التيجان في ملوك حمير/ناشر النعم بن عمرو بن يعفر بن عمرو

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

ناشر النعم بن عمرو بن يعفر بن عمرو

ناشر النعم بن عمرو بن يعفر بن عمرو - التيجان في ملوك حمير

ناشر النعم بن عمرو بن يعفر بن عمرو ابن شرحبيل بن ذي يقدم بن الصوار بن عبد شمس بن وائل بن الغوث ابن حيدان بن قطن اجتمعت عليه اليمن وبعث الجيوش إلى كل من ناوأه ووطئ البلاد التي كان آباؤه يطئونها قبله واشتد سلطانه فسماه قومه ناشر النعم.قال معاوية: ولم سماه قومه بهذا الاسم ؟ قال عبيد: يا معاوية أنعم عليهم فيما ارتجع من ملكهم وجمع الأمر لهم.قال: ثم سار بنفسه غازياً نحو المغرب فدوخها ووطئها حتى بلغ وادي الرمل لم يبلغ ذلك الوادي ولا تلك الأرض من أهل بيته غيره.فلما أتى إلى الوادي الذي يسيل رملاً لم يجد مخرجاً ولا مجازاً حتى جاء يوم السبت فلا يجري فلم يجده يسير، وأمر رجلاً من أهل بيته يعبر الوادي وكان يقال له عمرو بن زيد بأصحابه، فلم يرجع منهم أحد.فلما رأى ذلك ناشر النعم كف عن العبور، وأمر عند ذلك بصنم من نحاس فنصب على صخرة، ثم كتب على صدر ذلك الصنم بكتاب المسند - وهو كتاب الحميري - أبياتاً من شعر كتاباً ابتدعته حمير، لأن لا يكتبه غيرهم، يذكر فيه صفته وما بلغوا.قال معاوية: وما الكتاب الذي كتبوا والشعر ؟ قال عبيد: كتب فيه ( صنع هذا الصنم الملك الحميري ناشر النعم اليعفري ليس وراء هذا مذهب فلا يتكلف أحد المضي فيعطب ) فأما الشعر فأبيات كتبها في الصنم يقول فيها:

أنا الصنم الذي هيئا مكاني. . . . . . . .نبوءة المقاول والهبول

نصبت فلم أزل صنماً مقيماً. . . . . . . .لحمير للشباب وللكهول

فما أحد يجاوزني فيحيا. . . . . . . .إلى الجبل المطل على السهول

ليعلم من آتاني من أمامي. . . . . . . .فليس له ورائي من سبيل

قال معاوية: إنك لتخبرنا عجباً ! قال: يا أمير المؤمنين إن أمر حمير كان أعجب من ذلك في مسيرها البلاد واستخدامها العباد.قال معاوية: وما ذلك يا عبيد لله أبوك ؟ قال عبيد: يا أمير المؤمنين كانوا في رفاهية من العيش ونعم من ملك دنيا زينوها فكانوا ينزعون إلى دار ملكهم ويدعون ما قد احتووا عليه.فقال معاوية: فهل قيل في ناشر النعم شعر وفي الصنم والوادي الذي انتهى إليه ؟ قال عبيد: نعم يا أمير المؤمنين.قال علقمة بن زيد بن يعفر بن عمرو شعراً.قال معاوية: ما قال ؟ يا عبيد: قال - قال هذا الشعر:

أيا ناشر الأملاك قد نلت خطة. . . . . . . .علت فوق أملاك الملوك القماقم

سلكت غروب الأرض غاز بجحفل. . . . . . . .للاد الأعادي غير أرض الأشاتم

تفض جموعاً كالجبال لتنتهي. . . . . . . .إلى مبلغ في البعد غير التهائم

أتيت بنا واد حثيث مسيره. . . . . . . .برمل تراه كالجبال الرواسم

يسير أنهاراً والليالي دائبا. . . . . . . .بأمر إله ليس أمر الأوادم

وأوردته منا أولى الفضل والنهي. . . . . . . .لنعلم من أسبابه كل قادم

فهد جناحي المسقر فجعة. . . . . . . .فذاك ابن عمي وابن عز خضارم

فودعني عمرو عليه تحيني. . . . . . . .وافردني عمرو لهم مراغم

فلا مبلغ في البعد يأتيه معشر. . . . . . . .فيمضي إليه بعد شخص مرائم

بتسطير خط من كتاب ابن حمير. . . . . . . .بأن ليس بعدي من مضي لحازم

ولا مذهب من خلف ما قد أتيته. . . . . . . .بني حمير خير الأنام الأكارم

قال عبيد: وقد قال يا أمير المؤمنين ابن عمه النعمان بن الأسود بن المعترف فيما كان من مسيره وما ذكر من رد الملك إلى حمير وأنعامه عليهم في ذلك شعراً - يقول فيه:

فأنت أبيت اللعن في كل شارق. . . . . . . .وفزت بملك ذي بقاء إلى الحشر

لعمري لقد جللت حمير نعمة. . . . . . . .وأفضيت من أكتافها الحي من بكر

فأرجعتها الملك الذي كان قد وهى. . . . . . . .فأنت أبيت اللعن ذو النعم الزهر

ولولا سليمان الذي كان أمره. . . . . . . .من الله تنزيلاً ووخى على قدر

لما كان أنس يبتغي أن يرومها. . . . . . . .ولا الجن إذ نحن إلا قاصم للظهر

ولكن قضاء كان تحويل ملكنا. . . . . . . .إلى ابن نبي الله داود ذي النصر

فذاك سليمان الذي كان أمره. . . . . . . .من الله تنزيلاً عليه وعن أمر

فنحن ملوك الناس قبل نبيه. . . . . . . .وقبل أبيه الحبر عصراً من الدهر

ونحن ملوك الناس والمقتدى بنا. . . . . . . .إلى أن يصير الملك حيناً إلى قهر

يكون نبي أمره غير واهن. . . . . . . .رحيم بذي القربى لطيف بذي الوتر

يكون له منا وأحمد اسمه. . . . . . . .غطاريف صدق في التعاون والنصر

وسوف بطا السودان أرض ابن حمير. . . . . . . .فتعمر عشراً أو قريباً من العشر

فيبتزها الملك الذي كان قد وهى. . . . . . . .شديد مقام الشخص منشرح الصدر

فيسلبها الملك الذي كان قد وهى. . . . . . . .نبي كريم النفس منشرح الصدر

أحمير سيري في البلاد لعزكم. . . . . . . .فإن المعالي لا تنال بلا قهر

قال عبيد: ثم انصرف من غزوته يا أمير المؤمنين، فلم يلبث حتى هلك.قال معاوية: لله أبوك، فكم ملك، ومن ملك بعده ؟ قال عبيد: ملك ناشر النعم مائة سنة وإحدى وثمانين سنة - ثم ملك من بعده.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي