إلى أي حين أرسل الشعر شاكيا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة إلى أي حين أرسل الشعر شاكيا لـ رشيد أيوب

اقتباس من قصيدة إلى أي حين أرسل الشعر شاكيا لـ رشيد أيوب

إِلى أيِّ حينٍ أُرسِلُ الشّعرَ شاكِيَا

وَحتى مَتى أرعَى النّجُومَ الدّرَارِيَا

وَتطلُبُ نفسي من زَماني صَداقةً

وَهَيهاتِ أن تَلقَاهُ إِلاّ مُعَادِيا

تَحُطّ الرّزايا رَحلَهَا عِندَ خَافِقٍ

بِسَفحِ ضُلوعٍ ساكِنَاتٍ شمالِيَا

وتمشي عَلى إِثرِ اللّيالي التي غَدَت

بصَدري دَلِيلات الرّزَايا هَوَادِيَا

أُزَحزِحُ قُطبَ النّفسِ عن مُستَقَرّهِ

وأدمي فُؤادي إن بَعَثتُ القَوَافِيَا

أذلك ذَنبي يَا زَمَانٌ بِأنّني

قَضَيتُ مَشيبي في الوَفا وَشَبابِيَا

ولي حَسَنَاتٌ يا زَمَانُ كَثيرَةٌ

فَما لَكَ تَرويهَا عَلَيّ مَساوِيَا

خُلِقتُ ولي نَفسٌ تجُولُ لَدى العُلى

وَلَو كانَ فَوقَ الأرضِ جسميَ ماشِيَا

فَمَهما تَرَامَت بي يداكَ فإنّني

عَلى الرّغمِ لم أبرَح أشِيدُ الأمانِيَا

عَلى أنها دنيَا لكُلِّ زَمَانُهُ

ولا بُدّ في دُنيَايَ ألقى زَمانِيَا

فَلا تحسبوا أني أُصِبتُ بِجنّةٍ

إِذا جَنّني لَيلي وَبِتُّ مُنَاجِيَا

فذلك دأبي مُذ دبَبتُ وشِيمَةٌ

شَبَبتُ عَلَيها إن ذكرتُ بِلاديا

مغانٍ شَدَوتُ الأمس حُبّاً بذكرِها

فأصبَحتُ أبكي اليَومَ تلكَ المَغانِيَا

أناخَت عَوَادي الدَّهرِ فيها رحالها

غَداةَ تعَدّت طَودَهَا والرّوَابِيَا

أُعَلّلُ نَفسي بِالقَوافيَ تاَرَةً

وَطَوراً تَرَاني شَاخِصَ الطرف ساهِيَا

أحُثّ مَطَايا الفِكرِ نحوَ ديارِهم

غَداةَ سَطَا دَهري فَقَصّ جَنَاحِيَا

وَأذكُر أوطَاني وللعينِ أدمُعٌ

وفي القَلبِ نارٌ إن تذكّرتُ آلِيَا

ألا لَيتَ شِعري هَل غَديرٌ أُحِبّهُ

تعلَّمتُ منهُ النّوحَ ما زالَ جارِيَا

وهل ذلكَ الوادي الذي بِشمالِهِ

ترَعرَعتُ حُرّاً يذكُرُ اليوم نائِيَا

وَهل نَسَماتٌ عِند صِنّينَ لم تَزَل

مهينمَةً تدري بحالي وما بِيَا

وَيا نبعَهُ هَلاّ لقَلبي جرعَةٌ

من المَاءِ أحسوها فتحيي فُؤاديَا

فللهِ عَيشي فيه كَم كان مخصباً

وللهِ عَيشي فِيهِ كَم كانَ حالِيَا

أُقَلّبُ طَرفي في محِيطي فَلا أرَى

منَ القَومِ إِلاّ خاليَ البالِ لاهِيَا

رُوَيدكُمُ يا قَومُ فالجوعُ قد سَطَا

وعَمّ فأعمى النّائِحاتِ البَوَاكِيَا

رُوَيدكُمُ يا قَومُ فالوَطَنُ الّذى

تدَفّقَ مِنهُ الخَيرُ قد صارَ خالِيَا

كَأني بِسوريا وَقَد طَالَ عَهدُها

عَلى مَضَضِ الأَيّامِ تخشى التّلاشِيَا

كَأني بِلُبنَان وَقَد نَطَحَ السُّهَى

وَعَينَاهُ تجتازُ البُحُورَ الطّوَامِيا

يَشقّ عَلَيهِ أن يَرَى كُلّ نازِحٍ

سَقاهُ زُلالاً يُنكرُ اليوم ساقِيَا

هنالكَ خلف البَحرِ أرضٌ بعيدةٌ

أُديرُ إِلَيها كُلّ حينٍ لحاظِيَا

أفَكّرُ في ما قد غَشاها مِنَ الأسى

فَأثني عنانَ الفِكرِ جَذلانَ باكِيَا

لِعِلميَ أن لا بُدّ للقَمَرِ الّذي

عَرَاهُ خسوفٌ أن يُنيرَ الدّياجِيَا

فَكَم نَكبَةٍ كانت سَبِيلاً إِلى العُلى

وكَم يستطيبُ الماء مَن كان صَاديا

نَذُمّ الدواهِي إن دهتنَا ورُبّمَا

إذا رَحَلَت عَنّا مَدَحنا الدّواهِيا

فما هِيَ إِلاّ كالغيومِ إذا انجَلَت

تُخَلّفُ جَوّاً مشرِقَ الوَجهِ صَافِيَا

شرح ومعاني كلمات قصيدة إلى أي حين أرسل الشعر شاكيا

قصيدة إلى أي حين أرسل الشعر شاكيا لـ رشيد أيوب وعدد أبياتها أربعة و ثلاثون.

عن رشيد أيوب

رشيد أيوب. شاعر لبناني، اشتهر في (المهجر) الأميركي، ولد في سبكتنا (من قرى لبنان) ورحل سنة 1889 م، إلى باريس، فأقام ثلاث سنوات، وانتقل إلى مانشستر فأقام نحو ذلك، وهو يتعاطى تصدير البضائع، وعاد إلى قريته، فمكث أشهراً. وهاجر إلى نيويورك، فكان من شعراء المهجر المجلين، واستمر إلى أن توفي، ودفن في بروكلن. كان ينعت بالشاعر الشاكي، لكثرة ما في نظمه من شكوى عنت الدهر. له: (الأيوبيات - ط) من نظمه، نشره سنة 1916، و (أغاني الدرويش - ط) نشره سنة 1928، و (هي الدنيا - ط) سنة 1939.[١]

تعريف رشيد أيوب في ويكيبيديا

رشيد أيوب (1288 هـ - 1360 هـ = 1871 - 1941 م) شاعر لبناني، اشتهر في (المهجر) الأميركي. وأحد أعضاء الرابطة القلمية وهي جمعية أدبية تعنى بالأدب العربي في نيويورك. لقب بالشاعر الشاكي لكثرة شكواه من قسوة الدهر وبالدرويش لإصداره ديوانا شعريا بنفس الاسم. وأصدر ثلاثة دوواين شعرية هي «الأيوبيات» و«هي الدنيا» و«أغاني الدرويش».[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. رشيد أيوب - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي