الأصمعيات/سعدى بنت الشمردل الجهنية

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

سُعدَى بنت الشَمَردَل الجهنية

سُعدَى بنت الشَمَردَل الجهنية - الأصمعيات

سُعدَى بنت الشَمَردَل الجهنية

أمنَ الحوادِثِ والمَنونِ أروَّعُ

وأبيتُ ليْلي كلَّهُ لاأهجَعُ

وأبيتُ مُخْليَةً أُبكّي أسعداً

ولِمثْلِهِ تبْكي العيونُ وتهْمعُ

وتبيَّنُ العيْنُ الطليحةُ أنَّهَا

تبْكي من الجزَعِ الدخيلِ وتدمَعُ

ولَقَدْ بدا لي قبلُ فيما قدْ مضى

وعلمْتُ ذاكَ لوَ أنَّ علْماً ينفعُ

أنَّ الحوادثَ والمَنونَ كليهِما

لا يُعْتِبانِ ولوْ بَكى منْ يجزَعُ

ولقدْ علمْتُ بأنَّ كلَّ مؤَخَّرٍ

يوماً سبيلَ الأَوَّلينَ سيتْبَعُ

ولقدْ علمتُ لوَ أنَّ علْماً نافعٌ

أنْ كُلُّ حيٍّ ذاهبٌ فمودِّعُ

أفليْسَ فيمنْ قدْ مضى لي عِبْرةٌ

هلَكوا وقدْ أيقَنْتُ أنْ لَنْ يرجعُوا

ويْلُ أمِّ قتْلي بالرِصافِ لوَ أنَّهم

بلَغُوا الرَجاءَ لِقَوْمِهمْ أوْ مُتِّعوا

كمْ منْ جميعِ الشمْلِ ملْتَئِمِ الهَوى

كانوا كذلكَ قبلَهمْ فتصدَّعُوا

فلْتَبْكِ أَسْعَدَ فتْيةٌ بسَباسبٍ

أقْوَوْا وأصبحَ زادهُمْ يتمرَّعُ

جادَ أبنُ مجْدعةَ الكميُّ بنفسِهِ

ولقدْ يرَى أنَّ المَكَرَّ لأشْنَعُ

وَيْلُمِّهِ رجلاً يليذُ بظهرهِ

إبلاً ونسَّألُ الفَيافي أرْوَعُ

يردُ المياهَ حضيرَةً ونفيضَةً

ورْدَ القَطاةِ إذا أسْمَأَلَّ التُبَّعُ

وبهِ إلى أخرى الصحابِ تلفُّتٌ

وبهِ إلى المكروبِ جرْيٌ زَعْزَعُ

ويكبِّرُ القِدْحَ العنودَ ويَعْتَلي

بأُلَي الصحابِ إذا أصابَ الوعْوعُ

سبَّاقُ عاديَةٍ وهادي سُرْبَةٍ

ومقاتلٌ بطلٌ ودَاعٍ مِسْقَعُ

ذهبَتْ بهِ بَهْزٌ فأصبحَ جدُّها

يعْلو وأصْبحَ جدُّ قومِي يخْشَعُ

أجعَلْتَ أسْعَدَ للرماحِ دريَّةً

هبِلَتْكَ أمُّكَ أيَّ جرْدٍ ترْقَعُ

يا مُطعمَ الركْبِ الجياعِ إذا همُ

حثُّوا المطيَّ إلى العلَى وتسرَّعوا

وتجاهَدُوا سيْراً فبعْضُ مطِيِّهمْ

حسْرى مخَلِّفةٌ وبعْضٌ ظُلَّعُ

جوّابُ أوديةٍ بغيرِ صحابةٍ

كشَّافُ داريِّ الظلامِ مشيَّعُ

هذا على إثْرِ الَّذي هوّ قبْلهُ

وهوَ المنايَا والسبيلُ المهْيَعُ

هذا اليقينُ فكيفَ أنسَى فقدَهُ

إنْ رابَ دهرٌ أوْ نَبا بِيَ مضجعُ

إنْ تأتِهِ بعدَ الهُدوِّ لحاجةٍ

تدعو يُجبْكَ لها نجيبٌ أرْوَعُ

متحلِّبُ الكفَّيْنِ أمْيثُ بارِعٌ

أنقٌ طُوالُ الساعديْنِ سميْدَعُ

سمْحٌ إذا ما الشَوْلُ حارَدَ رسْلُها

واسْتَرْوحَ المرَقَ النساءُ الجوَّعُ

منْ بعدَ أسعدَ إذْ فُجِعْتُ بيَوْمِهِ

والموتُ ممَّا قد يريبُ و يفْجعُ

فوَددْتُ لوْ قُبِلَتْ بأسْعدَ فديةٌ

ممَّا يضنُّ بهِ المُصابُ الموجَعُ

غادرتْهُ يومَ الرصافِ مجدَّلاً

خبَرٌ لعمْرُكَ يومَ ذلكْ أشْنَعُ

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي