اختزال

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة اختزال لـ نزار قباني

1
لأني أحبك ..
أصبحتِ واحدة من أهم النساء ..
وأسستِ عصراً جديداً .
و ديناً جديداً .
و أصبحتِ في كتب الشعر محفوظة
و في كتب الأنبياء …

2
لأني أحبك ..
أصبحتِ ثامنة المعجزات
و كنز الكنوز ..
و سيدة السيدات ..
و أصبح خصرك معزوفة
من مقام البيات ..

3
لأني أحبك ..
أصبحتِ مخزونة في تراث الشعوب
و مقروءة في جميع اللغات .
لأني أحبك ..
صرتِ كنيسة حبي
و أصبحتُ أعرف عن ظهر قلب
طقوس الصلاة ..

4
لأني أحبك ..
يغدو السواد بعينيك ، عند اللقاء
أشد سواداً ..
وتغدو يداي طيوراً
و يغدو حنيني بلاداً .
وأعرف أني إذا ما دخلتُ مغارة نهديك يوماً
أصير رماداً …

5
لأني أحبك ..
يمتلئ البحر قمحاً
ويشتعل الأفق بالنار و الأرجوان
و تبدو شفاهك من غير عمر
وتبدو هضابك من غير عمر ..
وتبدو استدارة خصرك من غير عمر ..
فأخلط بين العصور وبين الثواني …

6
ليدهشني فيك ..
أنك لا تكبرين ..
ولا تذبلين ..
ولا تنحنين ، كما شجر السنديان ..
و يذهلني ..
أن نهديك لا يتعبان ..
و لا يلقيان السلاح ..
و لا يخشيان مرور الزمان ..

7
لأني أحبك
أرسلتُ روحي إليك
فأنجبتِ مني هلالاً
وأنجبتِ مني غزالاً
وأنجبتِ مني طيوراً
وديوان شعر ..
وأنهار ماء …

8
أيا امرأة ..
يتلاقى الحمام الدمشقي فوق مياه يديها .
و يبدأ فصل السفرجل ..
و الخوخ .. و التين ..
من شفتيها ..
يعقدني فيك هذا الهدوء الملوكي
هذا الجبين الرسولي
هذا الحضور الحضاري
هذا المزيج العجيب
من الماء ، و النار ، و الكبرياء …

9
لأني أحبك ..
أشعر أني تحررتُ من كل شيء
و مزقت رسمي القديم
و ألغيت اسمي القديم
و بعثرت أوراق جنسيتي في الهواء
لأني أحبك ..
أدركت أبعاد حريتي
و أدركت سر العلاقة
بين اكتشاف العيون ،
وبين اكتشاف الفضاء ..

10
لأني أحبك .. أصبحت مكتفياً باكتفائي .
ومقتنعاً أن حبك أعظم حزب دخلتُ إليه ..
وأرحم صدر لجأتُ إليه ..
وأحلى انتماء ..
فماذا تفيد الخيانة ؟
حيث تكونين أنتِ السماء ..
وما قد يكون وراء السماء ..
وماذا يفيد التنقل بين الخواتم من كل لون ..
وبين المليحات من كل جنس ..
وبين الجواري ، وبين الإماء ؟ ..
وماذا يفيد التسكع شرقاً .. وغرباً ؟ .
وأنتِ جمعت رحيق الحضارات فيك .
وأنت اختزلت جميع النساء …

عن نزار قباني

نزار قباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) شاعر سوري معاصر من مواليد مدينة دمشق.

تعريفه من ويكيبيديا

نزار بن توفيق القباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) دبلوماسي وشاعر سوري معاصر، ولد في 21 مارس 1923 من أسرة عربية دمشقية عريقة. إذ يعتبر جده أبو خليل القباني من رائدي المسرح العربي. درس الحقوق في الجامعة السورية وفور تخرجه منها عام 1945 انخرط في السلك الدبلوماسي متنقلًا بين عواصم مختلفة حتى قدّم استقالته عام 1966؛ أصدر أولى دواوينه عام 1944 بعنوان "قالت لي السمراء" وتابع عملية التأليف والنشر التي بلغت خلال نصف قرن 35 ديوانًا أبرزها "طفولة نهد" و"الرسم بالكلمات"، وقد أسس دار نشر لأعماله في بيروت باسم "منشورات نزار قباني" وكان لدمشق وبيروت حيِّزٌ خاصٌّ في أشعاره لعلَّ أبرزهما "القصيدة الدمشقية" و"يا ست الدنيا يا بيروت". أحدثت حرب 1967 والتي أسماها العرب "النكسة" مفترقًا حاسمًا في تجربته الشعرية والأدبية، إذ أخرجته من نمطه التقليدي بوصفه "شاعر الحب والمرأة" لتدخله معترك السياسة، وقد أثارت قصيدته "هوامش على دفتر النكسة" عاصفة في الوطن العربي وصلت إلى حد منع أشعاره في وسائل الإعلام.—قال عنه الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة : (نزار كما عرفته في بيروت هو أكثر الشعراء تهذيبًا ولطفًا).

على الصعيد الشخصي، عرف قبّاني مآسي عديدة في حياته، منها مقتل زوجته بلقيس خلال تفجيرٍ انتحاري استهدف السفارة العراقية في بيروت حيث كانت تعمل، وصولًا إلى وفاة ابنه توفيق الذي رثاه في قصيدته "الأمير الخرافي توفيق قباني". عاش السنوات الأخيرة من حياته مقيمًا في لندن حيث مال أكثر نحو الشعر السياسي ومن أشهر قصائده الأخيرة "متى يعلنون وفاة العرب؟"، وقد وافته المنية في 30 أبريل 1998 ودفن في مسقط رأسه، دمشق.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي