إن كنت طالب سؤدد ومعال

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة إن كنت طالب سؤدد ومعال لـ كاظم الأزري

اقتباس من قصيدة إن كنت طالب سؤدد ومعال لـ كاظم الأزري

إن كنت طالب سؤدد ومعالٍ

فاطلبه بين صوارم وعوال

كم من فتىً يبغى بغيلته العلى

والسيف يبطل غيلة المغتال

من صدّق الآمال كذب حزمه

إن الغرور نتيجة الآمالِ

والمجد في طرفي أصم كأنما

ميلانه ميلان ذات دلال

في كعبه كعب المعيشة سافل

وبصدره صدر المنية عال

من مرويات الوحش وهي ظوامىء

بغدير قانٍ لا غدير زلال

سمر ذوابل غير أنّ ذبولها

يخضر عن ورق من الأقيال

أوحدّ أحدب تلتوي عذباته

بمعاقد الهمام التواء صلال

ينشق عنه دجى القتام كأنّه

في جيد ليل النقع طوف هلال

عضب إذا عزّت مواصلة العلى

وجد القريع به طريق وصال

ورياض غلمانٍ أعارتها القنا

في يوم معترك بلى لاطلال

إن أججوا نار الحروب فلم يكن

إلا لها قلب المؤجج صال

طلبوا الفرار فأوقفتهم حيرة

والخوف قد يدعو إلى استبسال

وجدوا بروقاً في خصور أهلّة

وقلوب أسد في صدور رجال

فثنوا إلى الأجفال كلّ مطهّم

سدت عليه طرائق الأجفال

مهلا بني الأعمام لو نطق القنا

كانت لكم أبدا من العذال

أن غركم حلم الكرام فربما

غرَّ العيون تبسم الرّئبال

ولقد طمعتم أن تنالوا نيلنا

طمع الجهول بمستحيل الحال

هيهات أين لكم عزائمنا التي

ردّت إلى الأمكان كل محال

عزم ينوب عن السلاح بنفسه

وكذا الغِنى بالنّفس لا بالمال

نحن البقية من أكارم دهرهم

يومان يوم وغى ويوم نوال

من عصبة إنسية ملكية

قد أرخصوا قيم الزمان الغالي

من كلِّ مستلب القشاعم حاذق

في سرقة الأرواح لا الأموال

يجد الردى أقضى القضاة حكومة

والمرهفات شهود تلك الحال

ترك السّوابق بالرؤوس عواثراً

عثر الرياح بأرؤس الأجبال

لم يلتق الحرب العوان بكرّه

إلا وانكحها ذكورَ نصال

قوم أناملهم قبائل للنّدى

يحمون فيها بيضة الأفضال

وإذا تفيأت الملوك وجدتهم

يتفيّؤن من القنا بظلال

حيّ من الكرماء لست تخالهم

إلا فرائد في عقود كمال

لم يعد قولهم الفعال وهكذا

قول الأكارم أكرم الأقوال

قد صح معتل الزمان بقربهم

إن الكريم طبيب ذي الأقلال

نحن الذين كأن مسكة وجدهم

في وجنة الأيام نقطة خال

إن تغننا الهيجاء أفقرنا الندى

إن السماحة آفة الأموال

والمرء يعرف بالتكرم قدره

إن التكرم سيد الأفعال

لا نسأل الدنيا جناح بعوضة

والذل غايته أقل سؤال

إن ضمّنا النسب الأثيل فإنه

ليس الغدو يقاس بالآصال

نمتم فخيلت المنى لكم الغنى

إن الكرى سمح بكلّ خيال

إن غركم رهج المنى فسينجلي

بصبا من الأسياف أو بشمال

لا نرتضي إلا محاكمة القنا

حيث الأمور منوطة بجدال

لم نتخذ إلا السيوف وسائلا

وكذا السيوف وسائل الأبطال

أنسيتم يوم اللقاء وقوفنا

والخيل تسبح في دم الأقيال

ونزولنا في الأثل من قصب القنا

والحرب دائرة بكاس نزال

والموت يجلى كالعروس بمعرك

نشرت عليه ذوائب الآسال

والطعن يقذي عين كلّ عزيمة

فيحول بين الأسد والأشبال

ولكم سلكت من الطعان مسالكا

ضاقت بهنّ منافس الآجال

فوقفت ثم أذب عن حرم العلى

لتصان منها كل ذات حجال

ولبست للهيجاء صهوة أدهم

كالبدر منتعلا أديم ليال

حتى انثنت تلك الجبال كأنها

في عاصفات الريح كثب رمال

وخطرتم في حرّ قلبي خطرة

ردت عليَّ حياة بالي البالي

حتى فضضت لكم على روض المنى

دنّ الكرامة بعد دنّ وبال

وعزائم اردفتها بعزائم

موصولة الأهوال بالأهوال

المحييات الجود يوم سماحة

والقاتلات الموت يوم قتال

قالوا نراك تخوض أبحر صابها

والأسد صادرة عن الأوشال

تغزو الطوائف مفرداً لم تستعن

إلا بطائفتي قنا ونصال

قلت اسكتوا كيف التوجل والقضا

درع مزررة على الآجال

هيهات لم يرد الردى إلا الذي

طبعت طبيعة من الأوجال

رمتم بسوء الغدر حسن وصالها

والغدر أقصى همة الأنذال

هيهات قد ركض القضاء بسابق

ظلعت لديه حيلة المحتال

أي النواحي تنتحون وخلفكم

من يملأ الدنيا من الزلزال

لو تعقلون رضيتم بامامها

والعقل للإنسان أي عقال

لولا ضلال لاح في زيّ الهدى

ما غرَّت الظمآن لمعة آل

عللتم تلك الجوارح بالمنى

وكذا المنى ضرب من الأعلال

أو ما علمتم أنّ مشكلة العلى

بالسيف راجعة عن الأشكال

إن تقفلوا أبوابها فاستبشروا

من راحتي بمفاتح الأقفال

وتذكروا أجياد عيشكم التي

صفنا السيوف لها من الأغلال

أيام تستسقي عزائمنا لكم

صاب المنون من القنا العسّال

ونردكم قرحى الجفون كأنها

مقل تفيض بمدمع هطّال

وعلى العلى منا رواصد لم نزل

كالصبح مرصوداً بعين بلال

نحن الذين نصول ما بين الورى

بمثقفات القول والأفعال

نختال بين حماسة وسماحة

والمجد أفضل حلية المختال

وكذا السيادة عزّة مقرونة

بجميل فعل الخير لا بجمال

أعلمتم أني امرؤ يوم الوغى

تلقى إليه مفاتح الآجال

أو لا فقوموا لاصطلامي تعلموا

والعلم مفترض على الجهّال

أنا ذاك مفتاح المكارم والعلى

ما بين باب ندىً وباب نزال

المسقم الآسي الذي أجسامكم

من راحتيه كثيرة الأعلال

جرد حسامك في الوجوه فإنه

لم يبق من يسوى شراك نعال

ترك الورى طعم الحياء زهادة

فأذقهم بالسيف طعم نال

ولقد عجبت من الحريص ورزقه

كالموت يأتيه بغير سؤال

وكذا إذا ترك الزمان وصنعه

جعل الأواخر في الأمور أوالي

شرح ومعاني كلمات قصيدة إن كنت طالب سؤدد ومعال

قصيدة إن كنت طالب سؤدد ومعال لـ كاظم الأزري وعدد أبياتها تسعة و سبعون.

عن كاظم الأزري

كاظم بن محمد بن مهدي بن مراد الوائلي البغدادي الشهير بالأزري. شاعر فحل، من أهل بغداد، يقال له شاعر أهل البيت. أشهر شعره قصيدة مطلعها: لمن الشمس في قباب قبابها، تزيد على ألف بيت. وله ديوان -ط مرتب على الحروف أكثره مدائح في أهل البيت، وقصيدة من المدائح النبوية خمّسها جابر بن عبد الحسين الربعي الكاظمي، وسماها قرآن الشعر الأكبر - ط.[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي