إلى صاحبة السمو .. حبيبتي سابقاً

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة إلى صاحبة السمو .. حبيبتي سابقاً لـ نزار قباني

.. وتزوجت أخيرا ..
بئر نفط ..
وتصالحت مع الحظ أخيرا ..
كانت السحبة – يا سيدتي – رابحة
ومن الصندوق أخرجت أميرا ..
عربي الوجه .. إلا أنه ..
ترك السيف يتيماً .. وأتى
يفتح الدنيا شفاهاً .. وخصورا
فاستريحي الآن .. من عبء الهوى
طالما كنت تريدين أميرا ..
تتسلين به وقتاً قصيرا ..
يتسلى بك – يا سيدتي – وقتاً قصيرا
ويمد الأرض ، من تحتك ، ورداً وحريرا
فاشربي نفطاً .. وسبحان الذي
جعل البترول مسكاً وعبيرا ..
.. وتزوجت أخيراً ملكاً ..
من ملوك الخلفاء الراشدين
وملكت الدين والدنيا معاً ..
فاسجدي شكراً لرب العالمين
رازق الطير على أشكالها ..
مسقط الغيث ، ملاذ التائهين
باعث الأموات من أكفانهم
باريء المرضى ، وكافي المعدمين
واهب النفط لمن يختارهم
من بنيه الصالحين ..
.. كانت السحبة يا سيدتي رابحة
- مثلما قدرت – والصيد ثمين
وأنا غير حزين ..
لا تظني أبداً .. أني حزين
فأنا أعلم ، يا سيدتي ، علم اليقين
ما تسرين .. وماذا تعلنين
وأنا يا سيدتي
أكثر الخيل التي كنت عليها تلعبين ..
وأنا أعرف يا سيدتي
كيف خططت سنيناً ملكاً ..
من ملوك الخلفاء الراشدين ..
لم يفاجئني الخبر ..
حين طالعت الجريده ..
ورأيت الشمع ، والأطفال ، والثوب الموشى بالذهب
ورأيت الرجل المسحوب بالقرعة ..
معروضاً كبرواز الخشب ..
لم يحركني الخبر ..
حين شاهدتك في كل الصور
تتثنين كطاووس .. شمالاً ويميناً
وتذوبين حياء وخفر
وتشدين على كف النبي المنتظر ..
لم يساورني العجب
فهواياتك كانت دائماً ..
جمع فرسان الخشب ..
.. وتأملت شعوري ..
وأنا أقرر أخبار زفافك
كيف لم أحزن .. ولم أفرح ..
ولا طرت سرورا ..
كيف لم أعبأ .. ولم أبرق ..
ولم أرسل زهورا ..
كيف في ثانية مات شعوري ..
فالتي أشعلت في معبدها قنديل عمري
لم تعد تعني قليلاً أو كثيرا ..
كيف ألقيت على الأرض الجريده ؟
ونسيت العرس أضواء ، ورقصاً ، وكؤؤوسا
وتأملت التصاوير أمامي ..
غير أني لم أجد فيها العروسا ..
.. وتسليت كثيرا ..
حين أبصرتك يا سيدتي ،
تقطعين الكعكة الكبرى ..
وتمشين كما تمشي اللعب
وتمضين أمام الناس براوز الخشب
وتشيدين بأنساب قريش
وفتوحات العرب ..
وتعجبت لنفسي ..
لم أكن أشعر في أي أسى
لم أكن أشعر في أي غضب ..
فانا عرفت يا سيدتي
أن أحلامك أن تلتقطي ..
بدوياً عاشقاً ..
يرهن التاريخ عند امرأة ..
ويبيع الله في جلسة جنس وطرب ..
*

ألف مبروك .. أيا سيدتي
وأدام الله بترول العرب ..

عن نزار قباني

نزار قباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) شاعر سوري معاصر من مواليد مدينة دمشق.

تعريفه من ويكيبيديا

نزار بن توفيق القباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) دبلوماسي وشاعر سوري معاصر، ولد في 21 مارس 1923 من أسرة عربية دمشقية عريقة. إذ يعتبر جده أبو خليل القباني من رائدي المسرح العربي. درس الحقوق في الجامعة السورية وفور تخرجه منها عام 1945 انخرط في السلك الدبلوماسي متنقلًا بين عواصم مختلفة حتى قدّم استقالته عام 1966؛ أصدر أولى دواوينه عام 1944 بعنوان "قالت لي السمراء" وتابع عملية التأليف والنشر التي بلغت خلال نصف قرن 35 ديوانًا أبرزها "طفولة نهد" و"الرسم بالكلمات"، وقد أسس دار نشر لأعماله في بيروت باسم "منشورات نزار قباني" وكان لدمشق وبيروت حيِّزٌ خاصٌّ في أشعاره لعلَّ أبرزهما "القصيدة الدمشقية" و"يا ست الدنيا يا بيروت". أحدثت حرب 1967 والتي أسماها العرب "النكسة" مفترقًا حاسمًا في تجربته الشعرية والأدبية، إذ أخرجته من نمطه التقليدي بوصفه "شاعر الحب والمرأة" لتدخله معترك السياسة، وقد أثارت قصيدته "هوامش على دفتر النكسة" عاصفة في الوطن العربي وصلت إلى حد منع أشعاره في وسائل الإعلام.—قال عنه الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة : (نزار كما عرفته في بيروت هو أكثر الشعراء تهذيبًا ولطفًا).

على الصعيد الشخصي، عرف قبّاني مآسي عديدة في حياته، منها مقتل زوجته بلقيس خلال تفجيرٍ انتحاري استهدف السفارة العراقية في بيروت حيث كانت تعمل، وصولًا إلى وفاة ابنه توفيق الذي رثاه في قصيدته "الأمير الخرافي توفيق قباني". عاش السنوات الأخيرة من حياته مقيمًا في لندن حيث مال أكثر نحو الشعر السياسي ومن أشهر قصائده الأخيرة "متى يعلنون وفاة العرب؟"، وقد وافته المنية في 30 أبريل 1998 ودفن في مسقط رأسه، دمشق.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي