إذا أنا أودعت التراب فلن ترى

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة إذا أنا أودعت التراب فلن ترى لـ أبو حيان الأندلسي

اقتباس من قصيدة إذا أنا أودعت التراب فلن ترى لـ أبو حيان الأندلسي

إِذا أَنا أَودِعتُ التُرابَ فَلَن تَرى

كَمثليَ نَحويّا أَحدَّ وَأَحذَقا

وَأَنقلَ أَحكاماً وَأَكثرَ شاهِداً

وَألزمَ تَنقاداً وَأَحسنَ مُنتَقى

وَأَلخَصَ لَفظاً زالَ عَنهُ فضولُهُ

وَأَغوصَ مَعنىً كانَ أَعيى المُدَقِّقا

وَأَنثَر للزُهرِ اللآلي بَلاغةً

وَأَنظمَ للزُهرِ الدَراري تَأنُّقا

مَضى لي في التَحصيلِ سَبعون حِجَّةً

نَهاراً وَلَيلاً جامِعاً ما تَفَرَّقا

فَأَخرَجتُ بِالبَحرِ المُحيطِ لآلئاً

نظمتُ بِهِ عِقداً بِهِ الدَهرُ طُوِّقا

حَشدتُ بِهِ أَقوالَ كُل مُفَسِّرٍ

وَأَخرَجتُ مِن ذهني لِنَقدي مَيلقا

سَبرتُ بِهِ ما بَهرَجُوا وَانتقَدتُهُ

وَألقيتُ ما قَد كانَ زيغاً منمَّقا

وَأَخلَصتُهُ صَفواً صَحائفَ حِكمَةٍ

بِها أُنسُ مَن قَد كانَ للحقِّ شَيِّقا

وَأنقَ ذا العقلِ السَليمِ رآؤُهُ

وَلَولا اِنتقادِهِ لَما كانَ مُونِقا

وَلا فَخرَ بَل لِلَّهِ حَمديَ دائِماً

وَشُكري عَلى ما كانَ لي مِنهُ وَفَّقا

وَلَما ذَوى علمُ الكِتابِ بِعَصرِنا

تَعهَّدتُهُ حَتّى لأَصبَحَ مُورِقا

وَقَد ماتَ أَشياخ الأُلى يَقرؤونَهُ

وَخُلِّفتُ فَرداً كانَ لي بَعدهم بَقا

فَأَقرأتُهُ لِلناسِ مُوضِحَ مُشكِلٍ

وَفاتحَ بابٍ مِنهُ قَد كانَ مُغلَقا

تَفرَّدتُ في الدُنيا بِإقرائِهِ فَمَن

يَكُن يَدَّعي فيهِ فَليسَ مُصَدِّقا

وَجَرَّدتُ أَحكامَ الكِتابِ بِلَفظِهِ

وَتَرتيبِهِ فَالتاج بَدراً قَد أَشرَقا

فَمن ينقل الأَحكامَ مِنهُ كَأَنَّما

تُشافِهُهُ الأَعرابُ مَعنىً وَمَنطِقا

سَقى اللَهُ قَبراً سيبويهِ ثَوى بِهِ

مُلِثَّ الغَوادي ريقاً ثُمَ رَيِّقا

وَبَوَّأهُ دارَ المَقامَةِ في غَدٍ

بِما كانَ أَسدى مِن عُلومٍ وَحَقَّقا

وَتَعليقَةُ الصَفّارِ شَرحاً يجِلُّ ما

لَهُ قَد حَوى لَخَّصتُ تَلخيصَ ذي اِنتِقا

وَسميته الأَسفارَ مَع طرَرٍ حَوَت

مسائلَ لَيسَت في سِواهُنَّ تلتَقى

وَأَحييتُ تَسهيلَ الفَوائدِ إِذ غَدا

مَواتا طَريحا بَينَ كُتبِ الوَرى لقا

وَأَوضَحتُ مِنهُ مُشكِلاً وَاِنتَقَدتُهُ

وَزِدتُ فَأَضحى نيِّر الوَجهِ مُشرِقا

عَلى حينِ لَم يَجسر عَلى بَحثهِ امرُؤٌ

سِوايَ وَلَم يَقربهُ غَرباً وَمَشرِقا

بِهِ نُسِخت كُتبُ النحاةِ وَأُهمِلت

فَلَستَ تَرى يَوماً عَليهِنَّ رَونَقا

لأَظلَمَ إيضاحٌ وَأَقصوا مُقَرِّباً

كَذا جُمَلٌ مَعهُ المُفَصَّلُ مُزِّقا

وَقانونُ عِيسى وَالفُصُولُ وَنَظمُها

وَنَظمُ ابنُ مالٍ ما أَرَدَّ وَأَقلَقا

وَكافيّةُ ابنِ الحاجبِ اِحتجبَت فَما

تُرى وَهيَ نَزرٌ ما أَقلَّ وَأَغلَقا

وَأنشأتُ للتسهيلِ شَرحاً وَالارتشا

فِ نَشأً غَريبَ الوَضعِ بِالعَقلِ طُبِّقا

وَنَخَّلتُ مِن شَرحِ ابنِ مالِكٍ الَّذي

وَقَفنا لَهُ شَرحاً لَطيفا مُلَفَّقا

فَكَمَّلتُ بِالتَكميل ما كانَ ناقِصاً

فَغرَّب هَذا الشَرحُ عَنّا وَشَرَّقا

وَتَذكِرَتي كَم قَد حَوَت مِن فَضائِلٍ

شَواهدَ نَحوٍ مَع مَسائلَ تُنتَقى

شرح ومعاني كلمات قصيدة إذا أنا أودعت التراب فلن ترى

قصيدة إذا أنا أودعت التراب فلن ترى لـ أبو حيان الأندلسي وعدد أبياتها اثنان و ثلاثون.

عن أبو حيان الأندلسي

محمد بن يوسف بن علي بن يوسف بن حيان الغرناطي أثير الدين أبو حيان الجياني الأندلسي النحوي. كان من أقطاب سلسلة العلم والأدب وأعيان المبصرين بدقائق ما يكون من لغة العرب حكي أنه سمع الحديث بالأندلس وإفريقية والإسكندرية ومصر والحجاز من نحو 450 شيخاً، كان شيخ النحاة بالديار المصرية أخذ عنه أكابر عصره كان ثبتاً صدوقاً حجة سالم العقيدة من البدع درس النحو في جامع الحاكم سنة 704 هـ وأصبح مدرساً للتفسير في قبة السلطان الملك المنصور في عهد السلطان القاهر الملك الناصر وتولى منصب الاقراء بجامع الأقمر. توفي بالقاهرة 28 صفر 745 هـ ودفن بمقبرة الصوفية خارج باب النصر وصلي عليه بالجامع الأموي بدمشق صلاة الغائب، ورثاه الصفدي وذكره في نكت الهيمان. له (شرح التسهيل) ، و (مختصر المنهاج للنووي) و (الارتشاف) وغير ذلك.[١]

تعريف أبو حيان الأندلسي في ويكيبيديا

العلامة محمد بن يوسف بن علي بن يوسف بن حيان (654-745هـ) (1256-1344م)، أثير الدين، أبو حيان، الغرناطي الأندلسي الجياني النفزي. ولد في غرناطة سنة 654هـ، فقيه ظاهري.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي