الأصمعيات/أبو دواد الإيادي

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبو دُواد الإيادي

أبو دُواد الإيادي - الأصمعيات

أبو دُواد الإيادي

منعَ النومَ مأوِىَ التهمامُ

وجديرٌ بالهمِّ مَنْ لا ينامُ

مَنْ يَنَمْ ليلُهُ فَقَدْ أُعمِلَ اللي

لُ وذُو البثِّ ساهِرٌ مُستَهامُ

هل ترَى مِنْ ظعائِنٍ باكِراتٍ

كالعَدَوليِّ سيْرَهُنَّ انقِحامُ

واكناتٍ يَقضَمْنَ مِنْ قُضُبِ الضِرْ

وِ ويُشفَى بدَلِّهِنَّ الهُيَامُ

وسبَتْنِي بناتُ نخلَةَ لوْ كُنْ

تُ قرِيباً ألمَّ بيَّ التِمامُ

يكتَبِينَ الينجُوجَ في كبَّةِ المَشتَ

ى وبُلْهٌ أحلامُهُنَّ وِسامُ

ويصُنَّ الوُجُوهَ في الميَسَنانِ

ي كَمَا صانَ قرنَ شمسٍ غَمَامُ

وتراهُنَّ في الهوادِجِ كالغِزْ

لانِ مَا إنْ ينالُهُنَّ السَهامُ

نَخَلاتٌ من نَخلِ بيسانَ أينع

نَ جميعاً ونبتُهُنَّ تُؤَامُ

وتدَلَّتْ على مَنَاهِلِ بُردٍ

وفُلَيجٌ مِنْ دُوِنَها وسَنَامُ

وأتَانِي تقحِيمُ كعبٍ لي المن

طِقَ إنَّ النكيثَةَ الإقْحامُ

في نظامٍ ما كُنْتُ فيهِ فَلا يُح

زنْكَ شيءٌ لكُلِّ حسناءَ ذَامُ

ولقدْ رابَني ابْنُ عمِّي كعبٌ

إنَّهُ قدْ يرومُ ما لا يُرَامُ

غيرَ ذنبِ بني كنانَةَ منِّي

إنْ أُفارِقْ فإنَّني مِجْذامُ

لا أعُدُّ الإقتارَ عُدْماً ولكنْ

فَقْدُ مَنْ قدْ رُزِئُتُهُ الإعدامُ

مِنْ رجالٍ مِنَ الأقاربِ فادُوا

مِنْ حُذاقٍ هُمُ الرُءوسُ العِظامُ

فهُمُ للملاينينَ أنَاةٌ

وَعُرَامٌ إذَا يُرادُ العُرامُ

وسَماحٌ لَدَى السنينَ إذَا مَا

قَحَطَ القَطرُ واستَقَلَّ الرِهامُ

ورجالٌ أبوهُمُ وأََبِي عم

رٌو وكعبٌ بِيضُ الوُجُوهِ جِسامُ

وشبابٌ كأنَّهُمْ أسدُ غيلٍ

خالَطَتْ فَرْدَ حدِّهِمْ أحلامُ

وكهُولٌ بنى لهُمْ أولُوهُمْ

مَأثُراتٍ يَهابُها الأقوامُ

سُلِّطَ الدهرُ والمَنُونُ عليهِمْ

فلَهُمْ في صَدَى المقابِرِ هامُ

وكذاكُمْ مَصِيرُ كُلِّ أُناسٍ

سَوْفَ حَقاً تُبليهِمُ الأيّامُ

فعَلَى إثرهِمْ تُساقِطُ نفسي

حَسَرَاتٍ وذِكرُهُمْ لي سَقامُ

إبلي الإبْلُ لايُحَوِّزها الرا

عُونَ مَجُّ النَدَى علَيْها المُدَامُ

وتدَلَّتْ بهَا المَغَارِضُ فَوْقَ

الأرضِ مَا إنْ يُقلُّهُنَّ العِظامُ

سمِنَتْ فاستَحَشَّ أكرُعُهَا لا

النيُّ نيٌّ ولا السَنامُ سَنامُ

فإذَا أقبلَتْ تَقُولُ إكَامٌ

مشرِفَاتٌ فوقَ الإكامِ إكامُ

وإذَا أعرَضَتْ تقُولُ قُصُورٌ

مِنْ سماهِيجَ فوقَهَا آطامُ

وإذَا مَا فَجِئتَهَا بَطْنَ غيبٍ

قُلتَ نَخْلٌ قدْ حَان مِنْها صِرامُ

وهي كالبيضِ في الأداحيِّ مَا يُو

هَبُ منهَا لمُستنيمٍ عِصامُ

غيرَ مَا طيَّرَتْ بأوبارِها الفقرَةُ في حَيثُ يستَّهِلُّ الغَمامُ

فهي ما إنْ تُبِينُ عَنْ سنَدٍ أر

عَنَ طَودٍ لِسِربِهِ قُدَّامُ

مُكْفَهِرٌ علَى حواجبِهِ يع

رَقُ في جَمعِهِ الحَمِيسُ اللُهامُ

فارسٌ طارِدٌ وملتقِطٌ بِي

ضاً وخَيلاً تعدُو وأُخرى صِيَامُ

قدْ براهُنَّ غِرَّةُ الصيدِ والأع

داءُ حتَّى كأنَّهُنَّ جِلامُ

قد تَصَعْلَكْنَ في الربيعِ وقدْ ق

رَّعَ جِلْدَ الفَرائِصِ الإقدامُ

جاذياتٌ على السنابِكِ قَدْ أفرَعَ

هُنَّ الإسراجُ والإلجامُ

لَجِبٌ تُسمَعُ الصواهِلُ فيهِ

وحنيِنُ اللقاحِ والإرزامُ

بِعُرىً دُونَهَا وتَقُرَنُ بالقي

ظِ وقدْ دَلَّهَ الرِباعَ البُغَامُ

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي