إن قلت ويحك فافعل أيها الرجل

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة إن قلت ويحك فافعل أيها الرجل لـ ناصيف اليازجي

اقتباس من قصيدة إن قلت ويحك فافعل أيها الرجل لـ ناصيف اليازجي

إنْ قُلتَ وَيحكَ فافعلْ أيُّها الرَجُلُ

لا يَصدُقُ القَولُ حتَّى يشهَدَ العَمَلُ

تقولُ أسلُو الهَوَى والعينُ داميةٌ

وأترُكُ الشَّوقَ والأنفاسُ تَشتعِلُ

ما زِلتَ تَهوى الطُّلَى حتى أقامَ على

فَودَيكَ من لَونِها ما ليسَ يَرتحلُ

إذا كَساكَ بَياضُ الشَّيبِ رائعةً

تضاحَكَتْ من هَواك الأعيُنُ النُجُلُ

هيهاتِ ليسَ لأيَّامِ الصِّبا عِوَضٌ

حَتَّى يكُونَ لهُ من نفسهِ بَدَلُ

هيَ الحياةُ التي أبقت لنا طَرَفاً

كالدَّارِ يَبقَى لَنا من بَعدِها طَلَلُ

لِكُلِّ كأْسٍ شَرابٌ يُستَحَبُّ لها

وكلُّ عَصرٍ لهُ من أهلهِ دُوَلُ

أليَومَ قامَتْ فتاةُ المُلكِ بارزةً

وقامَ من قبلِها أسلافُها الأُوَلُ

فَرْعُ الأُصولِ التي مَرَّتْ وبَهجتُها

إنَّ الثِّمارَ منَ الأغصانِ تُبتَذلُ

يُستحسَنُ المُلكُ فيها والخُضوعُ لها

وليسَ يَحسُنُ فيها الجُبنُ والبَخَلُ

باهَى الرِّجالُ نِساءَ الدَّهرِ وافتخروا

حَتَّى أتَتْ فأصابَ المُدَّعي الخَجَلُ

إذا صَفا لكَ نُورُ الشَّمْس في فَلَكٍ

فما الذي تَفرُقُ الجَوْزاءُ والحَمَلُ

بَقيَّةٌ من مُلُوكِ الدَّهرِ قد ذُخرَت

وأفضَلُ الشَّيءِ ما يُخبَى فيُعتَزَلُ

في قلبِها خاتَمُ التَقْوَى وفي يَدِها

من خَاتَم المُلكِ ما يَجري بهِ المَثَلُ

تُدبِّرُ الأمرَ في أقطارِ مَملَكةٍ

كأنَّ أطرافها القُصوَى لها حِلَلُ

في كلِّ نَجْدٍ لها غَوْرٌ تُمهِّدُهُ

وكلُّ سَهلٍ بهِ من خَوفِها جَبَلُ

قد أدَّبَتْ كُلَّ نفسٍ في جَوانِبها

حَتَّى تأدَّبَ فيها الصَقْرُ والوَعِلُ

تَلوِي الرِّياحُ مثاني الرَّملِ عاصفةً

حتى تُصِيب أراضِيها فتَعْتَدِلُ

قدِ التَقَى الدِّينُ والدُّنيا بساحَتِها

كما الْتَقَى الكُحْلُ في الأجفانِ والكَحَلُ

في ظِلِّها لِلوَرَى من كلِّ طارقةٍ

أمنٌ وفي قلبِها من رَبِّها وَجَلُ

إذا انثَنَى صَوْلَجانُ المُلكِ في يَدِها

تَحطَّمَتْ منهُ بِيضُ الهِندِ والأسَلُ

تصمِي بأهدافِها الرَّامي ولو رَشَقَتْ

بأسْهُمِ الشُهْبِ عن قَوسِ الهَوَى ثُعَلُ

لها منَ الرأْي جَيشٌ تحتَ رايتِهِ

جيشٌ به تأمُرُ الدُنيا فتَمْتَثِلُ

يَظَلُّ في البحر من إطباقِهِ لُجَجٌ

تعلو وفي البَرِّ من إخفاقِهِ زَجَلُ

إذا سَقَى القومَ كأساً من وقائعهِ

كفاهمُ النَهْلُ أن يُستأنفَ العَلَلُ

افدِي التي لَبِست من مجدِ دَوْلتِها

تاجاً فهانَ عليها الحَلْيُ والحُلَلُ

صانَ القريضَ عن الدَعوَى تفرُّدُها

بين الكرائمِ حتى ليسَ يُنتَحلُ

قد هاجَ إلاَّ عليها الخُلفُ غارقةً

فيهِ المُلوكُ ولم يَلحَقْ بها بَلَلُ

كالشَّمسِ بينَ بُدورٍ لا يُلِمُّ بها

نقصُ البدورِ ولا يغْتالُها الطَفَلُ

قريرةُ العينِ تَرعَى المُلكَ ساهرةً

على العِبادِ فنامَتْ حَوْلها المُقَلُ

لمُشكِلِ الرأيِ في أجفانِها قمرٌ

يَدنُو ولو أنَّه في بُعدِهِ زُحلُ

يا مَنْ دَعاني إلى صَوْغِ الثناءِ لها

من صِيتها قد دَعَتْني قَبْلَكَ الرُسُلُ

لا يَمنَعُ البعدُ جَدواها وشُهرتهَا

إنّ الدَرارِي إلينا ضَوْءها يَصِلُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة إن قلت ويحك فافعل أيها الرجل

قصيدة إن قلت ويحك فافعل أيها الرجل لـ ناصيف اليازجي وعدد أبياتها ثلاثة و ثلاثون.

عن ناصيف اليازجي

ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط. شاعر من كبار الأدباء في عصره، أصله من حمص (سورية) ومولده في كفر شيما بلبنان ووفاته ببيروت. استخدمه الأمير بشير الشهابي في أعماله الكتابية نحو 12سنة، انقطع بعدها للتأليف والتدريس في بعض مدارس بيروت وتوفي بها. له كتب منها: (مجمع البحرين -ط) مقامات، (فصل الخطاب -ط) في قواعد اللغة العربية، و (الجوهر الفرد -ط) في فن الصرف وغيرها. وله، ثلاثة دواوين شعرية سماها (النبذة الأولى -ط) و (نفحة الريحان -ط) و (ثالث القمرين -ط) .[١]

تعريف ناصيف اليازجي في ويكيبيديا

ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط بن سعد اليازجي (25 مارس 1800 - 8 فبراير 1871)، أديب وشاعر لبناني ولد في قرية كفر شيما، من قرى الساحل اللبناني في 25 آذار سنة 1800 م في أسرة اليازجي التي نبغ كثير من أفرادها في الفكر والأدب، وأصله من حمص. لعب دوراً كبيراً في إعادة استخدام اللغة الفصحى بين العرب في القرن التاسع عشر، عمل لدى الأسرة الشهابية كاتباً وشارك في أول ترجمة الإنجيل والعهد القديم إلى العربية في العصر الحديث. درّس في بيروت.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ناصيف اليازجي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي