اسف مر وآهات أمر

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة اسف مر وآهات أمر لـ التجاني يوسف بشير

اقتباس من قصيدة اسف مر وآهات أمر لـ التجاني يوسف بشير

اسف مرّ وَآهات أَمر

وَالتِياع مَلأ القَلب شَرر

وَعَصيّ مائر مُنهَمر

يَتَدلى زمراً بَعد زمر

كَم عَظيم مَشَت الدُنيا بِهِ

في جَلال وَمَشى فيهِ القَدَر

زَهَت الغَبراء مِن وَطأَتِهِ

وَنَهى ما شاءَ فيها وَأَمَر

فَإِذا ما اِنقَضَ عَن آخره

قَضي الأَمر عَلَيهِ فَاِندَثَر

اِنظُر الأَيّام في دَورَتِها

نَظر الثاقب رَأياً وَفكر

وَاِعرض الأَمس وَأَمسا قَبلَهُ

وَتَقَلب بَينَ أَحضان العَصر

تَجد الأَيام في كَثرَتِها

اخوات بَعضها شبه الأَخر

لَيسَ إِلا صُورة واحِدَة

كَررت حَتّى تَراءَت كَالصُور

هِيَ كَف الدَهر وَالدَهر بِها

يوسع الغادة أَخذاً بِالطرر

أَسرَعَت دُون عَليم فَمَضى

مُسرِعاً دُون سَميكات الستر

لَفَهُ المَوت عَلى مدرجة

وَرَماهُ الدَهر في كَف الغَير

خَفَقت أَفئدة وَاِضطَرَبَت

يا لِهَول اليَوم أَكباد البَشَر

كُل مَن قيلَ لَهُ ماتَ اِنزَوى

يَعصر القَلب بِكَف مِن حَجَر

لا يَقوم الدَمع بِالدَمع لَهُ

كَيفَما اِنسابَ وَمَهما يَنهَمر

أمة تَفقد فيهِ امة

وَبِلاد ثَكلت مِنهَ الأَبَر

شاعر الفُصحى وَما عودَها

هَذر القَول إِذا عَمَ الهَذر

يَنفث السحر وَمِن مَنطَقه

طالَما اِهتَزَت مُتون وَغَدر

وَصَحافي مَشينا خَلفَهُ

وَاِقتَفَينا في المَواضيع الأَثَر

كَتم كَالآي في مَقطعها

صَعبها سَهل وَمَبغاها عسر

أَحكَمت رَصفاً وَمَعنى مِثلَما

أَحكم البناء مَصقول الجدر

تَتَراءى كَشُعاع مُدمن

قُدرة اللَه عَلى سَطح الزبر

إِنَّما مَوت عَليم عظة

لَيسَ كُل المَوت لِلناس عبر

أَيُّها الثاوي عَلى بلقعة

وَالمَواري بَينَ هاتيك الحُفَر

أَينَ صَوت سامهُ المَوت البَلى

وَيَراع بَينَ كَفيك عَثر

جَره المَوت عَلى شقته

فَتَثنى عَلى الأُخرى اِنكَسَر

كُنت يا بن النَفر البيض فَتى

جاءَ لِلكون بِهِ أَي نَفَر

عَزمات دُونَها بَرق الدُجى

وَمَضاء دونَهُ لَمح البَصَر

لَكَ آثار النَبيين الأَلى

مَلأوا العالم ذِكرى وَأَثَر

أَنتَ سباق وَلَكن لِلعُلى

أَنتَ جَبار وَلَكن في الفكر

أَنتَ باق خالد مدكر

حَيث لا تَبقى مَع المَوت الذكر

رَفَعته الناس في هاماتهم

وَاِعتَلى عَرش حَياء وَخَفر

عَبَثاً حُلول أَن يَخفضه

مُقذع القَول وَوضاع السَير

كُلَّما مَدَ يَداً رَعاشة

نَحوَ ذاكَ العَرض شاكَتها الإِبَر

إِن أَحرى الناس بِالخُلد الألى

وَهَبوا العلم شَباباً وَكبر

أَخلَصوا السَعي لَهُ وَاِستَنزَفوا

كُل ما في ذرعهم مِن مُصطَبر

قُم عَليم انظُر نَفاثات الأَسى

كَيفَ تَشتَق وُروداً وَصَدر

تَوسع الأَفكار قَتلاً كُلَّما

جالَ بَعض الشَيء مِنها وَخَطَر

هَذِهِ عِبرة خِل صادق

في وِداد وَالاخلاء غَدر

عَصر القَلب مَلياً فَأَنى

بِالَّتي تَعثر في ثَوب الحَصر

كَم وَفي لَك لا يَلوى عَلى

زَخرف السَلوى وَيَأبى أَن يَسر

يَلبس اللَيل وَأَما سَطَعت

غرة الفَجر فَسَوداء الحبر

يا لِودي لَكَ ما أَعجبه

مِن وِداد لَم يَطُل حَتّى قَصر

شَد ما كانَ رَهيباً إِنَّما

طَوي اليَوم وَبِالأَمس نَشر

أَنتَ في ذمة مَن صاغَ الوَرى

وَتَعالى عَن ذُهول وَخور

نَحنُ أَودعناكَ في جَوف الثَرى

وَدفناك عَلى ظَهر القَمَر

فَوَداعاً لِلمعالي لِلنُهى

لِلغَوالي مِن قَوافيك الغُرر

الوداع اللانهائيّ وَفي

كنف اللَه وَفي حفظ المَقَر

شرح ومعاني كلمات قصيدة اسف مر وآهات أمر

قصيدة اسف مر وآهات أمر لـ التجاني يوسف بشير وعدد أبياتها ثمانية و أربعون.

عن التجاني يوسف بشير

أحمد التجاني بن يوسف بن بشير بن الإمام جزري الكتيابي. شاعر، متصوف من السودان ولد في أم درمان 1910م لقب بالتجاني تيمناً بشيخ المتصوفة الإمام التيجاني، حفظ القرآن والتحق بالمعهد العلمي في أم درمان ودرس الأدب والفلسفة والتصوف. عاش فترة قصيرة إلا أنه لفت الأنظار، فاهتمت به الصحف والمجلات وخاصة مجلة (أبولو) . صدر له ديوان واحد بعد وفاته وهو (إشراقة) الذي يعد نموذجا للشعر الرومانسي. عمل صحفياً وساهم في تحرير صحيفة (ملتقى النهرين) ، ومجلتي (أم درمان، والفجر) . توفي بذات الصدد ودفن بمدينة أم درمان.[١]

تعريف التجاني يوسف بشير في ويكيبيديا

التجاني يوسف بشير شاعر سوداني معروف يلقب بشاعر الجمال والروح والوجدان وهو من رواد شعر الرومانسية الصوفية المتجددة، مات وهو شاب وكتب أروع شعره وهو صغير. ورغم أنه عاش فترة قصيرة إلا أنه لفت الأنظار، فاهتمت به الصحف والمجلات وخاصة مجلة «مجلة أبولو ». وكثيراما تجرى المقارنة بينه وبين الشاعر التونسي المعروف أبو القاسم الشابي حيث انهما عاشا في الفترة نفسها تقريبا وتشابهت تجربتهما إلى حد بعيد.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي