إن كنت بالله في دنياك تعتصم

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة إن كنت بالله في دنياك تعتصم لـ ناصيف اليازجي

اقتباس من قصيدة إن كنت بالله في دنياك تعتصم لـ ناصيف اليازجي

إن كُنتَ باللهِ في دُنياكَ تَعتصِمُ

فلا تَكُنْ خائفاً إن زَلَّتِ القَدَمُ

واطلُبْ لنَفسِكَ غَيرَ الأرضِ مَنزِلةً

إنْ كُنتَ تَبِغي نَعيماً ما بهِ ألَمُ

مَن عاشَ في الأرضِ لا تُرجَى سَلامتُهُ

من نَكبةٍ وَبلايا الدَّهرِ تَزدَحمُ

وكيفَ يأمَنُ من لَطْمِ المياهِ لهُ

مَن خاضَ في البحر والأمواجُ تَلتطِمُ

حوادثُ الدَّهرِ تَخْتارُ الكرامَ فما

زالت على حَسَبِ الأقدارِ تَنقسِمُ

وهَمُّ كلٍّ على مِقدارِ همَّتِهِ

فلا هُمومَ لقَومٍ ما لهم هِمَمُ

النَّاسُ للنَّاسِ كالأعداءِ ما بَرِحَتْ

في أكثرِ الأمر تأتي منهمُ النِّقَمُ

إن لم يكن ضَرُّهُمْ عَمْداً فَعَنْ خَطأٍ

وقد يكونُ بقَصدِ النَّفعِ ضَرُّهُمُ

غَنيمةُ العيشِ في الدُنيا تَجَنُّبُهمْ

لكنَّ ذلكَ مِمَّا ليسَ يُغتَنَمُ

هم كالطَّعامِ الذي لا بُدَّ منه لنا

بهِ نَعيشُ ومنهُ يَحدُثُ السَّقَمُ

كلُّ الجَواهرِ أعراضٌ رَزِيَّتُها

تَهونُ إذ تَسلَمُ الأعراضُ والشِّيمُ

والمالُ مثلُ نسيمِ الرِّيحِ إن سَلِمَتْ

بقُدرةِ اللهِ في أبدانِنا النَّسَمُ

ليسَ البُكاءُ لِفَقْدٍ بَعدَهُ خَلَفٌ

إن البُكاءَ لِفَقْدٍ بَعدَهُ عَدَمُ

قد يَنبتُ المالُ مِثلَ الظُفرِ تَقطَعُهُ

وثُلمَةُ المال مثلَ الجُرحِ تَلتحِمُ

ما دامَ للأجْدَلِ القَنَّاصِ أجنِحةٌ

لا يُفلِتُ الصَّيدُ منهُ حيثُ يَنهزِمُ

والخَيرُ يَعرِفُ طُرْقاً قد تَعوَّدها

فلا يَضِلُّ ولو قامَتْ بها الظُلَمُ

أجَلُّ للمَرْءِ من مجدِ الغِنَى شَرَفاً

مجدُ الوَفاءِ تَقَوى اللهِ والكَرَمُ

وأرفَعُ النَّاسِ عِندَ اللهِ منزِلةً

مَنْ لم يكن لِحُقوقِ النَّاسِ يَهتَضِمُ

للهِ في الخلَقِ سِرٌّ ليس نُدرِكُهُ

وحِكمةٌ بَطَلَتْ من دُونِها الحِكَمُ

لا يُرزَقُ العبدُ إلاّ ما قَضاهُ ولا

يُصيبُهُ غيرُ ما يَجرِي بهِ القَلَمُ

سيَجبُرُ اللهُ قَلباً باتَ مُنكسراً

وليسَ يَترُكُ جَمْراً كانَ يَضطِرمُ

لا ضِيقَ في الدَّهرِ إلا بَعدَهُ فَرَجٌ

ولا شبيبةَ إلاّ بَعدَها هَرَمُ

إذا رَمَى اللهُ يُمنَى العبدِ في عَسَمٍ

يُبقي الشِّمالَ فلا يَغتالُها العَسَمُ

إن لم تَدُمْ عِندَ نصرِ اللهِ نِعمتُهُ

فقد تَعاهَدَ شُكرُ اللهِ والنِّعَمُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة إن كنت بالله في دنياك تعتصم

قصيدة إن كنت بالله في دنياك تعتصم لـ ناصيف اليازجي وعدد أبياتها أربعة و عشرون.

عن ناصيف اليازجي

ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط. شاعر من كبار الأدباء في عصره، أصله من حمص (سورية) ومولده في كفر شيما بلبنان ووفاته ببيروت. استخدمه الأمير بشير الشهابي في أعماله الكتابية نحو 12سنة، انقطع بعدها للتأليف والتدريس في بعض مدارس بيروت وتوفي بها. له كتب منها: (مجمع البحرين -ط) مقامات، (فصل الخطاب -ط) في قواعد اللغة العربية، و (الجوهر الفرد -ط) في فن الصرف وغيرها. وله، ثلاثة دواوين شعرية سماها (النبذة الأولى -ط) و (نفحة الريحان -ط) و (ثالث القمرين -ط) .[١]

تعريف ناصيف اليازجي في ويكيبيديا

ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط بن سعد اليازجي (25 مارس 1800 - 8 فبراير 1871)، أديب وشاعر لبناني ولد في قرية كفر شيما، من قرى الساحل اللبناني في 25 آذار سنة 1800 م في أسرة اليازجي التي نبغ كثير من أفرادها في الفكر والأدب، وأصله من حمص. لعب دوراً كبيراً في إعادة استخدام اللغة الفصحى بين العرب في القرن التاسع عشر، عمل لدى الأسرة الشهابية كاتباً وشارك في أول ترجمة الإنجيل والعهد القديم إلى العربية في العصر الحديث. درّس في بيروت.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ناصيف اليازجي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي