الدين مخترم والحق مهتضم

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة الدين مخترم والحق مهتضم لـ أبو فراس الحمداني

اقتباس من قصيدة الدين مخترم والحق مهتضم لـ أبو فراس الحمداني

الدينُ مُختَرَمٌ وَالحَقُّ مُهتَضَمُ

وَفَيءُ آلِ رَسولِ اللَهِ مُقتَسَمُ

وَالناسُ عِندَكَ لاناسٌ فَيُحفِظهُم

سَومُ الرُعاةِ وَلا شاءٌ وَلا نَعَمُ

إِنّي أَبيتُ قَليلَ النَومِ أَرَّقَني

قَلبٌ تَصارَعَ فيهِ الهَمُّ وَالهِمَمُ

وَعَزمَةٌ لايَنامُ اللَيلَ صاحِبُها

إِلّا عَلى ظَفَرٍ في طَيِّهِ كَرَمُ

يُصانُ مُهري لِأَمرٍ لا أَبوحُ بِهِ

وَالدِرعُ وَالرَمجُ وَالصَمصامَةُ الخَذِمُ

وَكُلُّ مائِرَةِ الضَبعَينِ مَسرَحُها

رِمثُ الجَزيرَةِ وَالخِذرافُ وَالعَنَمُ

وَفِتيَةٌ قَلبُهُم قَلبٌ إِذا رَكِبوا

يَوماً وَرَأيُهُمُ رَأيٌ إِذا عَزَموا

يالِلرِجالِ أَما لِلَّهِ مُنتَصِفٌ

مِنَ الطُغاةِ أَما لِلدينِ مُنتَقِمُ

بَنو عَلِيٍّ رَعايا في دِيارِهِمُ

وَالأَمرُ تَملِكُهُ النِسوانُ وَالخَدَمُ

مُحَلَّثونَ فَأَصفى شُربِهِم وَشَلٌ

عِندَ الوُرودِ وَأَوفى وُدِّهِم لَمَمُ

فَالأَرضُ إِلّا عَلى مُلّاكِها سَعَةٌ

وَالمالُ إِلّا عَلى أَربابِهِ دِيَمُ

وَما السَعيدُ بِها إِلّا الَّذي ظَلَموا

وَما الغَنِيُّ بِها إِلّا الَّذي حَرَموا

لِلمُتَّقينَ مِنَ الدُنيا عَواقِبِها

وَإِن تَعَجَّلَ مِنها الظالِمُ الأَثِمُ

لايُطغِيَنَّ بَني العَبّاسِ مُلكُهُمُ

بَنو عَلِيٍّ مَواليهِم وَإِن زَعَموا

أَتَفخَرونَ عَلَيهِم لا أَبا لَكُمُ

حَتّى كَأَنَّ رَسولَ اللَهِ جَدُّكُمُ

وَما تَوازَنَ يَوماً بَينَكُم شَرَفٌ

وَلا تَساوَت بِكُم في مَوطِنٍ قَدَمُ

وَلا لَكُم مِثلُهُم في المَجدِ مُتَّصِلٌ

وَلا لِجَدِّكُمُ مَسعاةُ جَدِّهِمُ

وَلا لِعِرقِكُمُ مِن عِرقِهِم شَبَهٌ

وَلا نَفيلَتُكُم مِن أُمِّهِم أَمَمُ

قامَ النَبِيُّ بِها يَومَ الغَديرِ لَهُم

وَاللَهُ يَشهَدُ وَالأَملاكُ وَالأُمَمُ

حَتّى إِذا أَصبَحَت في غَيرِ صاحِبِها

باتَت تَنازَعُها الذُؤبانُ وَالرَخَمُ

وَصُيِّرَت بَينَهُم شورى كَأَنَّهُمُ

لا يَعرِفونَ وُلاةُ الحَقِّ أَيَّهُمُ

تَاللَهِ ماجَهِلَ الأَقوامُ مَوضِعَها

لَكِنَّهُم سَتَروا وَجهَ الَّذي عَلِموا

ثُمَّ اِدَّعاها بَنو العَبّاسِ إِرثَهُمُ

وَما لَهُم قَدَمٌ فيها وَلا قِدَمُ

لايُذكَرونَ إِذا مامَعشَرٌ ذُكِروا

وَلا يُحَكَّمُ في أَمرٍ لَهُم حَكَمُ

وَلا رَآهُم أَبو بَكرٍ وَصاحِبُهُ

أَهلاً لِما طَلَبوا مِنها وَما زَعَموا

فَهَل هُمُ مُدَّعوها غَيرَ واجِبَةٍ

أَم هَل أَئِمَّتُهُم في أَخذِها ظَلَموا

أَمّا عَلَيٍّ فَقَد أَدنى قَرابَتَكُم

عِندَ الوِلايَةِ إِن لَم تُكفَرِ النِعَمُ

هَل جاحِدٌ يابَني العَبّاسِ نِعمَتَهُ

أَبوكُمُ أَم عُبَيدُ اللَهِ أَم قُشَمُ

بِئسَ الجَزاءَ جَزَيتُم في بَني حَسَنٍ

أَبوهُمُ العَلَمُ الهادي وَأُمُّهُمُ

لا بَيعَةٌ رَدَعَتكُم عَن دِمائِهِمُ

وَلا يَمينٌ وَلا قُربى وَلا ذِمَمُ

هَلّا صَفَحتُم عَنِ الأَسرى بِلا سَبَبٍ

لِلصافِحينَ بِبَدرٍ عَن أَسيرِكُمُ

هَلّا كَفَفتُم عَنِ الديباجِ أَلسُنَكُم

وَعَن بَناتِ رَسولِ اللَهِ شَتمَكُمُ

مانُزِّهَت لِرَسولِ اللَهِ مُهجَتُهُ

عَنِ السِياطِ فَهَلّا نُزِّهَ الحَرَمُ

مانالَ مِنهُم بَنو حَربٍ وَإِن عَظُمَت

تِلكَ الجَرائِرُ إِلّا دونَ نَيلُكُمُ

كَم غَدرَةٍ لَكُمُ في الدينِ واضِحَةٍ

وَكَم دَمٍ لِرَسولِ اللَهِ عِندَكُمُ

أَأَنتُمُ أَلُهُ فيما تَرَونَ وَفي

أَظفارِكُم مِن بَنيهِ الطاهِرينَ دَمُ

هَيهاتَ لاقَرَّبَت قُربى وَلا رَحِمٌ

يَوماً إِذا أَقصَتِ الأَخلاقُ وَالشِيَمُ

كانَت مَوَدَّةُ سَلمانٍ لَهُ رَحِماً

وَلَم يَكُن بَينَ نوحٍ وَاِبنِهِ رَحِمُ

يا جاهِداً في مَساويهِم يُكَتِّمُها

غَدرُ الرَشيدِ بِيَحيى كَيفَ يَنكَتِمُ

لَيسَ الرَشيدُ كَموسى في القِياسِ وَلا

مَأمونَكُم كَالرِضا إِن أَنصَفَ الحَكمُ

ذاقَ الزُبَيرِيُّ غِبَّ الحِنثِ وَاِنكَشَفَت

عَنِ اِبنِ فاطِمَةَ الأَقوالُ وَالتُهَمُ

باؤوا بِقَتلِ الرِضا مِن بَعدِ بَيعَتِهِ

وَأَبصَروا بَعضَ يَومٍ رُشدَهُم وَعَموا

يا عُصبَةً شَقِيَت مِن بَعدِ ما سَعِدَت

وَمَعشَراً هَلَكوا مِن بَعدِما سَلِموا

لَبِئسَ مالَقِيَت مِنهُم وَإِن بَلِيَت

بِجانِبِ الطَفِّ تِلكَ الأَعظُمُ الرِمَمُ

لاعَن أَبي مُسلِمٍ في نُصحِهِ صَفَحوا

وَلا الهُبَيرِيَّ نَجّى الحِلفُ وَالقَسَمُ

وَلا الأَمانُ لِأَزدِ الموصِلِ اِعتَمَدوا

فيهِ الوَفاءَ وَلا عَن عَمِّهِم حَلِموا

أَبلِغ لَدَيكَ بَني العَبّاسِ مَألُكَةٌ

لا تَدَّعوا مُلكَها مُلّاكُها العَجَمُ

أَيُّ المَفاخِرِ أَمسَت في مَنابِرِكُم

وَغَيرُكُم آمِرٌ فيهِنَّ مُحتَكِمُ

وَهَل يَزيدُكُمُ مِن مَفخَرٍ عَلَمٌ

وَفي الخِلافِ عَلَيكُم يَخفِقُ العَلَمُ

خَلّوا الفَخارَ لِعَلّامينَ إِن سُئِلوا

يَومَ السُؤالِ وَعَمّالينَ إِن عَلِموا

لايَغضَبونَ لِغَيرِ اللَهِ إِن غَضِبوا

وَلا يُضيعونَ حُكمَ اللَهِ إِن حَكَموا

تَبدو التِلاوَةُ مِن أَبياتِهِم أَبَداً

وَفي بُيوتِكُمُ الأَوتارُ وَالنَغَمُ

مِنكُم عُلَيَّةُ أَم مِنهُم وَكانَ لَهُم

شَيخُ المُغَنّينَ إِبراهيمُ أَم لَكُمُ

مافي دِيارِهِمُ لِلخَمرِ مُعتَصَرٌ

وَلا بُيوتُهُمُ لِلسوءِ مُعتَصَمُ

وَلا تَبيتُ لَهُم خُنثى تُنادِمُهُم

وَلا يُرى لَهُمُ قِردٌ لَهُ حَشَمُ

الرُكنُ وَالبَيتُ وَالأَستارُ مَنزِلُهُم

وَزَمزَمٌ وَالصَفا وَالحِجرُ وَالحَرَمُ

صَلّى الإِلَهُ عَلَيهِم أَينَما ذُكِروا

لِأَنَّهُم لِلوَرى كَهفٌ وَمُعتَصَمُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة الدين مخترم والحق مهتضم

قصيدة الدين مخترم والحق مهتضم لـ أبو فراس الحمداني وعدد أبياتها سبعة و خمسون.

عن أبو فراس الحمداني

أبو فِراس الحَمْداني، الحارثُ بن سعيد بن حمْدان التَّغلِبي الرَّبْعي، أميرٌ شاعرٌ فارِسٌ، وهو ابنُ عَمِّ سيفِ الدولة. كان الصاحبُ ابنُ عبَّادٍ يقولُ: «بُدئَ الشِّعرُ بمَلِكٍ وخُتِمَ بمَلِكٍ.» يعني: امرأَ القيسِ وأبا فِراسٍ. وله وقائعُ كثيرةٌ قاتلَ بها بين يدَي سيفِ الدَّولة. وكان سيفُ الدَّولةِ يحبُّه ويُجلُّه ويَستصحبُه في غزَواته، ويُقدِّمه على سائرِ قَومه. كان يَسكُن مَنْبِجَ (بين حلَبٍ والفُرات)، ويتنقَّلُ في بلاد الشَّام. وأسَرَتْه الرُّومُ في بعضِ وَقائعِها بمَنْبِجَ (سنة ٣٥١ه) وكان مُتقلِّدًا لها، فامتازَ شعرُه في الأسرِ برُوميَّاتِه، وماتَ قَتيلًا في صَدَد (على مقرَبة من حِمص)، قتلَه أحدُ أتباعِ أبي المعالي بنِ سيف الدَّولة، وكان أبو فراس خالَ أبي المعالي وبينَهُما تنافسٌ.

مولِدُه سنة عشرين وثلاثمائة – ووفاتُه سنة سبعٍ وخمسين وثلاثمائة هجرية.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي