الدهر إن أملى فصيح أعجم

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة الدهر إن أملى فصيح أعجم لـ ابن زيدون

اقتباس من قصيدة الدهر إن أملى فصيح أعجم لـ ابن زيدون

الدَهرُ إِن أَملى فَصيحٌ أَعجَمُ

يُعطي اِعتِباري ما جَهِلتُ فَأَعلَمُ

إِنَّ الَّذي قَدَرَ الحَوادِثَ قَدرَها

ساوى لَدَيهِ الشَهدَ مِنها العَلقَمُ

وَلَقَد نَظَرتُ فَلا اِغتِرابٌ يَقتَضي

كَدَرَ المَآلِ وَلا تَوَقٍّ يَعصِمُ

كَم قاعِدٍ يَحظى فَتُعجِبُ حالُهُ

مِن جاهِدٍ يَصِلُ الدَؤُوبَ فَيُحرَمِ

وَأَرى المَساعِيَ كَالسُيوفِ تَبادَرَت

شَأوَ المَضاءِ فَمُنثَنٍ وَمُصَمِّمُ

وَلَكَم تَسامى بِالرَفيعِ نِصابُهُ

خَطَرٌ فَناصَبَهُ الوَضيعُ الأَلأَمُ

وَأَشَدُّ فاجِعَةِ الدَواهي مُحسِنٌ

يَسعى لِيُعلِقَهُ الجَريمَةَ مُجرِمُ

تَلقى الحَسودَ أَصَمَّ عَن جَرسِ الوَفا

وَلَقَد يُصيخُ إِلى الرُقاةِ الأَرقَمُ

قُل لِلبُغاةِ المُنبِضينَ قِسِيَّهُم

سَتَرَونَ مَن تُصميهِ تِلكَ الأَسهُمُ

أَسرَرتُم فَرَأى نَجِيَّ عُيوبِكُم

شَيحانُ مَدلولٌ عَلَيها مُلهَمُ

وَعَبَأتُم لِلفِسقِ ظُفرَ سِعايَةٍ

لَم يَعدُكُم أَن رُدَّ وَهُوَ مُقَلَّمُ

وَنَبَذتُمُ التَقوى وَراءَ ظُهورِكُم

فَغَدا بَغيضَكُمُ التَقِيُّ الأَكرَمُ

ما كانَ حِلمُ مُحَمَّدٍ لِيُحيلَهُ

عَن عَهدِهِ دَغِلُ الضَميرِ مُذَمَّمُ

مَلُكٌ تَطَلَّعَ لِلنَواظِرِ غُرَّةً

زَهراءَ يُبديها الزَمانُ الأَدهَمُ

يَغشى النَواظِرَ مِن جَهيرِ رُوائِهِ

خَلقٌ يُرى مِلءَ الصُدورِ مُطَهَّمُ

وَسَنا جَبينٍ يَستَطيرُ شُعاعُهُ

يُغني عَنِ القَمَرَينِ مَن يَتَوَسَّمُ

صَلتٌ تَوَدُّ الشَمسُ لَو صيغَت لَهُ

تاجاً تُرَصِّعُ جانِبَيهِ الأَنجُمُ

فَضَحَت مَحاسِنُهُ الرِياضَ بَكى الحَيا

وَهناً عَلَيها فَاِغتَدَت تَتَبَسَّمُ

بِالقَدرِ يَبعُدُ وَالتَواضُعِ يَدَّني

وَالبِشرِ يَشمِسُ وَالنَدى يَتَغَيَّمُ

جَذلانُ في يَومِ الوَغى مُتَطَلِّقٌ

وَجهاً إِلَيها وَالرَدى مُتَجَهِّمُ

بَأسٌ كَما صالَ الهِزَبرُ إِزاءُهُ

جودٌ كَما جادَ الخِضَّمُ الخِضرِمُ

نَفسي فِداؤُكَ أَيُّها المَلِكُ الَّذي

كُلُّ المُلوكِ لَهُ العَلاءَ تُسَلِّمُ

سُدتَ الجَميعَ فَلَيسَ مِنهُم مُنكِرٌ

أَن صِرتَ فَذَّهُمُ الَّذي لا يُتأَمُ

لا غُروَ أُمُّ المَجدِ في بَكرِ الحِجى

مِن أَن يُضافَ إِلَيكَ صِنوٌ أَعقَمُ

فَاِحسِم دَواعِيَ كُلِّ شَرٍّ دونَهُ

فَالداءُ يَسري إِن عَدا لا يُحسَمُ

كَم سِقطِ زِندٍ قَد نَما حَتّى غَدا

بُركانَ نارٍ كُلَّ شَيءٍ تَحطِمُ

وَكَذَلِكَ السَيلُ الجُحافُ فَإِنَّما

أُولاهُ طَلٌّ ثُمَّ وَبلٌ يَثجُمُ

وَالمالُ يُخرِجُ أَهلَهُ عَن حَدِّهُم

وَاِفهَم فَإِنَّكَ بِالبَواطِنِ أَفهَمُ

وَاِذكُر صَنيعَ أَبيكَ أَوَّلَ أَمرِهِ

في كُلِّ مُتَّهَمٍ فَإِنَّكَ تَعلَمُ

لَم يُبقِ مِنهُم مَن تَوَقَعَ شَرَّهُ

فَصَفَت لَهُ الدُنيا وَلَذَّ المَطعَمُ

فَعَلامَ تَنكُلُ عَن صَنيعٍ مِثلِهِ

وَلَأَنتَ أَمضى في الخُطوبِ وَأَشهَمُ

وَجَنابُكَ الثَبتُ الَّذي لا يَنثَني

وَحُسامُكَ الوَضبُ الَّذي لا يَكهَمُ

وَالحالُ أَوسَعُ وَالعَوالي جَمَّةٌ

وَالمَجدُ أَشمَخُ وَالصَريمَةُ أَصرَمُ

لا تَترُكَن لِلناسِ مَوضِعَ شُبهَةٍ

وَاِحزُم فَمِثلُكَ في العَظائِمِ أَحزَمُ

قَد قالَ شاعِرُ كِندَةٍ في ما مَضى

بَيتاً عَلى مَرِّ اللَيالي يُعلَمُ

لا يَسلَمُ الشَرَفُ الرَفيعُ مِنَ الأَذى

حَتّى يُراقَ عَلى جَوانِبِهِ الدَمُ

فِرَقٌ عَوَت فَزَأَرتَ زَأرَةَ زاجِرٍ

راعَ الكُلَيبَ بِها السَبَنتى الضَيغَمُ

يا لَيتَ شِعري هَل يَعودُ سَفيهُهُم

أَم قَد حَماهُ النَبحُ ذاكَ المِكعَمُ

لي مِنكَ فَليَذُبِ الحَسودُ تَلَظِّياً

لُطفُ المَكانَةِ وَالمَحَلُّ الأَكرَمُ

وَشَفوفُ حَظٍّ لَيسَ يَفتَأُ يُجتَلى

غَضَّ الشَبابِ وَكُلُّ حَظٍّ يَهرَمُ

لَم تُلفَ صاغِيَتي لَدَيكَ مُضاعَةً

كَلّا وَلا خَفِيَ اِصطِناعي الأَقدَمُ

بَل أَوسَعَت حِفظاً وَصِدقَ رِعايَةٍ

ذِمَمٌ مُوَثَّقَةُ العُرى لا تُفصَمُ

فَليَخرِقَنَّ الأَرضَ شُكرٌ مُنجِدٌ

مِنّي تَناقَلُهُ المَحافِلُ مُتهِمُ

عَطِرٌ هُوَ المِسكُ السَطوعُ يَطيبُ في

شَمِّ العُقولِ أَريجُهُ المُتَنَسَّمُ

وَإِذا غُصونِ المُكرَماتِ تَهَدَّلَت

كانَ الثَناءَ هَديلُها المُتَرَنِّمُ

الفَخرُ ثَغرٌ عَن حِفاظِكَ باسِمٌ

وَالمَجدُ بُردٌ مِن وَفائِكَ مُعلَمُ

فَاِسلَم مَدى الدُنيا فَأَنتَ جَمالُها

وَتَسَوَّغِ النُعمى فَإِنَّكَ مُنعِمُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة الدهر إن أملى فصيح أعجم

قصيدة الدهر إن أملى فصيح أعجم لـ ابن زيدون وعدد أبياتها سبعة و أربعون.

عن ابن زيدون

أحمد بن عبد الله بن أحمد بن غالب بن زيدون المخزومي الأندلسي، أبو الوليد. وزير، كاتب وشاعر من أهل قرطبة، انقطع إلى ابن جهور من ملوك الطوائف بالأندلس، فكان السفير بينه وبين ملوك الأندلس فأعجبوا به. واتهمه ابن جهور بالميل إلى المعتضد بن عباد فحبسه، فاستعطفه ابن زيدون برسائل عجيبة فلم يعطف. فهرب واتصل بالمعتضد صاحب إشبيلية فولاّه وزارته، وفوض إليه أمر مملكته فأقام مبجّلاً مقرباً إلى أن توفي باشبيلية في أيام المعتمد على الله ابن المعتضد. ويرى المستشرق كور أن سبب حبسه اتهامه بمؤامرة لإرجاع دولة الأمويين. وفي الكتاب من يلقبه بحتري المغرب، أشهر قصائده: أضحى التنائي بديلاً من تدانينا. ومن آثاره غير الديوان رسالة في التهكم بعث بها عن لسان ولاّدة إلى ابن عبدوس وكان يزاحمه على حبها، وهي ولاّدة بنت المستكفي. وله رسالة أخرى وجهها إلى ابن جهور طبعت مع سيرة حياته في كوبنهاغن وطبع في مصر من شروحها الدر المخزون وإظهار السر المكنون.[١]

تعريف ابن زيدون في ويكيبيديا

أبو الوليد أحمد بن عبد الله بن زيدون المخزومي القرشي المعروف بـابن زيدون (394هـ/1003م في قرطبة - أول رجب 463 هـ/5 أبريل 1071 م) وزير وكاتب وشاعر أندلسي، عُرف بحبه لولادة بنت المستكفي.

[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابن زيدون - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي