الأندلسي الأخير

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة الأندلسي الأخير لـ نزار قباني

1
أتخبط على رمال حبك
كثور إسباني ..
يعرف سلفاًً أنه مقتول .
كما يعرف أن جسده
سوف يُلف بالعلم الوطني ،
ويُحمل على عربة مدفع ،
ويُدفن في مقابر القديسين
والشهداء …

2
أتخبط تحت شمس عينيك
نازفاً من كل أطرافي
وعارياً ..
إلا من قميص كبريائي .

3
أدخل الملعب
على موسيقى ( الباسا دوبلي )
وصراخ القشتاليين
ورفيف مراوح الإسبانيات .
أدخله ..
و أنا أعرف أن الحياة وقفة عز …
و كتابة الشعر وقفة عز ..
و الاستشهاد بين ذراعي امرأة جميلة
هو ذروة الشهادة …

4
أدخل الملعب ..
وأنا أعرف أنني لن أخرج منه
إلا مضرجاً ..
بالكحل ..
و الأساور ..
وحرير مراوح الأندلسيات …

5
الشهادة …
في سبيل الشعر .. والنساء .. لا تقلقني
فهناك دائماً ثمن لكل شيء …
ثمن للمرأة التي نحبها ..
وثمن للقصيدة التي نكتبها ..
و ثمن للعطر الذي نتوضأ به ..
وثمن للنهد الذي نتزحلق كالأطفال
على مرتفعاته الثلجية !!

6
أنا وحدي ..
تحت سماء عينيك الصافيتين
كسماء البحر الأبيض المتوسط .
أواجه وجهك الجميل ..
وموتي الجميل ..
بفرح لا ضفاف له .
و أتلقى مبتسماً
طعنات أنوثتك
القادمة من الجهات الأربع …

7
أنا الأندلسي الأخير
الذي جاء يطالب بحصته
من ثياب أبيه ..
وخصلة من شعر أمه ..
وقصيدة من ديوان ابن زيدون ..
وخاتم من خواتم ولادة بنت المستكفي ..
و آخر خيط من خيوط السجادة
التي صلى عليها عبد الرحمن الداخل …

8
أنا الأندلسي الأخير
الذي أضاع كل مفاتيحه
في مياه برشلونة ..
ومياه الإسكندرونة ..
ومياه حيفا ..
أنا الأندلسي الأخير
المتسول على أرصفة غرناطة
و أنا آخر هندي أحمر ..
نجا من أسنان كريستوف كولومبوس …

9
أنا نزار قباني .
البدوي .. والحضاري .
و اليميني .. والماركسي .
و الجنسي .. والعذري .
والأصولي .. والانقلابي .
والعربي .. واللاعربي !! ..

10
أنا الأندلسي الأخير .
أواجه وحيداً
سادية المتفرجين ..
ووحشية اللاعبين ..
و كاميرات السياح الأميركيين
الذين جاؤوا من مراعي تكساس
ليأكلوا من وليمة جسدي
تنفيذاً لقرارات مجلس الأمن
و أكاذيب النظام العالمي الجديد !! ..

عن نزار قباني

نزار قباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) شاعر سوري معاصر من مواليد مدينة دمشق.

تعريفه من ويكيبيديا

نزار بن توفيق القباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) دبلوماسي وشاعر سوري معاصر، ولد في 21 مارس 1923 من أسرة عربية دمشقية عريقة. إذ يعتبر جده أبو خليل القباني من رائدي المسرح العربي. درس الحقوق في الجامعة السورية وفور تخرجه منها عام 1945 انخرط في السلك الدبلوماسي متنقلًا بين عواصم مختلفة حتى قدّم استقالته عام 1966؛ أصدر أولى دواوينه عام 1944 بعنوان "قالت لي السمراء" وتابع عملية التأليف والنشر التي بلغت خلال نصف قرن 35 ديوانًا أبرزها "طفولة نهد" و"الرسم بالكلمات"، وقد أسس دار نشر لأعماله في بيروت باسم "منشورات نزار قباني" وكان لدمشق وبيروت حيِّزٌ خاصٌّ في أشعاره لعلَّ أبرزهما "القصيدة الدمشقية" و"يا ست الدنيا يا بيروت". أحدثت حرب 1967 والتي أسماها العرب "النكسة" مفترقًا حاسمًا في تجربته الشعرية والأدبية، إذ أخرجته من نمطه التقليدي بوصفه "شاعر الحب والمرأة" لتدخله معترك السياسة، وقد أثارت قصيدته "هوامش على دفتر النكسة" عاصفة في الوطن العربي وصلت إلى حد منع أشعاره في وسائل الإعلام.—قال عنه الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة : (نزار كما عرفته في بيروت هو أكثر الشعراء تهذيبًا ولطفًا).

على الصعيد الشخصي، عرف قبّاني مآسي عديدة في حياته، منها مقتل زوجته بلقيس خلال تفجيرٍ انتحاري استهدف السفارة العراقية في بيروت حيث كانت تعمل، وصولًا إلى وفاة ابنه توفيق الذي رثاه في قصيدته "الأمير الخرافي توفيق قباني". عاش السنوات الأخيرة من حياته مقيمًا في لندن حيث مال أكثر نحو الشعر السياسي ومن أشهر قصائده الأخيرة "متى يعلنون وفاة العرب؟"، وقد وافته المنية في 30 أبريل 1998 ودفن في مسقط رأسه، دمشق.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي