الأصمعيات/أعشى باهلة

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أَعْشَى باهِلَة

أَعْشَى باهِلَة - الأصمعيات

أَعْشَى باهِلَة

واسمه عامر بن الحارث أحد بني وايل

وجَاشتِ النفسُ لمَّا جاءَ جمْعُهُمُ

وراكبٌ جاءَ مَنْ تَثليثَ مُعتَمِرُ

يأبَى عَلَى الناسِ لا يَلوِي عَلَى أَحدٍ

حتَّى ألتقيْنَا وكانَتْ دُونَنَا مُضَرُ

إنَّ الَّذي جئْتَ مِنْ تثليثَ تطلبُهُ

منهُ السَماحُ ومنْهُ النهيُ والغِيَرُ

نُعيتُ مَنْ لا يَغِبُّ الحيُّ جفنَتَهُ

إذَا الكواكِبُ أخطَأ نوءَها المطرُ

وَرَاحَتِ الشولُ مُغبرَّاً مبَاءَتَهَا

شُعثاً تغيَّرَ منْهَا النيُّ والوَبَرُ

وأجحَرَ الكلبَ موضوعُ الصقيعِ بِهِ

وألجَأَ الحيَّ من تَنفاحِهِِ الحُجَرُ

عليهِ أوَّلُ زادِ القومِ إنْ نزَلُوا

ثُمَّ المطيُّ إذا مَا أرمَلُوا جُزُرُ

لا تَأَمَنُ البازِلُ الكوماءُ ضَرْبتُهُ

بالمشرَفيِّ إذَا مَا اخرَوَّطَ السفرُ

وتفزَعُ الشَولُ منهُ حينَ يفجَؤُهَا

حتَّى تقطَّعَ في أعناقِها الجِرَرُ

لمْ ترَ أرضَ ولمْ يسمَعْ بهَا أَحَدٌ

إلا بهَا مِنْ بَوَادي وَقعِهِ أَثَرُ

وليسَ فيهِ إذَا استنظرْتَهُ عَجَلٌ

وليسَ فيهِ إذَا ياسَرْتَهُ عَسَرُ

إمَا يُصِبْكَ عَدُوٌّ في مُناوءةٍ

يوماً فَقَدْ كنْتَ تَستَعلِي وتَنْتَصرُ

مَنْ ليسَ في خيرِهِ شرٌّ يُكْدِرُهُ

عَلَى الصديقِ ولا في صَفوهِ كَدرُ

أخُو حُرُوبٍ ومَكسَابٌ إذَا عدِمُوا

وفي المحافلِ منهُ الجدُّ والحذرُ

أَخُو رغائبَ يُعطيهَا ويُسألُهَا

يأبَى الظُلامةَ منهُ النوفَلُ الزُفَرُ

لايَغمزُ الساقُ منْ أينَ ومنْ وَصَبٍ

ولا يعَضُّ عَلَى شُرسُوفِةِ الصَفَرُ

لا يتَأَرَى لِمَا في القِدرِ يرقُبُهُ

ولا يزالُ أمامَ القومِ يَقتَفِرُ

طاوِى المصيرِ عَلَى العزَّاءِ مُنصلِتٌ

بالقومِ ليلَةَ لا مَاءٌ ولا شجرُ

مُهفهَفٌ أهضمُ الكشحينِ مُنخَرِقٌ

عنهُ القميصُ لسيرِ الليلِ مُحتَقِرُ

لا يُصعِبُ الأمرَ إلا ريَثَ يَركَبُهُ

وكُلَّ أَمرٍ سِوَى الفحشاءِ يأتَمِرُ

لا يَأَمَنُ الناسُ مُمسَاهُ ومُصبَحَهُ

مِنْ كُلِّ فجٍّ إذَا لمْ يَغْزُ يُنتَظَرُ

تكفِيهِ حُزَّةُ فِلذٍ إنْ ألَمَّ بهَا

مِنَ الشِواءِ ويُروِي شُربَهُ الغُمَرُ

كأنَّهُ بَعدَ صِدقِ القومِ أنفُسَهُمْ

باليأسِ يلمَعُ مِنْ قُدّامِهِ البُشُرُ

لا يُعجِلُ القومَ أنْ تَغلي مَراجِلُهُمْ

ويُدلُجِ الليلَ حتَّى يفسَحَ البصرُ

عِشنَا بذَلِكَ دهراً ثُمَّ فارَقَنا

كذلكَ الرمحُ ذُو النَصليْنِ يَنكسِرُ

فإنْ جزِعنَا فقَدْ هدَّتْ مُصيبَتُنَا

وإنْ صبَرْنَا فإنَّا معشَرٌ صُبُرُ

قال أعشى باهلة أيضاً

أَصبتَ في حَرَمٍٍ منَّا أخَا ثِقَةِ

هِنْدُ بنَ اسماءَ لا يَهنِىءُ لكَ الظَفَرُ

أَمَا سلَكْتَ سبيلاً كُنْتَ سالِكَها

فاذهَبْ فَلا يُبعدَنْكَ اللهُ مُنَتشِرُ

لوْ لمْ تخُنْهُ نُفيلٌ وهي خائِنًةٌ

ألَمَّ بالقومِ وردٌ مِنْهُ أو صَدَرُ

وَرَّادُ حَربٍ شهابٌ يُستَضاءُ بهِ

كَمَا يُضيءُ سوادَ الطَخيَةِ القَمَرُ

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي