الرسم بالكلمات

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة الرسم بالكلمات لـ نزار قباني

لا تطلبي مني حساب حياتي
ان الحديث يطول يا مولاتي!

كل العصور انا بها ... فكأنما
عمري ملايين من السنوات ...

تعبت من السفر الطويل حقائبي
وتعبت من خيلي ومن غزواتي ...

لم يبق نهد ... اسود او ابيض
الا زرعت بارضه راياتي ...

لم تبق زاوية بجسم جميله
الا ومرت فوقها عرباتي...

فصلت من جلد النساء عباءة
وبنيت اهراما من الحلمات ...

وكتبت شعرا .. لا يشايه سحره
الا كلام الله في التوراة...

...واليوم اجلس فوق سطح سفيني
كاللص .. ابحث عن طريق نجاه

وادير مفتاح الحريم ... فلا ارى
في الظل غير جماجم الاموات

اين السبايا ؟ .. اين ما ملكت يدي؟
اين البخور يضوع من حجراتي؟

اليوم تنتقم النهود لنفسها ..
وترد لي الطعنات بالطعنات ..

ماساة هارون الرشيد مريرة
لو تدركين مرارة الماساة

اني كمصباح الطريق .. صديقي
ابكي .. ولا احد يرى دمعاتي ..

الجنس كان مسكنا جربته
لم ينه احزاني ولاازماتي

والحب .. اصبح كله متشابها
كتشابه الاوراق في الغابات ..

انا عاجز عن عشق ايه نملة
او غيمة .. عن عشق اي حصاة

مارست الف عباده وعباده
فوجدت افضلها عبادة ذاتي

فمك المطيب .. لا يحل قضيتي
فقضيتي في دفتري وداواتي ..

كل الدروب امامنا مسدودة
وخلاصنا .. في الرسم بالكلمات ..

عن نزار قباني

نزار قباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) شاعر سوري معاصر من مواليد مدينة دمشق.

تعريفه من ويكيبيديا

نزار بن توفيق القباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) دبلوماسي وشاعر سوري معاصر، ولد في 21 مارس 1923 من أسرة عربية دمشقية عريقة. إذ يعتبر جده أبو خليل القباني من رائدي المسرح العربي. درس الحقوق في الجامعة السورية وفور تخرجه منها عام 1945 انخرط في السلك الدبلوماسي متنقلًا بين عواصم مختلفة حتى قدّم استقالته عام 1966؛ أصدر أولى دواوينه عام 1944 بعنوان "قالت لي السمراء" وتابع عملية التأليف والنشر التي بلغت خلال نصف قرن 35 ديوانًا أبرزها "طفولة نهد" و"الرسم بالكلمات"، وقد أسس دار نشر لأعماله في بيروت باسم "منشورات نزار قباني" وكان لدمشق وبيروت حيِّزٌ خاصٌّ في أشعاره لعلَّ أبرزهما "القصيدة الدمشقية" و"يا ست الدنيا يا بيروت". أحدثت حرب 1967 والتي أسماها العرب "النكسة" مفترقًا حاسمًا في تجربته الشعرية والأدبية، إذ أخرجته من نمطه التقليدي بوصفه "شاعر الحب والمرأة" لتدخله معترك السياسة، وقد أثارت قصيدته "هوامش على دفتر النكسة" عاصفة في الوطن العربي وصلت إلى حد منع أشعاره في وسائل الإعلام.—قال عنه الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة : (نزار كما عرفته في بيروت هو أكثر الشعراء تهذيبًا ولطفًا).

على الصعيد الشخصي، عرف قبّاني مآسي عديدة في حياته، منها مقتل زوجته بلقيس خلال تفجيرٍ انتحاري استهدف السفارة العراقية في بيروت حيث كانت تعمل، وصولًا إلى وفاة ابنه توفيق الذي رثاه في قصيدته "الأمير الخرافي توفيق قباني". عاش السنوات الأخيرة من حياته مقيمًا في لندن حيث مال أكثر نحو الشعر السياسي ومن أشهر قصائده الأخيرة "متى يعلنون وفاة العرب؟"، وقد وافته المنية في 30 أبريل 1998 ودفن في مسقط رأسه، دمشق.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي