَربوا أَمرّ كؤسها حلْواً عَلى

حبِّ الفَخار وَقَد يَسوغ العلقم

شَربوا الوَتين الصَرف بين جَماجم

مِن دُونِها صَوتُ الأَنين يجمجم

رَقصت جَواري المَوت دُون عَروسه

وَالسمرُ تَلعب وَالظُبَى تَترنم

لَم يَتخذ نَفقاً يَقي أَو سُلَّماً

يَرقى عَدوٌّ إِنَّما يَستسلم

شَهدوا المَشاهد بين جَمرٍ يُصطَلى

وَبحار مَوت موجُها يَتلطّم

وَقفوا المَواقف لَيسَ يَجهل قَدرَها

أَهل المَطالع مَن دَروا وَتعلموا

مِن كُل فَيلقَ بِالحَديد مسربلٍ

يَتلوه مرهوبُ السَدادِ عَرمرم

تَبدو الأَسنة أَنجُماً وَسيوفُه

مثل الأَهلة في القُلوب تكلّم

أَولاد يافث دُون ملة أَحمدٍ

أَدنى الَّذي يَهبون لِلّه الدَم

إن يَنطقوا فَبعزِّ زَأْرٍ يَنطقوا

أَو يقدموا فَبقلب صَخرٍ يَقدموا

لَو ردّ في جسم البَسيطة رُوحه

لَتكلمت أُممٌ هناك تترجم

فَأُولئك الغرّ الكِرام لَك الفِدا

بعلاك قَد نالوا العلا وَتكرّموا

لِلّه فَردٌ في العَوالم قائم

تَلقى الوُجودَ وَأَهله لا تَسأم

تَتَحالف الدُنيا وَيخلف قَولَها

بِالحَزم وَالتَقوى وَعزم يَدهم

فَاعجب لما لاقى وَلا تَعجب فَذا

سَيف المهيمن حدّه لا يكهم

فَتراه يهدم كُل جورٍ وَهو قَد

يَبني العدالة إِذ سِواه يَهدم

تَشقى عِداه بِما يكدّر بالها

وَبِهِ الرَعايا في الصَفا تَتَنعم

يَقضي اللَيالي ساهِراً متبصراً

مُتجانباً ما يَستَطيب النُوّم

فَحظوظ راجي ما لَديهِ جَنة

وَحُقوق من ناوى علاه جهنم

فَجزاه رَب الخَلق خَير جَزائه

عَن خَلقه وَهوَ المعز المنعم

وَأَدامه للدين وَالدُنيا كَما

يَهواه مما يَزدهيهِ وَيَغنم

فَلَقَد سَعى لِلّه مَسعى حافظ

لحقوقه مثل الَّذين تقدّموا

وَهوَ الخَليفة وَالإِمام المجتبى

رَب المَمالك وَالأَبرّ القيّم

لا زالت الأَيام طوعَ يَمينه

يَقضي وَيبرم ما يَشاء وَيحكم

وَيَدوم قَيلَ الدَهرِ في تاريخه

مَولاي دم وَلَك الوَلاء الأَعظَم

شرح ومعاني كلمات قصيدة العزم أقوى والحزامة أقوم

قصيدة العزم أقوى والحزامة أقوم لـ حسن حسني الطويراني وعدد أبياتها ثمانية و سبعون.

عن حسن حسني الطويراني

حسن حسني باشا بن حسين عارف الطويراني. شاعر منشئ، تركي الأصل مستعرب، ولد ونشأ بالقاهرة وجال في بلاد إفريقية وآسية، وأقام بالقسطنطينية إلى أن توفي، كان أبي النفس بعيداً عن التزلف للكبراء، في خلقته دمامة، وكان يجيد الشعر والإنشاء باللغتين العربية والتركية، وله في الأولى نحو ستين مصنفاً، وفي الثانية نحو عشرة. وأكثر كتبه مقالات وسوانح. ونظم ستة دواوين عربية، وديوانين تركيين. وأنشأ مجلة (الإنسان) بالعربية، ثم حولها إلى جريدة فعاشت خمسة أعوام. وفي شعره جودة وحكمة. من مؤلفاته: (من ثمرات الحياة) مجلدان، كله من منظومة، و (النشر الزهري-ط) مجموعة مقالات له.[١]

تعريف حسن حسني الطويراني في ويكيبيديا

حسن حسني الطويراني (1266 - 1315 هـ / 1850 - 1897 م) هو حسن حسني باشا بن حسين عارف الطُّوَيْراني.صحافي وشاعر تركي المولد عربي النشأة. ولد بالقاهرة، وطاف في كثير من بلاد آسيا وأفريقيا وأوروبة الشرقية. كتب وألف في الأدب والشعر باللغتين العربية والتركية، وأنشأ في الأستانة مجلة «الإنسان» عام 1884، ومن ثم حولها إلى جريدة ، لخدمة الإسلام والعلوم والفنون؛ وظلت إلى عام 1890 باستثناء احتجابها عدة أشهر. جاء إلى مصر واشترك في تحرير عدة صحف. تغلب عليه الروح الإسلامية القوية. ومن كتبه: «النصيح العام في لوازم عالم الإسلام»، و«الصدع والالتئام وأسباب الانحطاط وارتقاء الإسلام»، و«كتاب خط الإشارات» وغيرها. له ديوان شعر مطبوع عام 1880.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي