ارسل الله ابنه الفادي الانام

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ارسل الله ابنه الفادي الانام لـ المطران جرمانوس

اقتباس من قصيدة ارسل الله ابنه الفادي الانام لـ المطران جرمانوس

ارسلَ اللَهُ ابنهُ الفادي الانام

منذراً كلَّ البَرايا بِالسَلام

فانارَ الكَونَ مِن بَعدِ الظَلام

وَاعادَ المَيتَ حَيّاً للدَوام

انشد الانسانَ من تيهِ الضَلال

مُرشِداً ايّاهُ في سُبلِ الكَمال

وَحباهُ مِن ضيا ذاكَ المِثال

شَمسَ رُشدٍ بدَّدت عَنهُ القِتام

ثَنّى الدعاءَ لَهُ بِالنَصرِ مندَرِجا

في طِيِّهِ الشُكر لاستحيائِهِ مِهَجا

جدَّ كلَّ الجدِّ في ردِّ النُفوس

بِدُموعٍ اطفَأَت نارَ المَجوس

جارعاً مِن اجلِها مرَّ الكُؤوس

مِن هَوانٍ وَنكالٍ وَاوام

وَزَفيرٍ مشبهٍ نارَ القرى

فَوقَ عودٍ فيهِ يَوماً سُمِرا

وَمَجاري الدَمع تَحكي انهرا

قَد جَرت في مصر يَوم الانتقام

فاضَ بَحر الجود مِن فَوق الصَليب

بِخوارٍ وَبكاءٍ وَنَحيب

يا لَهُ حباً غَريباً مِن عَجيب

لمُ يشاهد مثلهُ مِن مُستهام

انهض الواهين مِن جب الشقا

فاتِحاً باب النَعيم المغلَقا

وَمحا صك الذنوب الموبقا

بِدِماءٍ غرَّقت جَيش الاثام

حارب الشَيطان اركون الجحيم

وابادَ المَوتَ بالمَوتِ الاَليم

وَاستردَّ المَجد بالنصرِ الوَسيم

فائِزاً بالعزِّ كَالليث الحُمام

قَر شَفَّها البينُ عَن رويات عزتِهِ

فاصطفى الأَنصار من بين المَلا

وَارتقى كَالنسرِ يَوماً للعلا

وَاليهم روح قَدسٍ ارسلا

شبه لُسنٍ مِن لَهيبٍ واضطرام

اضرمت البايهم نارُ الوداد

وَ بِها قَد أَحرَقوا شوك القتاد

كَم نُفوسٍ اصلحوها مِن فَساد

كَم عَليلٍ ابعدوا عَنهُ السقام

جَدَدوا الارض الَّتي كانَت خَراب

مَسكناً للبومِ نعباً للغراب

وَسَقوها الروح عَذباً كَالشَراب

فارتوت مِنهُ كَمَن صوبِ الغَمام

امرعت بالخير مِن بَعد البوار

وَاجتنوا مِن خصبها نِعمَ الثِمار

وَشَدا في دَوحِها صَوتُ الهزار

إِذ راهم في حِماها كَالحَمام

أُرسلوا كَالضانِ ما بَينَ الذِئاب

لا عصا مَعَهُم وَلا سَيفٌ يهاب

لا وَلا زادٌ كَما نصَّ الكِتاب

وَاقتناءُ المال عِندَهُم حَرام

عبد العَزيز حَباهُ بِالرضا نِعما

لَم تَعطَ لِلمُرتَجي وَالمُلتَجي قدما

درَّعتهم قوَّة العالي القَدير

جوشن الايمان وَالحبِّ الكَثير

لَم يَخافوا مِن اسودٍ أَو سَعير

أَو سِهام أَو سِنانٍ أَو حسام

راسهم ذاكَ الصَفا في كلِّ حال

نابَ عَن مَولاهُ حَقاً بِالكَمال

سادهم وَاقتادهم في ذا النِزال

فاقتفوا اثارهُ دون انقسام

بَدَّدوا الاوثان مِن بَين الشعوب

كغبارٍ بادَ من ريح الجَنوب

وَبَدا الانجيل في أَرض القُلوب

مزهراً كَالوَردِ في شق الكمام

رَبحهم في حربهم ربح النُفوس

قَدَّموا السيف عنهنَّ الرؤُس

ما لعطر مخبأ بَعد عروس

كَيف لا وَالنَفس تَفدى بالكرام

جاهدوا بالذَبِّ عَنها مثلما

شاهدوا المَولى افتداها بالدما

ثُمَ نالوا المَجد في ملكِ السَما

بسرورٍ وَحبورٍ وَسَلام

لا زالَ ما بَينَ ساداتِ الوَرى عَلَما

يَسمو عَلى اوجِ لُبنانٍ وَمغتَنَما

خَلف الاحبارُ اَنصار المسيح

باتّصال في عُرى الدين الصحيح

وَلَهُم مِن رَبهم وَعدٌ صَريح

انني معكم مَدى دوم الدَوام

اَشرقت في شرقنا شَمس القران

كلمةُ اللَهِ المنادي بالامان

فاستنارَ الرسل مِن ذاكَ الجنان

وَاناروا الكَون مِن شهب الكَلام

نحمَدُ اللَهَ الَّذي اَبقى لَنا

بَعدَهُم مَن نابَ عَنهُم بِالسَنا

بولس المختار للمولى إِنا

موعباً علماً وَفضلاً بالتَمام

حولهُ الاحبارُ يحكون البدور

حول شَمسٍ توعبُ الاقطار نور

حَيث حلوا حلَّ بَينَهمُ السُرور

وَظَلامُ الغمِّ ولى بانهزام

لم يَزَل لُبنان في مَجدٍ رَفيع

مذاتاهُ الحملُ الفادي الوَديع

صانهُ مارون كَالحصنِ المَنيع

وَارتَقى مِنهُ إِلى أَعلى مَقام

نَعمى السَلاطين تَعزيزاً لرتبتِهِ

قامَ يحيى بعدة بالمكرمات

وَحماهُ مِن دَبيب الهرطقات

فخرنا إِنّا حيينا بالثَبات

لَم يشِن ايماننا سؤُ المَلام

حَسِبنا عزوٌ إِلى البَرِّ الشَهير

مَن غَدا في الشَرق كَالبَدر المُنير

يا لَها مِن امَّةٍ دامَت تَسير

بِضياهُ دونَ عَيبٍ وَانثِلام

حالَها في حَرب اجناد الحَسود

كَعروسٍ جاوَرَت جب الاسود

توَّجَ اللَهُ لَها راساً يَسود

وَحَباها مسعداً طبق المَرام

صانَها كَالبرج مِن شر النقم

وَكَساها مِن ديابيج النعم

يا رعاهُ اللَه كَم حامى وَكَم

فَليدُم مينا الاماني وَالسَلام

شرح ومعاني كلمات قصيدة ارسل الله ابنه الفادي الانام

قصيدة ارسل الله ابنه الفادي الانام لـ المطران جرمانوس وعدد أبياتها سبعة و خمسون.

عن المطران جرمانوس

المطران جرمانوس

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي