الأصمعيات/عريقة بن مسافع العبسي

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

عريقة بن مُسافع العبسي

عريقة بن مُسافع العبسي - الأصمعيات

عريقة بن مُسافع العبسي

تقولُ سُليمَى مَا لِجسمِكَ شاحِباً

كأنَّكَ يَحميكَ الشرابَ طبيبُ

فقلتُ ولمْ أَعي الجوابَ ولمْ أُلِحْ

ولِلدَهرِ في صُمِّ السلامِ نصيبُ

تَتَابُعُ أحداثٍ تَخَرَّمْنَ إِخوَتي

وشيَّبْنَ رأَسي والخُطُوبُ تُشيبُ

أََتى دونَ حُلوِ العيشِ حتَّى أمَرَّهُ

نُكُوبٌ على آثارِهنَّ نُكُوبُ

لَعَمْري لَئِنْ كانتْ أصابَتْ مُصيبةٌ

أَخي والمَنَايَا للرجالِ شَعُوبُ

أَخي كانَ يَكفيْني وكانَ يُعينُني

على نائِباتِ الدهرِ حينَ تَنُوبُ

هَوَتْ أَمُّلهُ مَاذَا تَضمَّنَ قَبْرُهُ

مِنَ الجُودِ والمعْروفِ حينَ يَنُوبُ

جَمُوعُ خلالِ الخيرِ مِنْ كُلِّ جانبٍ

إذَا جاءَ جيّاءٌ بهنَّ ذَهُوبُ

مُفيدٌ مُلَقَّى الفائداتِ مُعوَّذٌ

لِفعلِ النَدَى للمُعدَماتِ كَسُوبُ

فتىً لا يُبالي أنْ يكونَ بجِسمهِ

إذَا نالَ خلَّلاتِ الكرامِ شُحُوبُ

غَنِينَا بخيرٍ حِقبةً ثمَّ جَلَّحَتْ

علينَا التي كُلَّ الرجالِ تُصِيبُ

فأبقَتْ قليلاً ذَاهباً وتَجَهَّزتْ

لآخرَ والراجِي الحياةَ كَذُوبُ

وأَعلمُ أنَّ الباقي الحيَّ مِنهُمَا

إلى أجلٍ أقْصَى مَدَاهُ قَريبُ

فلوْ كانَ مَيتٌ يُفتدي لَفَدَيتُهُ

بمَا لمْ تكُنْ عنْهُ النفوسُ تَطِيبُ

بعينيَّ أو يُمنَى يَدي وقيِلَ لي

هوَ الغانمُ الجذلانُ حينَ يَؤوبُ

فإنْ تكُنِ الأيامُ أحسنَّ مرةً

إلي فقَدْ عادَتْ لهُنَّ ذَنُوبُ

كثيرُ رَمادِ القِدرِ رَحبٌ فنَاؤُهُ

إلى سندٍ لَمْ تَحتَجِبهُ غُيُوبُ

قريبٌ تراهُ لا ينالُ عدوُّهُ

لهُ نبَطاً عِندَ الهَوانِ قَطوبُ

لقدْ أفسدَ الموتُ الحياةَ وقدْ أَتَى

على يومِهِ عِلْقٌٌ إليَّ حَبيبُ

حَليمٌ إذَا مَا الحِلمُ زيَّن أَهلَهُ

معَ الحلمِ في عينِ العدوِّ مَهِيبُ

إذَا مَا تَرَاآهُ الرجالُ تحفَّظُوا

فلمْ تُنطَقِ العوراءُ وهوََقرِيبُ

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي