التلميذ

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة التلميذ لـ نزار قباني

1
تورطتُ في الحب ، خمسين عاماً
ولا زلت أجهل ماذا يدور برأس النساء
و كيف يفكرن ..
كيف يخططن ..
كيف يرتبن أشياءهن ..
و كيف يدربن أثداءهن ..
على الكر ، و الفر ..
و الغزو ، والسلب ..
و السلم ، و الحرب ..
والموت في ساحة الكبرياء

2
قرأتُ كتاب الأنوثة ،
حرفاً فحرفاً.
و لم أتعلم – إلى الآن -
شيئاً من الأبجدية.

ولا زلت أشعر أني أحبك
في زمن الجاهلية ..
وألثم حناء شعرك
بالطرق الجاهلية
و لا زلت أشعر أن الهوى في بلاد العروبة
ليس سوى غزوةً جاهلية !! .

3
قضيتُ بشارع نهديك ..
نصف حياتي
وما زلتُ أجهل من أين باب الخروج ؟
وأين نهايات هذا الفضاء ؟
وما زلتُ أجهل كيف يهدد نهد
بسن الطفولة
أمن الرجال ..
و أمن السماء !!.

4
تنقلتُ بين قوارير عطرك
خمسين عاماً
وبين بساتين شعرك
خمسين عاماً
وبين تقاسيم خصرك
خمسين عاماً
و ما زلت أجهل كيف أفك حروف الهجاء ؟
وكيف أفك الضفائر ..
كيف أشيل الدبابيس منها
إذا ساعة الحسم دقت …
وفاضت دموع الشتاء …

5
تورطت فيك ..
عميقاً .. عميقاً ..
إلى أن وصلت لحال التجلي
وحال التماهي
وحال الحلول
وحال الفناء
و ما زلت أجهل ما الفرق
ما بين رائحة الجسد الأنثوي
و رائحة الكستناء ..

6
دخلت لمدرسة العشق
خمسين عاماً
و منها خرجت بخفي حنين ..
أخذت بدرس التصوف صفراً
و درس التقشف صفراً
و درس الغرام الرومانسي صفراً
و لكنني …
ما تفوقت إلا بدرس الجنون

7
يطاردني العشق حتى هلاكي
فهل قدري أن أكون الحسين
و هل شفتيك كربلاء
لبستُ النساء عليَّ قميصاً
و كنت أظن قميصي حريرٌ
و حين أتى البرد و الزمهرير
تأكدتُ أني لبست العراء …

عن نزار قباني

نزار قباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) شاعر سوري معاصر من مواليد مدينة دمشق.

تعريفه من ويكيبيديا

نزار بن توفيق القباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) دبلوماسي وشاعر سوري معاصر، ولد في 21 مارس 1923 من أسرة عربية دمشقية عريقة. إذ يعتبر جده أبو خليل القباني من رائدي المسرح العربي. درس الحقوق في الجامعة السورية وفور تخرجه منها عام 1945 انخرط في السلك الدبلوماسي متنقلًا بين عواصم مختلفة حتى قدّم استقالته عام 1966؛ أصدر أولى دواوينه عام 1944 بعنوان "قالت لي السمراء" وتابع عملية التأليف والنشر التي بلغت خلال نصف قرن 35 ديوانًا أبرزها "طفولة نهد" و"الرسم بالكلمات"، وقد أسس دار نشر لأعماله في بيروت باسم "منشورات نزار قباني" وكان لدمشق وبيروت حيِّزٌ خاصٌّ في أشعاره لعلَّ أبرزهما "القصيدة الدمشقية" و"يا ست الدنيا يا بيروت". أحدثت حرب 1967 والتي أسماها العرب "النكسة" مفترقًا حاسمًا في تجربته الشعرية والأدبية، إذ أخرجته من نمطه التقليدي بوصفه "شاعر الحب والمرأة" لتدخله معترك السياسة، وقد أثارت قصيدته "هوامش على دفتر النكسة" عاصفة في الوطن العربي وصلت إلى حد منع أشعاره في وسائل الإعلام.—قال عنه الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة : (نزار كما عرفته في بيروت هو أكثر الشعراء تهذيبًا ولطفًا).

على الصعيد الشخصي، عرف قبّاني مآسي عديدة في حياته، منها مقتل زوجته بلقيس خلال تفجيرٍ انتحاري استهدف السفارة العراقية في بيروت حيث كانت تعمل، وصولًا إلى وفاة ابنه توفيق الذي رثاه في قصيدته "الأمير الخرافي توفيق قباني". عاش السنوات الأخيرة من حياته مقيمًا في لندن حيث مال أكثر نحو الشعر السياسي ومن أشهر قصائده الأخيرة "متى يعلنون وفاة العرب؟"، وقد وافته المنية في 30 أبريل 1998 ودفن في مسقط رأسه، دمشق.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي