الدهر يتبع ما يجري به القلم

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة الدهر يتبع ما يجري به القلم لـ السلطان الخطاب

اقتباس من قصيدة الدهر يتبع ما يجري به القلم لـ السلطان الخطاب

الدَّهْرُ يَتْبَعُ ما يَجري به القَلَمُ

والمَرْءُ يَلْحقُهُ النَّعْماءُ والأَلَمُ

خاب امْرُؤٌ خافَ ما يُقْضي عليه به

وَارْتَدَّ عن نَيْل ما تأتي به الهِمَمُ

أَنا امْرُؤُ بلَغَتْ نفسي بما أَمَلَتْ

وإِنَّني في بني الدنيا لهم عَلَمُ

وقد بَلَغْتُ من العَلْياء غايتها

ما ليس يُدْرِكُهُ كَفٌّ ولا قَدمُ

وقد طبعت على عَزْمٍ عُرِفْتُ به

يمْلا الفَرائِص حتَّى ليس يُكْتَظَم

وقد أَقَمْتُ بِفعْلي كل بينةٍ

وقد نَطَقْتُ بِقْولٍ كُلُّهُ حِكَمُ

وقد أنَلْتُ عُفاتي مِلْكَ بُغْيَتِهم

ونالَ منّي عُداتي الُبؤسُ والعَدَمُ

وإِنَّ خَوْفي لذي الشنآن مختلِطٌ

بحيث منه يحلّ الروح والنَّسَمُ

ولي من الناس إِخْوانٌ صحِبْتُهُم

على الوفاءِ فلم تُبْخَسْ لهم ذِمَمُ

قَوْمي حَجورٌ جناح لي أَطِيُر به

وأَهْلُ عِزّىَ من دون الوَرَى قُدَمُ

لا أَعرفُ الدهر لي في الناس غيرهمُ

قِسماً إذا الناس يوم البأس يقتسمُ

لا يُبْدِلون لَرسْمٍ حين أرْسُمُهُ

ولا أُبَدِّلُ رَسْماً غير ما رسَمُوا

يا أَيّها الناطِقُ الناهي يُحَذِّرُني

إِنَّ الحذير من المقدور مُخْتَرَمُ

إِنْ كان قد حَلَّ حقّاً ما أُحاذِرُهُ

فلَيْسَ لي من قضاءِ الله مُعْتَصَمُ

كم من عَدُدٍّ سَقيْتُ السيفَ من دمه

لم يُثْني عنه تعنيفٌ ولا نَدَمُ

كم مُفْسِدٍ مَردٍ لم يَدْر ذي مَرحٍ

إلا وقد حَلَّ من بأسي به النِّقَم

كم من أَعادٍ ذَمَرْتُ الخَيْلَ نَحْوَهُمُ

وكل أَرْوَعَ في يَمْنائِهِ خَذِمُ

حتَّى تركتُ يقول القائِلون لهم

كانوا وكان لهم عِزٌّ له حَرَمُ

فإِنْ أَصِرْ مِثْل من قد صيَّرتْهُ يدي

فالله أكبر وَهْوَ العادِلُ الحَكَمُ

ولَسْتُ أَجزعُ من مَوْتٍ على كَرَمٍ

وذاك أَكرم شيءٍ اسمُهُ الكَرمُ

قد قام لي الأَمُر وَاسْتَغْلَظْن أَعْمِدَةٌ

دَهْراً فما ظلموا قَوماً وما ظُلِمُوا

أَقْسَمْتُ بالله ربِّ الناس كلّهمُ

باري النفوس ومن يُخْشى به القَسَمُ

إِنَّ الجُريْبَ لَمِشْكالٌ لِساكِنها

لكنَّنا قد نراها أَنَّها إِرَمُ

هذا لآخر منَّا من يحلُّ بها

فسوف يبقى على أَفعاله النَّدَمُ

يا أيّها الدهر كم تلهو بِغِرَّتنا

أشكو إلى الله دهراً ليس ينْصَرِمُ

وعادَ بعدي وربّي خَيْرُ ذُرِّيَةٍ

والمال والخَيْلُ والأَسْيافُ والخَدَمُ

لكنْ تُلِمُّ أمورٌ ليس يعرفها

غيري ويذهبُ عمّن بعدي النِّعَمُ

ويذهبون الأُلى تزداد هِمَّتُهم

كلٌّ على نِيَّةٍ يسْعَى ولا يسمُ

وهكذا الناسُ دُنْياهم تُبدِّدُهم

وهكذا قد مضى من قَبْلنا أُمم

ويذهبون شَتيتاً في الورى مِزقا

بين البريَّةِ لا عُربٌ ولا عَجمُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة الدهر يتبع ما يجري به القلم

قصيدة الدهر يتبع ما يجري به القلم لـ السلطان الخطاب وعدد أبياتها ثلاثون.

عن السلطان الخطاب

السلطان الخطاب بن الحسن بن أبي الحفاظ الحجوري. أحد شعراء القرن السادس الهجري من أهل اليمن، متصوف، فارس، في شعره لين وقسوة وله هجاء مر لمخالفيه في العقيدة ومن ذلك قوله في لعن من نحى مذاهب الباطنية وإباحة سفك دمه: دينَي لَعْنُ الباطنِّي الذي يَصُدُّ عن نَهْجِ الهُدَى الواضِحِ وقد تأثر بالدعوة الفاطمية بمصر، واختلف مع أخيه الأكبر (أحمد) الذي تولى الحكم بعد موت والده حتى نشبت الحرب بينهما وانتهت بمقتل أخيه أحمد، فاستلم مقاليد الحكم بعده فقام عليه أخوه سليمان الذي كان كأخيه أحمد معانداً للأئمة الفاطميين فقتله الخطاب، فقام عليه أولاد سليمان فقتلوه.[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي