إلى كم نعاني فرقة بعد فرقة

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة إلى كم نعاني فرقة بعد فرقة لـ حسن حسني الطويراني

اقتباس من قصيدة إلى كم نعاني فرقة بعد فرقة لـ حسن حسني الطويراني

إِلى كَم نعاني فرقةً بعد فرقةِ

وَكَم ذا نلاقي غصةً بعد غصةِ

وَكَم نبهج الدُنيا بحلو الفكاهةِ

وَنرشف منها كُلَّ كَأسٍ مريرة

وَكَم يجهد الإِنسان في جَمع صحبةِ

تمزقها الدُنيا بهول التشتت

وَكَم نَلهى بالآمال ندهى بغرة

عليها يكر الدَهر من كُل وجهة

فَإِياك أِن تزهى بنضرة عيشة

وَلا تله في الدُنيا بقرب وَوصلة

جهولٌ فتىً أغراه دهرٌ بنعمةِ

أَلا ما لأيام الزَمان تغرُّنا

كَأَن اللَيالي الخادعات تسرُّنا

وَكُل سُرور المرء حزنٌ وَإن دنا

قريبٌ سينأى وَالهُموم من الهَنا

وَكُل لقاءٍ للفراق وَللعنا

وَكُل بَقاءٍ للمصارع وَالفَنا

فَمن بات ملآن الجُفون عَلى الهَنا

دَهتهُ صُروفُ الدَهر سالمَ أَو جنى

فَما حق أَن تجرى عيونُك أَعينا

وَما حق أَن يُكوَى الفؤادُ تحزُّنا

متى كان ما تهوى ليوم كريهةِ

وَماذا يُرجَّى في الزَمان أَبي العجبْ

وَما يبلغ المجهود للوجد من أَربْ

سِوى ما يربَّى للفجائع وَالتربْ

وَما يكسب الحسرات من نال واكتسبْ

وَما المَرء في الدُنيا وَإِن سره الطَلب

وَنال عَلى حَتم الأَمان وما طلب

سِوى سائرٍ بَين المهامه مغترب

أَحط بحيٍّ رحلَه وَاصطفى وهب

أَتته صُروف الدَهر حينا كما أَحب

فَهل هوَ إلا للترحل مرتقب

متى شاقه حِلٌّ يراعُ برحلةِ

فماذا ترجّي يا ابنَ آدمَ بعد أنْ

تَبيّن أَنْ كلُّ السُرور إِلى الحزنْ

فَأَين الألى سادوا وَشادوا وَأَين من

تعالى بجاهٍ أَو سطا إِذ سَطا وَمَن

وَأَين الرِجال السالفون عَلى الزَمَن

وَأَين مُلوك الأَرض ذو البطش وَالمنن

تقضّوا فكلٌّ بالذي نال مرتهن

لذاك يقول الحزم يدريه من فطن

إِذا كان عقبى ما يقي جسمَك الكفن

وَبَعد القُصورِ القبرُ تَأخذه سكن

فماذا ترجي من جمال ونضرة

فيا قَلب دَع ذكر الأُلى أيدوا اللوى

وَمرّ بهم عنا الزَمان وَقَد لَوى

فَلا دهرنا يسدي إِليك بما حَوى

وَلا أَنتَ تَنأى من جنونك في الهَوى

وَلا تَرتجي مما أَضرّ بنا دوا

فَيا عين لا تبكي عَلى القرب وَالنَوى

فَإِني أَرى غصنَ الملاحة قد ذوى

وَمِن فَوقه بدر البشاشة قَد هَوى

وَعرش المَعالي وَالمَكارم قَد خَوى

وَأَصبحت في شغل عن الحُب وَالهَوى

بحزني على الشهم السعيد بن عودةِ

سَعيدٌ نَعَمْ نِعْمَ السعيدُ بجنة

وَرحمة مَولانا وَنعمى مقيمة

لقد كُنت في الأَيام مرضي البرية

بحسنٍ وإحسانٍ وطيبِ الطوية

وَقَد كنت فيهم كالضيا في الدُجُنَّة

وَكالزَهرة الزَهراء في دَوح جنة

فَيا طُول مبكا ذي النُّهى وَالفتوة

بعينٍ عَلى مر الليالي معينة

وَيا حيرة الراجين ذا الأَلمعية

يحق لهم أَن يندبوك بحسرة

إلى أن ترى الدنيا تمنُّ بعودة

فَيا أَيُّها الشَهم الهمامُ المكرّمُ

وَيا مَن بِهِ كنزُ المَعارف يُختَمُ

لَئن كانَ موتك محزناً فهو محتم

فَليسَ عجيباً هكذا اللَه يحكم

وَلَكن عجيب أَن نصحَّ وَتسقم

وَيحيى عليلٌ بعدَ مَوتك يسلم

وَكَيفَ يداً مدّ الزَمان وَيَعلم

بِأَنك إن تنأى يُهان وَتكرم

وَلكنه من بعد هذا سيندم

وَهَيهات لا يجدي عليه التندم

كمسترجعٍ ما فاته بالتلفت

عجيباً لموتك يا حياةَ ذوي الرَدى

بِهِ الآن قَد أَبقيتَ لي الحُزنَ سرمدا

فَكَم صدّع الأَكبادَ إذ قال منشدا

لِسانُ العلا قد ماتَ مَن كانَ سَيدا

وَمَن كانَ ما بين الحزامة وَالجَدَا

لكلِّ بَني الأَيام بالحق مقتدى

وَمَن كانَ مَلهى ذي المَودة وَالعِدا

وَمَن كانَ يَشفي من يَرى يَومه غَدا

وَلَم يَرتضي أَن تمضي أَيامُه سُدى

فَلم يُمضِها إلا هُدىً أَو تعبدا

لخالقه أو نافعاً للخليقة

فَأَيّ فُؤاد في النَوى لا يُرَوّعُ

وَأَيّ عُيون لَيسَ تَبكي فتهمعُ

وَمِن هَوله في كُلِّ جَمعٍ تفجُّعُ

وَفي كُل ناد للمحبين مصرعُ

إِذا قيل أَينَ الطَيّبُ الخَلق الأَورع

أَو إن قيل أَين الثابت الجاش الأَروع

وَمَن هوَ بِالتَقوى يَضر وَينفع

وَبِالحَزم يوصل ما يَشاء وَيَقطع

وَفي اللَه يعطي ثم في اللَه يمنع

فقيل احتوى تِلكَ المَكارم بلقع

فأمسى دفيناً ربها بعد عزة

لِيَومك تَبكي الذارياتُ وَتَهمعُ

وَفي خطبه هذى القُلوب تُصدَّعُ

فَيا قمراً قَد غابَ هيهات تَطلعُ

وَيا نائياً عنّا لقد عزَّ مرجعُ

سَنبكيك حتماً ما بقينا وَنَجزع

وَإِن كانَ حزن المَرء ما لَيسَ يَنفع

فَلله نَشكو الدَهر يا من نودّع

وَيا من عليهِ الصَبر وَالحَزم يُخلَع

لَقد راش سَهماً خطبُه لَيسَ يُدفَع

وَطافَ بكأسٍ لا تكاد تجرَّع

ولكن مزجناها بدمع فساغتِ

لَقَد كُنت رُوحاً للعديم مداويا

وَقَد كُنت بُشراه وَإِن كانَ باليا

فَكَم ناظر خَلَّفتَ مذ بِنتَ باكيا

وَكَم من فؤاد صارَ بعدك شاكيا

فَيا مَن بَكى قَد طالَ مبكاك نائيا

وَيا نادباً تلكَ المَكارمَ ناعيا

يحق إِذا تَبكي وَتُبكي السوى وَيا

محبّاً رثى هل تدري من كنت راثيا

هوَ البَدر فارثيهِ فَقَد كانَ هاديا

هوَ البَحر فَابكِ البحر كَم رَوَّى صاديا

سعيدٌ سعيدٌ في الجنان العلية

كَفى أَسفاً أَن يحتوي البحرَ برزخُ

فَينأى وَلا ميلٌ هناك وَفَرسخُ

وَكَيفَ هوى من أُفقه البَدرُ أَو أَخو

هزبرِ الوَغى يَرضى الثَرى وَهوَ أَبذخ

أَقول وَلي دَمعٌ عَلى الخَد يَنضخ

وَقَلبٌ بنيران الجَوى لا يُبوّخ

وَصبرٌ تناهى وَالحزامةُ تُنسَخ

وَمِن دُون نيلي تلكمُ الترْبُ سربخ

ألا آل عوده اصبروا لات مصرخ

أَو ابكوا عَلى ذاكَ العَزيز وَأَرّخوا

سعيدٌ مقامك آب في دار رحمة

شرح ومعاني كلمات قصيدة إلى كم نعاني فرقة بعد فرقة

قصيدة إلى كم نعاني فرقة بعد فرقة لـ حسن حسني الطويراني وعدد أبياتها اثنان و سبعون.

عن حسن حسني الطويراني

حسن حسني باشا بن حسين عارف الطويراني. شاعر منشئ، تركي الأصل مستعرب، ولد ونشأ بالقاهرة وجال في بلاد إفريقية وآسية، وأقام بالقسطنطينية إلى أن توفي، كان أبي النفس بعيداً عن التزلف للكبراء، في خلقته دمامة، وكان يجيد الشعر والإنشاء باللغتين العربية والتركية، وله في الأولى نحو ستين مصنفاً، وفي الثانية نحو عشرة. وأكثر كتبه مقالات وسوانح. ونظم ستة دواوين عربية، وديوانين تركيين. وأنشأ مجلة (الإنسان) بالعربية، ثم حولها إلى جريدة فعاشت خمسة أعوام. وفي شعره جودة وحكمة. من مؤلفاته: (من ثمرات الحياة) مجلدان، كله من منظومة، و (النشر الزهري-ط) مجموعة مقالات له.[١]

تعريف حسن حسني الطويراني في ويكيبيديا

حسن حسني الطويراني (1266 - 1315 هـ / 1850 - 1897 م) هو حسن حسني باشا بن حسين عارف الطُّوَيْراني.صحافي وشاعر تركي المولد عربي النشأة. ولد بالقاهرة، وطاف في كثير من بلاد آسيا وأفريقيا وأوروبة الشرقية. كتب وألف في الأدب والشعر باللغتين العربية والتركية، وأنشأ في الأستانة مجلة «الإنسان» عام 1884، ومن ثم حولها إلى جريدة ، لخدمة الإسلام والعلوم والفنون؛ وظلت إلى عام 1890 باستثناء احتجابها عدة أشهر. جاء إلى مصر واشترك في تحرير عدة صحف. تغلب عليه الروح الإسلامية القوية. ومن كتبه: «النصيح العام في لوازم عالم الإسلام»، و«الصدع والالتئام وأسباب الانحطاط وارتقاء الإسلام»، و«كتاب خط الإشارات» وغيرها. له ديوان شعر مطبوع عام 1880.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي