الأصمعيات/ضابئ بن الحارث بن أرطاة البرجمي

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

ضَابِئُ بن الحارِث بن أَرْطاةَ البُرْجُمِيّ

ضَابِئُ بن الحارِث بن أَرْطاةَ البُرْجُمِيّ - الأصمعيات

ضَابِئُ بن الحارِث بن أَرْطاةَ البُرْجُمِيّ

غَشِيتُ لِلَيلَى رَسْمَ دارٍ ومَنْزِلا

أبَى باللوَى فالنيرِ أنْ يَتَحَوَّلا

تكادُ مغانِيهَا تقولُ مَنَ البِلا

لِسائلِهَا عَنْ أَهلِهَا لا تَغَيَّلا

وقفتُ بهَا لا قاضِياً ليْ حَاجةً

ولا أنْ تُبينَ الدارُ شَيئاً فأسئَلا

سِوَى أنَّنِي قدْ قُلتُ يا ليْتَ أَهْلَها

بِها والمُنى كانَتْ أضَلَّ وأجهَلا

بَكَيْتَ ومَا يُبكيكَ مِنْ رسمِ دِمنةٍ

تَبنَّى حمامٌ بينَها مُتَظلِّلا

عهدْتُ بهَا الحيَّ الجميعَ فأصبحُوا

أَتَوْا داعِياً للهِ عَمَّ وخَلَّلا

عهدتُ بهَا فِتيانَ حربٍ وشتوةٍ

كِراماً يَفُكُّونَ الأسيرَ المُكبَّلا

وكمْ دُونَ ليَلَى مِنْ فلاةٍ كأنَّمَا

تَجَلَّلَ أعلاهَا مُلاءً مُفصَّلا

مهامِهِ تيهٍ مِنْ عُنيزَةَ أصبحتْ

تَخالُ بهَا القَعْقَاعَ غاربِ أجزَلا

مُخنَّقَةٍ لا يُهتَدَى بِفَلاتِهَا

مِنْ القومِ إلا مِنْ مَضَى وتوكَّلا

يُهالُ بهَا رَكبُ الفلاةِ مِنَ الرَدَى

وَمِنْ خَوْفِ هادِيِهِمْ ومَا قَدْ تَحَمَّلا

إذَا جالَ فيهَا الثورُ شبَّهَتَ شخْصَهُ

بجوزِ الفلاةِ بربَرِيًّا مُجَلَّلا

تُقطِّعُ جُونيَّ القَطَا دُونَ مائِهَا

إذَا الآلُ بالبيدِ البَسَابسِ هَروَلا

إذَا حانَ فيهَا وقعَةُ الركبِ لمْ تَجِدْ

بهَا العِيسَ إلا جِلْدَهَا مُتَفَلِّلا

قطعْتُ إلي معرُوفِها مُنكراتِها

إذَا البيدُ هَمَّتْ بالضُحَىأنْ تَغَوَّلا

بأدماءَ حُرْجُوجٍ كأنَّ بِدَفِّهَا

تهاويلَ هِرٍّ أوْ تهاويلَ أخْيَلا

تدافَعُ في ثِني الجد يلِ وتَنْتَحي

إذَا مَا غَدَتْ دفواءَ في المَشي عَيِهَلا

تَدافُعَ غَسَّانيةٍ وسطَ لُجَّةٍ

إذَا هِي هَمَّتْ يومَ ريحٍ لتُرْسَلا

كأنَّ بهًا شيْطَانةً مِنْ نجَائِهَا

إذَا واكِفُ الذفرَى علَى الليتِ شَلْشَلا

وتُصبحُ عَنْ غبِّ السُرَى فكأَنَّها

فِنيقٌ تَنَاهَى عَنْ رحالٍ فأرقَلا

وتنجُو إذَا زَالَ النهارُ كمَا نَجَا

هَجَفٌّ أبوْ رألَيْنِ ريعَ فأجْفَلا

كأنَّي كَسَوْتُ الرحلَ أخنَسَ ناشِطاً

أحَمَّ الشَوَى فرْداً بأجمادِ حَوْمَلا

رَعَا مِنْ د خُولِيْها لُعاعاً فَراقَهُ

لَدُنْ غُدوَةً حتَّى يَرُوحَ مُؤصِّلا

فصَعَّدَ في وعسائِها ثُمَّتَ أنتَمَي

إلَى أجبُلٍ مِنْهَا وَجاوََز أجْبُلا

فباتَ إلى أَرطاةِ حِقفٍ تَلُفُّهُ

شآميَةٌ تُذ رِي الجُمانَ المُفصَّلا

توابِلُ مِنْ وطفاءَ لمْ يرَ ليلةً

أشَدَّ أذَىً منهَا عليْهِ وأطوَلا

وباتَ وباتَ السارياتُ يُضِفْنَهُ

إلي نقحٍ مِنْ ضائِنِ الرملِ أهيَلا

شديدَ سوادِ الحاجبينِ كأنَّمَا

أُسفَّ صلا نارٍ فأصبحَ أَكحَلا

فصبَّحَهُ عندَ الشُرُوقِ غدِيَّةً

أخُو قَنَصٍ يُشلي عِطَافاً وأَجْبَلا

فلمَّا رَأى ألَّلا يُحَاولنَ غيرَهُ

أرادَ ليلقاهُنَّ بالشرِ أوَّلا

فجالَ عَلى وحشيِّهِ وكأنَّها

يَعاسِيبُ صيفٍ إثرَهُ إذْ تَمَهَّلا

وكرَّ كَمَا كرَّ الحَوارِي يَبْتَغي

إِلى اللهِ زُلْفَى أنْ يَكُرَّ فَيُقبَلا

وكرَّ وََمَا أدركْنَهُ غيرَ أنَّهُ

كريمٌ عليهِ كبرياءُ فأقبَلا

يهُزُّ سِلاحاً لمْ يرَ الناسُ مِثْلَهُ

سِلاحَ أَخي هيجَا أرَقَّ وأعدَلا

فمارَسَهَا حتَّى إذَا احمَرَّ روقُهُ

وقْد عُلَّ مِنْ أجوافِهِنَّ وأَنْهِلا

يُساقِطَ عنهُ رَوقُهُ ضارِياتها

سِقاطَ حَديدِ القينِ أخوَلَ أخوَلا

فظلَّ سَرَاةَ اليومِ يَطعنُ ظِلَّهُ

بأطرافِ مدربَينِ حتَّى تَفَلَّلا

وراحَ كسيفِ الحِميرَيِّ بكفِّهِ

نَضَا غمدَةُ عنهُ وأعطاهُ صَيقَلا

وآبَ عزيزَ النفسِ مانِعَ لحمِهِ

إذَا مَا أرادَ البُعدَ منهَا تَمَهَّلا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي