الأرض بين مدبج ومحلل

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة الأرض بين مدبج ومحلل لـ ابن خاتمة الأندلسي

اقتباس من قصيدة الأرض بين مدبج ومحلل لـ ابن خاتمة الأندلسي

الأرضُ بينَ مُدَبَّجٍ ومُحَلَّلِ

والرَّوضُ بينَ مُتَوَّجٍ ومُكَلَّلِ

والزَّهرُ بينَ مورَّدٍ ومُوَرَّسٍ

والنَّشرُ بينَ مُمَسَّكٍ ومُصَنْدَلِ

والماءُ قد صقَل النسيمُ فِرَنْدَهُ

فتوشَّحتْ منهُ الرياضُ بمُنْصلِ

لُوِيَتْ مَذانِبهُ على أدواحِها

فاختلْنَ بينَ مُنَطَّقٍ ومُخَلْخَلِ

ما ذاكَ سجعُ نسيبهِ في ظِلِّها

لكنَّهُ وَسواسُ هاتيكَ الحُلي

أهلاً بأيَّامِ الرَّبيع وطِيبِها

أُنسِ الخليعِ ونُزهةِ المُتَبتِّلِ

زَمَنٌ أرَقُّ مِنَ الوِداد شَمائلاً

وألذُّ من عصرِ الشبابِ الأوَّلِ

تُذكي بَلابِلُهُ البَلابِلَ لَوْعةً

ولَرُبَّ بَلبالٍ يَهِيجُ لِبُلبلِ

أعْجِبْ بهِ من مِهْرجانٍ قائِمٍ

بينَ البَسيطةِ والحَيا المُتَهلِّلِ

حَشَدَ الرِّياضُ لهُ جُنودَ جَمالهِ

وأتى بحافِل جُندهِ في جَحْفَلِ

فالطَّيرُ تَشْدو والغَديرُ مُصَفِّقٌ

والقُضْبُ ترقُص والأزاهرُ تَنجلي

وعَرائسُ الأشجار تُجلى في حُلىً

خُضْرٍ ولا وَجْهَ العَروس إذا جُلى

ما إنْ تَرى عُرساً بأجْمَل منهُ في

عَيْنِ الشَّجيْ إن غابَ عن عَيْنِ الخَلي

فاعطفْ عَلى وَجْهِ الزَّمانِ وحَيِّهِ

وانظرُ الى حُسنِ الرَّبيعِ المُقبلِ

وأجِلْ لِحاظَك في صِفاحِ كتابهِ

حتَّى تَبَيَّنَ واضحاً من مُشْكلِ

وإنِ اعتراك عَشىً لِنيِّرِ نَوْرِهِ

فاعدِلْ لإثمدِ ظِلِّهِ فتكحَّلِ

مَن لم يُشاهِدْ موقعَ الحُسنِ الخَفي

مِن مَنْظرٍ لم يَدْرِ ما الحُسنُ الجَلي

فالحُسنُ ما وَضُحت شَواهدُ فَضْلِه

للْمُجْتَني كوضوحِها للْمُجتَلي

ولَرُبَّ وَرْدَةِ دَوْحةٍ حَيَّتْ بِها

جَاماً تَلهَّب نُورُه في أُنْمُلِ

يَندى على جَنباتِه قَطْرُ النَّدى

فاعجَبْ له ماءً وناراً قَدْ مُلي

قد حُجِّبَتْ في ظلِّها فتَبسَّمتْ

عَنْ قَرْقَفٍ وتَنسَّمتْ عن مَنْدَلِ

مافَتَّح الزَّهرُ الجنيُّ ثُغورَه

إِلّا لِيَرْشُفَ طِيبَ ذاكَ السَّلْسَلِ

كلاَّ ولا جَمَدتْ عُيونُ بَهارِهِ

إلّا لغَيْرتها عليهِ أو فَلِ

هذي البَلابلُ قد سَجَعْنَ لِشُربهِ

تَشْدو وتُنشدُ في الثَّقيل الأوَّلِ

إيهٍ مُطَرِّبةَ الخليِّ بَعَثْتِ لي

أسفَ الشَّجِيْ رُدّي عَليَّ وبَدِّلي

ماعُذْرُها والوردُ مَوْرد عِشْقِها

لَوْ لَمْ تَغَنَّ بِحُسنهِ وتَغَزَّلِ

فالرَّوضُ قد فَتح الحيا في خَدِّهِ

وَرْداً سَبَى وردَ الحياءِ المُخْجِلِ

عَجباً وحتَّى الحُسْنُ يعشقُ بَعْضُه

بَعْضاً لقَدْ أزْرى الهوى بالعُذَّلِ

لَطَفٌ من الإحسان أعْجَزتِ الورَى

أوْصافُها سُبحانَ مُبْدعِهِا العَلي

شرح ومعاني كلمات قصيدة الأرض بين مدبج ومحلل

قصيدة الأرض بين مدبج ومحلل لـ ابن خاتمة الأندلسي وعدد أبياتها تسعة و عشرون.

عن ابن خاتمة الأندلسي

أحمد بن علي بن محمد بن علي بن محمد بن خاتمة أبو جعفر الأنصاري الأندلسي. طبيب مؤرخ من الأدباء البلغاء، من أهل المرية بالأندلس. تصدر للإقراء فيها بالجامع الأعظم وزار غرناطة مرات. قال لسان الدين بن الخطيب: وهو الآن بقيد الحياة وذلك ثاني عشر شعبان سنة 770هـ‍. وقال ابن الجزري توفي وله نيف وسبعون سنة وقد ظهر في تلك السنة وباء في المرية انتشر في كثير من البلدان سماه الإفرنج الطاعون الأسود. من كتبه (مزية المرية على غيرها من البلاد الأندلسية) في تاريخها، (ورائق التحلية في فائق التورية) أدب. و (إلحاق العقل بالحس في الفرق بن اسم الجنس وعلم الجنس) (وأبراد اللآل من إنشاء الضوال -خ) معجم صغير لمفردات من اللغة وأسماء البلدان وغيرها، في خزانة الرباط 1248 جلاوي والنسخة الحديثة حبذا لو يوجد أصلها. و (ريحانة من أدواح ونسمة من أرواح -خ) وهو ديوان شعره. في خزانة الرباط المجموع 269 كتاني، (وتحصيل غرض القاصد في تفصيل المرض الوافد -خ) وصفه 747هـ‍.[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي