الحمد لله عظيم الجلال

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة الحمد لله عظيم الجلال لـ حسن حسني الطويراني

اقتباس من قصيدة الحمد لله عظيم الجلال لـ حسن حسني الطويراني

الحَمد لله عظيم الجَلالْ

ووافر النَّعما وربِّ الكَمالْ

رب تعالى عزةً عن مثالْ

أوصافه عزّت على كل حالْ

سبحانه الفردُ الكثيرُ النَوالْ

له خفايا اللطف في عبدهِ

من حيث لا يدري على رشدهِ

وكل ما يَأتي فمن عندهِ

فمن هداه كانَ من سعدهِ

وذو الشقا لن يهدي بالاحتيالْ

وكم له من نعمة شاملهْ

غابت على أفهامنا الكاملهْ

وكم له من منة واصلهْ

قامت بنا في نقمة فاصلهْ

فنحن ما ندري سوى ما يحالْ

وبعد حمدي اللَه أُهدي الصلاة

إِلى نبي أشرف الكائنات

والأل والأصحاب غر الصفات

آل العلا والفضل والمكرمات

ومن بهم نرجو كريم المآلْ

وبعد ذا فاسمع مقال النصيحْ

يستخدم المعنى بقوله فصيحْ

دعاه للإخوان ودٌّ صريحْ

فقال قولاً للمُعَنَّى مريحْ

وللأديب الفرد هذا يقالْ

سَلِّمْ عِنانَ الحزمِ كَفَّ القدرْ

واستعمل الفكرَ وخلّي الحذرْ

واستخدم البادي ودع ما استترْ

ولا تخض في الأمر فوق النظرْ

فإن مولانا شديد المحالْ

أفعاله جلت عن المعرفهْ

فالخوض فيما تقتضيه سفهْ

فخل عنك القول بالفلسفهْ

فإنما أحكامه المنصفهْ

يضيق عن إدراكها ذو الجدالْ

دع عنكَ أمراً ضلّ فيه الطَلبْ

واستعصم التقوى ليقوى السببْ

وانظر إِلى النفس على ما وَجَب

وجانس الناس بحسن الأدبْ

وارض إله الناس بالابتهالْ

ودر مع الدُنيا تنال الأملْ

واستنصح العَزم وَخلِّ المللْ

ولا تَلُم زيداً على ما فعلْ

ولا تقل عمرو لهذا جهلْ

ولا تغاضب خالداً في مجالْ

ولا تجادل جاهلاً يغلبُكْ

ولا تمازح سافلاً يغضبُكْ

ولا تهم في كل ما يعجبُكْ

فربما بعد الصفا يعقبُكْ

ما أعقب الظامي سراب وآلْ

وعاشر الأشرافَ آلَ النهى

فإنهم بابُ العلا المشتهى

ولا تقل فضل مضى وانتهى

فإن من بعد السهى المنتهى

وليس يرقى المرءُ أوجَ المعالْ

ولازم الأعلام في المجلسِ

واحفظ لما قالوه بالأنفسِ

ولا تكن سمّاع رشدٍ نَسِي

فإنما ينسى الذي قد نُسي

وبالنهى والعلم تعلو الرجالْ

ولا تفنّد فاعلاً في فعلِهِ

ولا تراجع قائلاً عن قولهِ

ولا تعيّب خاملاً في شكلهِ

ولا تحقّر واحداً لأصلهِ

ودُم على الحُسنى وخلِّ الحيالْ

ولا تعاني المدعي الجهولا

ولا تملِّكْ أمرَكَ العجولا

ولا تشاور في العلا ذلولا

ولا تسارر رجلاً قؤولا

ولا توالي من يوالي المقالْ

ولا تشارك صانعاً في الصنعهْ

فإنها مذمة وشنعهْ

ولا تبخّل طالباً لوسعهْ

فإنها بين الأنام بدعهْ

وربما أدت الى الانتقالْ

ولا تصاحب ضيغناً للجمعِ

ولا تعربد للطِّلا والسمعِ

ولا تكن وسيلة لمنعِ

ولا ترجِّ صاحباً في نفعِ

فإن هذا من ذميم الخصالْ

ولا تصاحب حاسداً نمّاما

ولا تعاشر عاذلاً لوّاما

ولا تساير مكثراً كلاما

ولا تداني مدهناً مجذاما

ولا تخالل سيئ الاختيالْ

ولا تكن تحقرْ ذوي معرفهْ

لخفةِ المَثوى وشين الصفهْ

كم درة في بحرها مصدفهْ

وجيفة تعلو بلا معنفهْ

وهكذا الدُنيا وتلك الليالْ

ولا تته إن صرت ذا عزةِ

ولا تطش إن كنت ذا دولةِ

واحفظ وصن للجاه والنعمةِ

ولا تبح بالوجد في نقمةِ

فكل شيء منتهاه الزَوالْ

ولا تراجع حاكماً في القَضا

والخير لا تحضر مجالَ القضا

واصبر لما يُمضي عليك القضا

بالحزم والتقوى وحسن الرضا

فإنما هذا مقام امتثالْ

ولا تشاور في سوى التشاورْ

ولا تعلم نفسك التظاهرْ

ولا تمار في الجلي الظاهرْ

وخفف المجيء في التزاورْ

ولا أَقول يُحمَدُ الاعتزالْ

ولا تباعد راغباً في صحبتكْ

ولا تضيع حافظاً لذمَّتكْ

ولا تذكّر عارفاً لنعمتكْ

فإنها تحقرةٌ لهمتكْ

فقد كفى من نال ذلَّ السؤالْ

وخالق الناس بخُلْق حسنْ

ولا تكن في كيدهم ذا وَسَنْ

ولا تقل هذا الفتى ابن مَنْ

ولا تعيِّر من علا في الزمَنْ

بالسبب الأدنى فنال المنالْ

ولا تكابر في الأمور المعضلهْ

واتّبع السهلَ وعنكَ المشكلهْ

ولا تُجهِّل عارفاً بالمسألهْ

من قبل درك فهي سوء المثقلهْ

فكم يسوق اللفظ للجاني وبالْ

قل ما تشا إن كلام يغنمُ

واسكتْ كذا حيث السكوت أَسلمُ

وان تكن قلت فقل ما تَعلمُ

واستسهل الألفاظ فيما يُفهمُ

ولا تكن تأتي النِّسا بالعوالْ

ثم اتخذ خدناً جرياً عاقلا

وصاحباً مشرّفاً وفاضلا

فذا يقيك جاهلاً تطوّلا

وذاكَ يغنيك إذا صوتٌ علا

ككاتبين عن يمين وشمالْ

وإنما لا تقترب من مدّعِ

فإنه يورث للتصدّعِ

فإن من يقول شيأ لا يعي

ولا يميل للهدى بمسمعِ

إقناعه أبعدُ من صيد الخيالْ

واستودع الحكمةَ في أَربابها

ثم البيوت فَأتِ من أَبوابها

بِأدبٍ وَقِفْ على أعتابها

حتى ترى ما يبدو من أَصحابها

فذاك شأنُ الرشدِ دأبُ الكمالْ

وإن تجد مسعدةً فبادرْ

لا سيما إن كنت فيها قادرْ

واغنم ثناء فالزمان غادرْ

صفاؤُه يأتيك بالنوادرْ

والهمُّ منه مستديمٌ موالْ

هذا وإن ملت لأهل الصبوةْ

أَو غزلٍ أَو لذةٍ وقهوةْ

فاختر من الندمان وقت الخلوةْ

من ليس فيه خفة وجفوةْ

فإن هذا غيرُهُ الابتذالْ

واشرب مع المهذَّبِ الموافقْ

من ذي شعاع بالمزاجِ رائقْ

مِن كف ساق بالمقام لائقْ

مِن وَجنتيه تُفضَحُ الشقائقْ

وقدُّه كالغصن في الاعتدالْ

إذا سقى في مجلسٍ هنَّاه

وإن سقى ذا ظمأٍ روّاهُ

ولو يُغنِّي ميتاً أَحياهُ

ينخسفُ البدرُ متى حيّاهُ

وتكسف الشمس أوان الزوالْ

والشرط في النديم قبل الساقي

كمالُ حُسنِ الخَلْقِ والاخلاقِ

ومن تمام الحظ للرفاقِ

دوامُ هذا الأُنس والوفاقِ

لا سيما إن تكفلِ الجمعَ حالْ

وأحسنُ الشرابِ في الرياضِ

أو فوق نهرٍ رائقٍ فيّاضِ

والزهر بين غاضبٍ وراضِ

حيث البهارُ زيَّنَ الأراضي

بحلة الأنوار والقلبُ خالْ

وأَحسن الجلاس وقتَ الخمرِ

ساداتُنا أَربابُ قول الشعرِ

فهم لهم في الذوق كلُّ الأمرِ

ومنهم الآدابُ فيما تدري

بهم عرفنا الرشدَ حالاً وقالْ

حتى إذا ما أَعرضت عنك الصبا

أَو قد جلا بدرُ التناهي الغيهبا

أَو قد رأَيت اللهو ولَّى مُغضَبا

أَو قد تبدّى العُمر يطوي سبسبا

قم هيّئ الزاد وأَيقن بارتحالْ

واطلب بهذا جانبَ السلامةْ

واحْسِنْ من التوبة والندامةْ

وسل إلهاً راحماً من رامهْ

عساك تنجي من عنا القيامةْ

فإنه يوم عظيم النكالْ

وصدق النذير فيما قد نذرْ

وكذب الآمال واستعمل حذرْ

فليس ما بعد الصفا إلا الكدرْ

أَو قل مشاق أَو فراق ينتظرْ

وعلى هذا قد مضى صحبٌ وآلْ

ثم توسل بالصلاة الدائمةْ

على نبيٍّ قد ترى مكارمَهْ

فودِّعِ النديم والمنادمَهْ

وسل إلهَ الخَلقِ حُسنَ الخاتمهْ

فهو الَّذي يرجى لخير المآلْ

شرح ومعاني كلمات قصيدة الحمد لله عظيم الجلال

قصيدة الحمد لله عظيم الجلال لـ حسن حسني الطويراني وعدد أبياتها مائة و سبعة عشر.

عن حسن حسني الطويراني

حسن حسني باشا بن حسين عارف الطويراني. شاعر منشئ، تركي الأصل مستعرب، ولد ونشأ بالقاهرة وجال في بلاد إفريقية وآسية، وأقام بالقسطنطينية إلى أن توفي، كان أبي النفس بعيداً عن التزلف للكبراء، في خلقته دمامة، وكان يجيد الشعر والإنشاء باللغتين العربية والتركية، وله في الأولى نحو ستين مصنفاً، وفي الثانية نحو عشرة. وأكثر كتبه مقالات وسوانح. ونظم ستة دواوين عربية، وديوانين تركيين. وأنشأ مجلة (الإنسان) بالعربية، ثم حولها إلى جريدة فعاشت خمسة أعوام. وفي شعره جودة وحكمة. من مؤلفاته: (من ثمرات الحياة) مجلدان، كله من منظومة، و (النشر الزهري-ط) مجموعة مقالات له.[١]

تعريف حسن حسني الطويراني في ويكيبيديا

حسن حسني الطويراني (1266 - 1315 هـ / 1850 - 1897 م) هو حسن حسني باشا بن حسين عارف الطُّوَيْراني.صحافي وشاعر تركي المولد عربي النشأة. ولد بالقاهرة، وطاف في كثير من بلاد آسيا وأفريقيا وأوروبة الشرقية. كتب وألف في الأدب والشعر باللغتين العربية والتركية، وأنشأ في الأستانة مجلة «الإنسان» عام 1884، ومن ثم حولها إلى جريدة ، لخدمة الإسلام والعلوم والفنون؛ وظلت إلى عام 1890 باستثناء احتجابها عدة أشهر. جاء إلى مصر واشترك في تحرير عدة صحف. تغلب عليه الروح الإسلامية القوية. ومن كتبه: «النصيح العام في لوازم عالم الإسلام»، و«الصدع والالتئام وأسباب الانحطاط وارتقاء الإسلام»، و«كتاب خط الإشارات» وغيرها. له ديوان شعر مطبوع عام 1880.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي