التيجان في ملوك حمير/يكسوم بن ابرهة الاشرم ملك متوج

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

يكسوم بن ابرهة الاشرم ملك متوج

يكسوم بن ابرهة الاشرم ملك متوج - التيجان في ملوك حمير

يكسوم بن ابرهة الاشرم ملك متوج ثم ملك بعد ابرهة الاشرم ابننه يكسوم، سار سيرة الحبشة باليمن، فخرج سيف بن ذي يزن الحميري - ويكنى أبا مرة - حتى قدم على قصير فشكا إليه ما هم فيه وسأله أن يخرجهم ويليهم قيصر ويبعث إليهم من شاء من الروم فيكون لهم، فلم يجبه إلى ما سأل.فخرج حتى أتى النعمان بن المنذر - وهو عامل كسرى على الحيرة - وشا إليه أمر الحبشة فقال له النعمان: أن لي على كسرى وفادة فيكل عام فاصبر حتى يكون ذلك ففعل.ثم خرج معه فأدخله على كسرى - وكان كسرى يجلس في إيوان مجلسه تحت تاجه، وكان تاجه مثل الهيكل فيه من الدر والياقوت والزبرجد والذهب والفضة عشرة قناطير، وتاجه معلق بسلسلة في رأس طاقة في مجلسه وعنقه ولا يحمل تاجه وإنما يستر السلسلة بالثياب حتى يقعد تحت التاج فلا يراه أحد لم يره قبل ذلك إلا سجد له هيبة - فلما دخل عليه سيف بن ذي يزن برك.قال ابن هشام: ولما دخل عليه سيف بن ذي يزن طأطأ رأسه.فقال الملك: ما بال هذا الأحمق يدخل مجلسي من هذا الباب ثم يطأطئ رأسه ؟ فقيل ذلك لسيف فقال: إنما فعلت هذا لهمي لأنه يضيق عنه كل شيء، ثم قال له: أيها الملك غلبت الأغربة علينا في بلادنا، فقال كسرى: أي الاغربة السند أم الحبشة ؟ قال له: الحبشة.وجئتك لتنصرني ويكون ملك أرضي لك.قال له كسرى: بعدت أرضك مع قلة خيرها ما كنت لأورط فارس في بلاد الحبشة لا حاجة لي بذلك.ثم أجازه بعشرة آلاف درهم وكساه بكسوة حسنة، فلما خرج سيف نثر ذلك الورق للناس.فلما بلغ ذلك الملك قال: إن لهذا شأناً، ثم بعث إليه فقال: عمدت إلى حباء الملك تنثره للناس، فقال: ما اصنع به من جبال أرضي كلها إلا ذهب وفضة يرغبه فيها.فقال: فجمع سرى مرازبته وقال: ما ترون في أمر هذا الرجل وما حاله ؟ فقال له رجل منهم: أيها الملك أن في سجونك رجالاً حبستهم للقتل، فلو أنك بعثتهم معه فإن يهلكها كان في ذلك الذي أردت، وإن ظفروا كان ملكاً زاده الملك إلى مله فبعث كسرى بمن كان في سجونه معه - وكانوا ثمانمائة رجل - واستعمل عليهم وهرز وكان ذا سن فيهم وفضل وحسب، وخرجوا في ثمان سفن فغرقت سفينتان ونجا منها ست غلى ساحل عدن.وجمع سيف من استطاع من ثومه وقال لو هرز: رجلي ورجلك حتى نموت جميعاً أو ننصر.فقال وهرز: أنصف الرجل.فخرج إليهم يكسوم بن ابرهة بجنوده، فأرسل إليهم وهرز ابناً له فقاتلهم، فقتل ابن وهرز، فزاده ذلك حنقاً عليهم.فلما أخذ الناس على مصافهم قال وهرز: أروني ملككم ؟ فقالوا له: هو ذلك الذي على الفيل عاقداً تاجه على رأسه بين عينيه ياقوتة، قال: قد رأيته اتركوه.ووقف طويلاً وقال: أين هو ؟ قالوا له: قد ركب البغلة.قال وهرز: بنت الحمار ذل وذل ملكه سأرميه، فإن رأيتم أصحابه لم يتحركوا فاثبتوا إلى أن أوذنكم فاني قد أخطأت الرجل وإن رأيتم القوم وقد اجتمعوا فقد أصيب فاحملوا عليهم.ثم أوتر قوسه وكان لا يوترها غيره لشدتها، ثم رمى بقصد الياقوتة التي بين عينيه فنفذت النشابة من الياقوتة وخرجت من قفاه واستدارت الحبشة عليه وحملت عليهم الفرس وقبائل اليمن فانهزموا وقتلوا وهربوا في كل وجهة.فقال سيف بن ذي يزن في ذلك:

يظن الناس بالملكين. . . . . . . .أنهما قد التأما

ومن يسمع بأمرهما. . . . . . . .فإن الأمر قد فهما

قتلنا القيل يكسوما. . . . . . . .واروينا الكثيب دما

وقال أبو الصلت بن أبي ربيعة الثقفي في ذلك أيضاً: وقال في غير الكتاب أمية بن أبي الصلت:

ليطلب الوتر أمثال ابن ذي يزن. . . . . . . .إذ ريم البحر للأعداء أحوالا

يمم قيصر لما حان رحلته. . . . . . . .فلم يجد عنده بعض الذي سالا

حتى أتى ببني الأحرار يحملهم. . . . . . . .إليك عندي لقد أشرفت إقبالا

لله درهم من عصبة صبروا. . . . . . . .ما إن رأيت لهم في الناس أمثالا

أرسلت أسداً على سود الكلاب فقد. . . . . . . .أضحى شريدهم في الأرض فلالا

فاشرب هنيئاً عليك التاج مرتفعا. . . . . . . .في رأس غمدان دارا منك محلالا

واطل بالمسك إذ شالت نعامتهم. . . . . . . .وأسبل اليوم في برديك إسبالا

تلك المكارم لا قعبان من لبن. . . . . . . .شيباً بماء فعادا بعداً بوالا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي