الأصمعيات/سوار بن المضرب

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

سَوَّار بن المُضَرَّب

سَوَّار بن المُضَرَّب - الأصمعيات

سَوَّار بن المُضَرَّب

ألمْ ترَنِي وإنْ أُنبأتَ أنِّي

طويْتُ الكشحَ عَنْ طلَبِ الغوانِي

أحبُّ عُمَانَ مِنْ حُبِّي سُليمى

ومَا ظنِّي بِحُبِّ قُرَى عُمَانِ

علاقَةَ عاشقٍ وهواً مُتاحاً

فمَا أنَا والهَوى مُتدانيانِ

تَذَكَّرْ مَا تَذَكَّرُ مِنْ سُليمى

ولكِنَّ المزارَ بهَا نآنِي

فلا أنسَى ليالي بالكلندَى

فنينَ وكُلُّ هذَا العيشِ فانِ

ويوماً بالمجازةِ يومَ صِدقٍ

ويوماً بينَ ضنكَ وصومَحَانِ

ألا يا سَلْمَ سيِّدَةَ الغوانِي

أمَا يُفدَي بأرضِكِ تلكَ عانِ

ومَا عانيكِ يا ابنةَ آلِ قيسٍ

بمفحُوشٍ عليِهِ ولا مُهانِ

أِمنْ أهلِ النقَا طرقَتْ سُليمى

طَريداً بينَ شنظَبَ والثمانِي

سرَى مِنْ ليلةٍ حتَّى إذَا مَا

تَدَلَّي النجْمُ كالُأدُمِ المجانِ

رمَى بلدٌ بهِ بلداً فأضحَى

بظمأَى الريحِ خاشعَةِ القِنَانِ

تمُوتُ بناتُ نيسَبِها ويعيِى

عَلى رُكبانِها شُرُكُ المِتانِ

يُطوِّلُ عنُدَ رِكبَةِ أرحَبىٍ

بعيدِ العَجبِ مِنْ طَرَفِ الجِرانِ

مطيَّةَ خائِفٍ ورجيعِ حاجٍّ

سمُورَ الليلِ مُنطلِقَ اللَبانِ

قذيفَ تنائِفٍ غُبْرٍ وحاجٍ

تقحَّمُ خائِفاً قحمَ الجَبانِ

كأنَّ يديهِ حينَ يُقالُ سيرُوا

عَلَى مَتنِ التنُوفَةِ عَصبَتانِ

يقيسانِ الفلاةَ كَمَا تَعَالَّا

خلِيعَا غايَةٍ يتبادرَانِ

كأنَّهُمَا إذَا حُثَّ المطايَا

يَدَا يَسرِ المتاحَةِ مُستَعانِ

شبُوبَا الرَجْعِ مائِرَتَا الأعالي

إذَا كَلَّ المَطيُّ سفيهَتَانِ

وهَادٍ شعشَعٌ هجمَتْ عليهِ

تَوالٍ مَا يُرَى فيهَا تَوانِ

أعاذِِلَتَيَّ في سَلْمَى دَعَانِي

فَإنِّي لا أُطاوِعُ مَنْ نَهانِي

ولَوْ أَنِّي أُطِيعُكُمَا بِسَلْمَى

لَكُنْتُ كبَعْضِ مِنْ لا تُرْشِدَانِ

دَعَاني مِنْ أَذَاتِكُمَا ولكِنْ

بذِكْرِ المَذْحجِيَّةِ عَلِّلَانِي

فإنَّ هَوايَ ما علِمَتْ سُليْمى

يَمَانٍ إنَّ منْزِلَها يَمَان

تَكِلُّ الرِيحُ دُونَ بِلادِ سَلْمي

ومِرباعِ المُنَوَّقَةِ الهِجانِ

بكُلِّ تَنُوفةٍ للرِّيحِ فيهَا

خفيفٌ لا يُروعُ الترْبَ وانِ

إذَا ما المُسْنَفاتُ علَوْنَ منْها

رُقاقاً أو سَماوةَ صَحْصَحانِ

يخِدْنَ كأنَّهنَّ بكُلِّ خَرْقٍ

وإغْساءِ الظلامِ على رهانِ

وْإن غَوَّرْنَ هاجِرَةً بفَيْفٍ

كاَنَّ سَرابَها قِطَعُ الدُخانِ

وضَعْنَ بهِ أجِنَّةَ مُجهضاتٍ

وضَعْنَ لثالثٍ علَقاً وثانِ

وليلٍ فيهِ تَحْسبُ كلَّ نَجْمٍ

يدُلُّكَ مِنْ خَصاصَةِ طَيْلسانِ

نعَشْتُ بهِ أزِمَّةَ طاوِياتٍ

نوَاجٍ لا يُبِئْنَ علَى اكْتنانِ

تُثرْنَ عَوازِبَ الكُدْريِّ وهْناً

كأنَّ فراخَها قُمْرُ الأَفاني

يَطَأْنَ خُدورَهُ متَسمِّعاتٍ

علَى سُمْرٍ تَفُضُّ حَصَي المِتانِ

شَرِبْنَ جَميعَهُ حتَّى توَلَّى

كمَا انكَبَّ المُعَبَّدُ للجِرانِ

وشَقَّ الصُبْحُ اُخرَى اللَيْلِ شقَّاً

جِماعَ أغَرَّ مُنْقَطعِ العنانِ

ومَا سَلْمَى بسَيِّئَةِ المُحَيَّا

ولا عَسْراءَ عاسِيةِ البَنانِ

ألَا قدْ هاجَني فازْدَدْتُ شَوْقاً

بُكاءُ حَمَامتيْنِ تجَاوَبانِ

تنَادى الطائرانِ بِصُرْمِ سلْمى

على غُصْنَيْنِ منْ غَرَبٍ وبانِ

فكأَنَ البانُ إنْ بانَتْ سُليْمى

وبالغَرَبِ اغْتِرابٌ غَيْرُ دانِ

ولوْ سألَتْ سراةَ الحيِّ عنِّي

عَلَى أنِّي تلَوَّنَ بي زَمانِي

لنبَّأهَا ذَوُو أحسابِ قومِي

وأعدَائي فكُلٌّ قَدْ بَلاني

بدَفعِي الذَمَّ عَنْ حسبِي بمَالي

وزَبُّوناتِ أشوَسَ تيَّحَانِ

وأنِّي لا أزالُ أخَا حِفاظٍ

إذَا لَمْ أجنِ كُنْتُ مِجَنَّ جَانِ

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي