الصفحة الأولى

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة الصفحة الأولى لـ نزار قباني

1
تتجولين في هذا الكتابْ
كغابة مشتعلهْ
تشعلين الحبرْ ...
تشعلين اللغه ...
تشعلين يدي ..
إصبعاً ...
إصبعاً ...
حتى أصيرَ شمعداناً
في كنيسة بيزنطهْ ..
2
تفتحين مسامات القصيدهْ
وتدخلينَ فيها ..
كما تفتح الراقصة الإسبانية
شريان الليلْ ,
وتدخلُ فيهْ ..
تطعنين الورقَ الأبيض في خاصرتهْ
ينزف الورقُ حماماً أبيضْ ..
قطناً أبيضْ ..
حزناً أبيضْ ..
وموسيقى بيضاءْ ..
وتنسحبين في آخر الليل من لحمي
كخنجر متوحش ...
لا أريدُ أن يغادرني ..
3
تأتين من لا وجههْ ....
أعني , من كل الجهاتِ تأتين
وفي يديكِ ..
أزهارٌ طازجه
ووطن مجففْ ....
وفي حقيبتكِ ,
نهدان موضوعان في كيس ٍ من البلاستيكْ
وأنوثة مؤجله ...
4
تطلبين مني , توصية للبحرْ
حتى يجعلك سمكهْ ...
وتوصية للعصافيرْ
حتى تعلمك الحريهْ ..
وتوصية لقاضي القضاةْ
حتى يعترف , بأنكِ امرأهْ ..
وتوصية للسياف مسرورْ
حتى يؤجل موعدَ ذبحكِ ...
5
أفتح لكِ اللغة َ على مصراعيها
أفتح لكِ توركواز البحرْ
وفضاءاتِ القصائد المستحيلهْ
أعطيكِ نصفَ سريري ...
ونصفَ بطانيتي ..
وأشارككِ خبزَ المنفى
ونبيذ َ الحريهْ ...

عن نزار قباني

نزار قباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) شاعر سوري معاصر من مواليد مدينة دمشق.

تعريفه من ويكيبيديا

نزار بن توفيق القباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) دبلوماسي وشاعر سوري معاصر، ولد في 21 مارس 1923 من أسرة عربية دمشقية عريقة. إذ يعتبر جده أبو خليل القباني من رائدي المسرح العربي. درس الحقوق في الجامعة السورية وفور تخرجه منها عام 1945 انخرط في السلك الدبلوماسي متنقلًا بين عواصم مختلفة حتى قدّم استقالته عام 1966؛ أصدر أولى دواوينه عام 1944 بعنوان "قالت لي السمراء" وتابع عملية التأليف والنشر التي بلغت خلال نصف قرن 35 ديوانًا أبرزها "طفولة نهد" و"الرسم بالكلمات"، وقد أسس دار نشر لأعماله في بيروت باسم "منشورات نزار قباني" وكان لدمشق وبيروت حيِّزٌ خاصٌّ في أشعاره لعلَّ أبرزهما "القصيدة الدمشقية" و"يا ست الدنيا يا بيروت". أحدثت حرب 1967 والتي أسماها العرب "النكسة" مفترقًا حاسمًا في تجربته الشعرية والأدبية، إذ أخرجته من نمطه التقليدي بوصفه "شاعر الحب والمرأة" لتدخله معترك السياسة، وقد أثارت قصيدته "هوامش على دفتر النكسة" عاصفة في الوطن العربي وصلت إلى حد منع أشعاره في وسائل الإعلام.—قال عنه الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة : (نزار كما عرفته في بيروت هو أكثر الشعراء تهذيبًا ولطفًا).

على الصعيد الشخصي، عرف قبّاني مآسي عديدة في حياته، منها مقتل زوجته بلقيس خلال تفجيرٍ انتحاري استهدف السفارة العراقية في بيروت حيث كانت تعمل، وصولًا إلى وفاة ابنه توفيق الذي رثاه في قصيدته "الأمير الخرافي توفيق قباني". عاش السنوات الأخيرة من حياته مقيمًا في لندن حيث مال أكثر نحو الشعر السياسي ومن أشهر قصائده الأخيرة "متى يعلنون وفاة العرب؟"، وقد وافته المنية في 30 أبريل 1998 ودفن في مسقط رأسه، دمشق.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي