الصليب الذهبي

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة الصليب الذهبي لـ نزار قباني

أنقطة نور ٍ .. بين نهديك ترجف
صليبكِ هذا .. زينة أم تصوف ؟

على قالبي شمع .. يمد بساطه
ومن دَوْرَقيْ ماس .. يعلُّ ويرشفُ

تدلى كعنقود اللهيب .. وحوله
تثور الأماني , والقميص المرفوف

يتوه على كنزي بياض ونعمة
ويكرع من حقي رخام .. ويسرفُ

تكمش بالصدر الفطيم .. فتارة
يقرُّ .. وطوراً يستثار ويعنفُ

***

أمر تعش الأسلاكَ .. يا لونَ حيرتي
سريرك مصقولٌ .. وأرضكَ متحفُ

مداكَ أضاميم القرنفل .. فانطلقْ
على زحمة الأفياء .. دربكَ مترف

أتشكو ؟ وهل يشكو الذي تحت رأسه
حريرٌ .. وأضواءٌ .. ووردٌ منتفُ

أجامحة َ السلسال .. إني شاعرٌ
حروفي لهيبُ الله .. هل نتعرفَ ؟

طلعتِ على عمري خيالَ نبيةٍ
صليبٌ .. وسلسال ثمينٌ .. ومعطفُ

ترهبتِ في عمر الورود .. ومن له
قراءة ُ هذا الوجه , هل يتقشفُ

أتبغينَ مرضاة َ السماءِ .. وإنما
بمثلكِ تعتز السماء وتشرف

***

أذات الصليب اللؤلؤي .. تلفتي
وراءكِ هذا المؤمن المتطرف

فلا تمنعي أجري .. وأنتِ جميلة ٌ
ولا تقطعي حبلي .. ودينكِ ينصفُ

على صدركِ المعتز .. ينتحر الأسى
وتبرا جراحات المسيح وتنشفُ ..

عن نزار قباني

نزار قباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) شاعر سوري معاصر من مواليد مدينة دمشق.

تعريفه من ويكيبيديا

نزار بن توفيق القباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) دبلوماسي وشاعر سوري معاصر، ولد في 21 مارس 1923 من أسرة عربية دمشقية عريقة. إذ يعتبر جده أبو خليل القباني من رائدي المسرح العربي. درس الحقوق في الجامعة السورية وفور تخرجه منها عام 1945 انخرط في السلك الدبلوماسي متنقلًا بين عواصم مختلفة حتى قدّم استقالته عام 1966؛ أصدر أولى دواوينه عام 1944 بعنوان "قالت لي السمراء" وتابع عملية التأليف والنشر التي بلغت خلال نصف قرن 35 ديوانًا أبرزها "طفولة نهد" و"الرسم بالكلمات"، وقد أسس دار نشر لأعماله في بيروت باسم "منشورات نزار قباني" وكان لدمشق وبيروت حيِّزٌ خاصٌّ في أشعاره لعلَّ أبرزهما "القصيدة الدمشقية" و"يا ست الدنيا يا بيروت". أحدثت حرب 1967 والتي أسماها العرب "النكسة" مفترقًا حاسمًا في تجربته الشعرية والأدبية، إذ أخرجته من نمطه التقليدي بوصفه "شاعر الحب والمرأة" لتدخله معترك السياسة، وقد أثارت قصيدته "هوامش على دفتر النكسة" عاصفة في الوطن العربي وصلت إلى حد منع أشعاره في وسائل الإعلام.—قال عنه الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة : (نزار كما عرفته في بيروت هو أكثر الشعراء تهذيبًا ولطفًا).

على الصعيد الشخصي، عرف قبّاني مآسي عديدة في حياته، منها مقتل زوجته بلقيس خلال تفجيرٍ انتحاري استهدف السفارة العراقية في بيروت حيث كانت تعمل، وصولًا إلى وفاة ابنه توفيق الذي رثاه في قصيدته "الأمير الخرافي توفيق قباني". عاش السنوات الأخيرة من حياته مقيمًا في لندن حيث مال أكثر نحو الشعر السياسي ومن أشهر قصائده الأخيرة "متى يعلنون وفاة العرب؟"، وقد وافته المنية في 30 أبريل 1998 ودفن في مسقط رأسه، دمشق.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي