الدهر أقبل بالإقبال مسرورا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة الدهر أقبل بالإقبال مسرورا لـ حسن حسني الطويراني

اقتباس من قصيدة الدهر أقبل بالإقبال مسرورا لـ حسن حسني الطويراني

الدَهر أَقبل بالإِقبال مَسرورا

وَالملك عز وَأَضحى الأَمر مَيسورا

وَلاحَ بَدرُ التَهاني في سَما شَرَفٍ

يَمحو بِشامل هَذا النور دَيجورا

فَروّح الفَرْحُ رُوحاً طالَ ما حزنت

وَواصل الجفن غمضاً كان مَهجورا

وَجمّع النَصر شَملاً كانَ مفترقاً

فَرُدَّ عَنهُ العِدا صَرعى مداحيرا

وَأَيد اللَه تَوفيق المَليك عَلى

رَغم الألى دمّروا الأَوطان تَدميرا

فَالحَمد لِلّه إِذ والى نعائمَه

وَأَصبَح اليَوم سَعيُ المَجد مَشكورا

فَالآن عززنا المَولى بنصرته

وَالآن قَد قارن التَدبير تَقديرا

فَيا زَمان التَهاني دم لَنا فَلَقد

عادَت أَعاديك في خزي مخاسيرا

وَيا مُنى النَفس عادَ الأنس فاحْظَ بِهِ

وَيا صَفا القَلب قَد فارقت تَكديرا

هَذا الخديو الَّذي يَسمو الزَمان بِهِ

وَافى وَيقدمه الإِجلال مَوفورا

هَذا الَّذي سرّت الدُنيا بطلعته

فَكرّرِ الشُكرَ للرحمن تَكريرا

قَدمت مَولاي بالرحمن منتَصِراً

ودامَ ملكُك بِالتَعزيز مَعمورا

مُرِ الزَمانَ وَأَهليه فَقَد خَضعت

لَكَ العِداةُ جَماهيراً جَماهيرا

وَاحكم بما شئت فيما رمت محتكماً

بحكمة تترك الصَنديد مَذعورا

وَاستعمل السَيفَ في رَأس علا فَطَغى

حَتّى غَدا بخمور الغَيّ مَخمورا

فَكَم رَأفتَ بهم حلماً وَلنتَ لهم

فَضلاً وَأَصبَح ذاكَ العرف مَنكورا

وَكَم منحتهم من نعمة فَأَبوا

شكرانَها وَغدا ما جدتَ مَكفورا

أَوليتَهم ما رعوا أَحسنتَ ما عَرفوا

رحمتَهم أَجرموا حَتّى اِغتَدوا بورا

فَاشدد لأعناقهم أَغلال ذلتهم

فَطالَ ما طوّقت فَضلاً وَتيسيرا

لا تجعلنَّ لهم في العفو مطمعةً

وَاجعل جزاءهم قتلاً وَتَتبيرا

عرّفهمُ بلسانِ السيف ما جلهوا

من الحدود التي جازوا لها سورا

وَطهر الأَرض منهم إِنَّهُم نجسٌ

وَاجعل لهم من ذُباب السيف تطهيرا

وَاجعلهم عبرةً للسائرين فكم

كانوا بفضلك في الدُنيا مشاهيرا

هذا جزا فئةٍ خانَت بما فجرت

لم تَخشَ حَقاً وَلم تلزمه توقيرا

هَذا جزاءٌ وفاقٌ طبق ما اجترموا

فَطال ما اجترحوا من سيِّئٍ جورا

كم رمّلوا من مصوناتٍ مخدّرةٍ

أَضحت محاجرها غرقى محاسيرا

كَم روّعوا من قُلوب لا قَرار لها

كَم فَجَّروا أَعيُناً بالحزن تَفجيرا

لَم يرقبوا اللَه في دينٍ وَلا وَطَنٍ

بغياً وَغيّاً وَإعداماً وَتغريرا

لَو أَنهم انصفوا الأَوطان ما جلبوا

حرباً وَلا اتّبعوا للحرب شرّيرا

لا تبق منهم وَلا ترأف بذلتهم

وَمر بهم وَاجعل الصمصام مأمورا

أَذقهم اليوم ما بالأَمس قَد فعلوا

وَاذكر لهم سيئاً جمّاً موازيرا

وَاجعل لبيض المواضي في رقابهمُ

صَدى نداهم ليبكي اليَوم زنجيرا

فَطالَ ما بتُّها سَوداء مظلمة

أَنادم الغيظ تعريفاً وَتنكيرا

وَطالما طاف بي هَولٌ أَهوّنه

وَأتبع الظن تصديقاً وَتَصويرا

فَالحَمد لِله يا مَولاي عدتَ لَنا

وَقَد نَظمت من الأَلباب مَنثورا

وَالعذر لي عَن قُصوري في مَديحك إِذ

طُول الهُموم أَعار الذهن تَقصيرا

وَاسلم وَدُم وَاحتكم وَاحكم فَأَنتَ لَنا

رُوحٌ نَعيش بِها دَوماً أَداهيرا

فذا قدومك وَالعليا تؤرّخه

تَوفيق عاد مَكين الملك مَنصورا

شرح ومعاني كلمات قصيدة الدهر أقبل بالإقبال مسرورا

قصيدة الدهر أقبل بالإقبال مسرورا لـ حسن حسني الطويراني وعدد أبياتها ثمانية و ثلاثون.

عن حسن حسني الطويراني

حسن حسني باشا بن حسين عارف الطويراني. شاعر منشئ، تركي الأصل مستعرب، ولد ونشأ بالقاهرة وجال في بلاد إفريقية وآسية، وأقام بالقسطنطينية إلى أن توفي، كان أبي النفس بعيداً عن التزلف للكبراء، في خلقته دمامة، وكان يجيد الشعر والإنشاء باللغتين العربية والتركية، وله في الأولى نحو ستين مصنفاً، وفي الثانية نحو عشرة. وأكثر كتبه مقالات وسوانح. ونظم ستة دواوين عربية، وديوانين تركيين. وأنشأ مجلة (الإنسان) بالعربية، ثم حولها إلى جريدة فعاشت خمسة أعوام. وفي شعره جودة وحكمة. من مؤلفاته: (من ثمرات الحياة) مجلدان، كله من منظومة، و (النشر الزهري-ط) مجموعة مقالات له.[١]

تعريف حسن حسني الطويراني في ويكيبيديا

حسن حسني الطويراني (1266 - 1315 هـ / 1850 - 1897 م) هو حسن حسني باشا بن حسين عارف الطُّوَيْراني.صحافي وشاعر تركي المولد عربي النشأة. ولد بالقاهرة، وطاف في كثير من بلاد آسيا وأفريقيا وأوروبة الشرقية. كتب وألف في الأدب والشعر باللغتين العربية والتركية، وأنشأ في الأستانة مجلة «الإنسان» عام 1884، ومن ثم حولها إلى جريدة ، لخدمة الإسلام والعلوم والفنون؛ وظلت إلى عام 1890 باستثناء احتجابها عدة أشهر. جاء إلى مصر واشترك في تحرير عدة صحف. تغلب عليه الروح الإسلامية القوية. ومن كتبه: «النصيح العام في لوازم عالم الإسلام»، و«الصدع والالتئام وأسباب الانحطاط وارتقاء الإسلام»، و«كتاب خط الإشارات» وغيرها. له ديوان شعر مطبوع عام 1880.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي