إنا محيوك فأسلم أيها الطلل

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة إنا محيوك فأسلم أيها الطلل لـ القطامي التغلبي

اقتباس من قصيدة إنا محيوك فأسلم أيها الطلل لـ القطامي التغلبي

إنَّا مُحيّوكَ فأسلَم أيُّها الطَّللُ

وإن بُلِيتَ وإن طالت بك الطِّيَلُ

إني اهتديتُ لتسليمٍ على دمَنٍ

بالغمرِ غيَّرهُنَّ الأعصُرُ الأوَلُ

صافَت تُمَعِّج أَعناقَ السيولِ به

من باكرٍ سَبِطٍ أو رائِحٍ يَبِلُ

فَهُنّ كالخِللِ الموشي ظاهرُها

أو كالكتابِ الذي قد مَسَّهُ البَلَل

كانت منازلَ مِنَّا قد تحِلُّ بها

حتى تغيَّرَ دَهرٌ خائِنٌ خَبِلُ

ليس الجديدُ به تبقى بشاشتُه

إِلا قليلاً ولا ذو خِلةٍ يَصِلُ

والعَيشُ لا عَيشَ إِلاَّ ما تَقَرُّ به

عَينٌ ولا حالةٌ إِلا سَتَنتَقِلُ

والنَّاسُ مَن يَلقَ خيراً قائلونَ له

ما يَشتَهي ولأُمِّ المخطِىءِ الهَبَلُ

قد يُدرِكُ المتأني بَعضَ حاجَتِهِ

وقد يكونُ مع المُستَعجِلِ الزَّلَلُ

أمسَت عُلَيّةُ يرتاحُ الفؤادُ لها

وللرواسِمِ فيما دونَها عَمَل

بكل مخترقٍ يجري السَّرابُ به

يُمسي وراكبُه مِن خَوفِهِ وَجِلُ

يُنضي الهِجانَ التي كانت تكونُ بها

عُرضيَّة وَهبابٌ حينَ تَرتحِلُ

حتى ترى الحُرَّةَ الوجناءَ لاغبةً

والأرحبيِّ الذي في خَطوه خَطَلُ

خُوصاً تُديرُ عيوناً ماؤُها سَرِبٌ

على الخدودِ إذا ما اغرورق المُقَلُ

لواغبَ الطَّرفِ منقوباً حواجِبُها

كأنها قُلُبٌ عاديّةٌ مُكُلُ

يَرمي الفِجاجَ بها الركبانُ معترِضاً

اعناقَ بُزَّلِها مُرخَىً لها الجُدُلُ

يَمشينَ رَهواً فلا الاعجازُ خاذلةٌ

ولا الصدورُعلى الاعجازِ تَتَّكِلُ

فَهُن معترضاتٌ والحصى رَمِضٌ

والرِّيحُ ساكِنةٌ والظِلُّ مُعتَدِلُ

يَتبَعنَ ساميةَ العينينِ تحسَبُها

مَجنونةً أَو ترى مالا ترى الابل

لما وَرَدنَ نَبِيّاً واستتبَّ بها

مُسحَنفِرٌ كخطوطِ السِّيحِ مُنسَحِلُ

على مَكانٍ غِشاشٍ ما يُقيم به

إِلاَّ مغيِّرُنا والمُستقي العَجِلُ

ثم استَمَرِّ بها الحادي وجنَّبَها

بَطنَ التي نبتُها الحَواذانُ والنَفَلُ

حتى وَرَدنَ رَكيَّاتِ العُوَيرِ وَقَ

كادَ المُلاءُ من الكتّانِ يَشتَعِلُ

وقد تعرَّجتُ لما وَرَّكَت أرَكاً

ذاتَ الشِّمالِ وعن أيمانِنا الرِجَلُ

على مُنادٍ دَعانا دَعوةً كَشَفَت

عَنَّا النُعاسَ وفي أَعناقِنا مَيَلُ

سَمِعتُها ورِعانُ الطَودِ مُعرضةٌ

من دونِها وكثيبُ العَيثةِ السَّهلُ

فقلت للرَّكبِ لمَّا أَن علا بهمُ

مِن عَن يمينِ الحُبيَّا نظرَةٌ قَبَلُ

ألمحةً من سنى برقٍ رأى بَصَري

أَم وَجهَ عاليةَ اختالَت بهِ الكِلًلُ

تُهدي لنا كُلَّ ما كانت علاوتُنا

ريحَ الخُزامى جرى فيهاالندى الخَضِلُ

وقد أَبِيتُ إذا ما شئتُ باتَ معي

على الفِراشِ الضجيعُ الأغيَدُ الرَّتِلُ

وقد تُباكرني الصَّهباءُ ترفعُها

اليَّ ليِّنةٌ أطرافُها ثِمِلُ

أقولُ للحَرفِ لمّا أَن شكَت أُصُلا

من السِّفارِ فأفنى نَيَّها الرَّحَلُ

إن ترجِعي مِن أبي عُثمانَ مُنجحةً

فقد يَهونُ على المُستَنجحِ العَمَلُ

أَهلُ المدينةِ لا يَحزُنكَ شانُهم

إذا تخطَّأَ عبدَ الواحِدِ الأَجلُ

أمَّا قريشٌ فَلَن تلقاهم أبَداً

إِلاَّ وهم خيرُ مَن يحفى وَينتَعِلُ

إِلاَّ وهُم جَبَلُ الله الذي قَصُرت

عَنه الجبالُ فما ساوى به جَبَلُ

قَومٌ هُمُ ثبّتوا الاسلامَ وامتنعوا

قَومَ الرسولِ الذي ما بَعدَه رُسُلُ

مَن صالحوه رأى مِن عَيشهِ سَعةً

ولا ترى مَن أرادوا ضَره يثِلُ

كَم نالني مِنهُمُ فضلٌ على عَدَمٍ

إذ لا أكادُ مِن الإقتارِ أَحتَمِلُ

وَكَم مِنَ الدَّهرِ ما قد ثبّتوا قدمي

إذ لا أزالُ مَعَ الأعداءِ أَنتَضِلُ

فلا هُمُ صالحوا مَن يبتغي عَنتي

ولا هُمُ كدَّروا الخَيرَ الذي فعَلُوا

هُمُ الملوكُ وابناءُ الملوكِ هُمُ

والآخذون به والسَّاسَةُ الأُوَلُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة إنا محيوك فأسلم أيها الطلل

قصيدة إنا محيوك فأسلم أيها الطلل لـ القطامي التغلبي وعدد أبياتها اثنان و أربعون.

عن القطامي التغلبي

عُمير بن شُييم بن عمرو بن عبّاد، من بني جُشَم بن بكر، أبو سعيد، التغلبي الملقب بالقطامي. شاعر غزل فحل، كان من نصارى تغلب في العراق، وأسلم. وجعله ابن سلّام في الطبقة الثانية من الإسلاميين، وقال: الأخطل أبعد منه ذكراً وأمتن شعراً. وأورد العباسي (في معاهد التنصيص) طائفة حسنة من أخباره يفهم منها أنه كان صغيراً في أيام شهرة الأخطل، وأن الأخطل حسده على أبيات من شعره. ونقل أن القطامي أول من لُقب (صريع الغواني) بقوله: صريع غوان راقهنّ ورقنه لدن شبَّ حتى شاب سود الذوائب من شعره البيت المشهور: قد يدرك المتأني بعض حاجته وقد يكون مع المستعجل الزلل له (ديوان شعر- خ) . والقطامي بضم القاف وفتحها. قال الزبيدي: الفتح لقيس، وسائر العرب يضمون.[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي