أي قدس يضم هذا البناء

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أي قدس يضم هذا البناء لـ معروف الرصافي

اقتباس من قصيدة أي قدس يضم هذا البناء لـ معروف الرصافي

أيَّ قدس يضُمَ هذا البناء

حسدت أرضه عليه السماء

أن يكن فوق هذه الأرض شيء

فيه قدسيّةٌ فهذا البناء

هو من هذه البَنيّات لكن

شرُفت بالمقاصد الأشياء

كلما جئته مُلمّاً تجلّت

لي من تحت أسّه العلياء

هو بِكر في ذي البلاد وللأط

فال فيه حماية عذراء

لم نكن قبل ذا نُفكّر فيما

فكّرت فيه قبلنا الرُحماء

كان للبُؤس في المواطن لفح

من سَموم تذوي به الرضعاء

ربّ طفل أودت به قِلّة الدَرّ

على أن أمّه ثَدياء

أمّه من أبيه آمت فأمست

ينهك البؤس جسمها والشقاء

فحكى شخصها الخَيالة إذ لا

ح ذبول بجسمها وأرتخاء

وأرتمى ثديها وفيه جَفاف

لم يكن للرضيع فيهِ غذاء

فهو أن لم يعِش فموت مُريح

وهو أن عاش عاش فيه الداء

هكذا كانت المواليد تحيا

ولها من حياتها افناء

ومن اللؤم أن نرى عندنا الأط

فال تفنى لأنهم فقراء

لا غذاء في جَوفهم لا كساء

لا غطاء من فوقهم لا ِوطاء

علّ ميتاً لو عاش منهم لأضحى

فيه للناس مأمل ورجاء

ربّ من مات منهِم مات معه

شرف باذخ لنا وعَلاء

ليس موت الأطفال هيناً فقد ين

بُغ منهم نوابغٌ أذكياء

إنما هم كمثل أصداف بحر

لست تدري دُرّ بها أم خلاء

فلعلّ الطفل الذي مات منهم

مات عقل بموته ودهاء

أنه مثل وردة قطفتها

قبل ما فتحها يدٌ عسراء

جلّ هذا البناء حسناً وقدراً

فهو فيه فخامة ورُواء

وعلا في معارج الحمد حتى

لم تُطاوله في العُلا الجوزاء

كلّما جال في مبانيه طرفي

لمعت لي من جُدره العلياء

ولقد دلّ أنّ مَن شيّدوه

سادة في طباعهم كُرَماء

شكر اللّه سعيهم من كرام

بلغوا من فَخارهم ما شاءوا

سوف يبقى لهم على الدهر ذكر

فيه حمد لهم وفيه ثناء

فاز مَن شيّدوه بالحمد وأسوَدّ

ت وجوهاً بخزيها البخلاء

لا تُرَع أيها البناء المُعلّى

فلمرضى الأطفال فيك شفاء

ولهم فيك مرضعات حوانٍ

ولهم فيك طبّهم والدواء

ولهم فيك مأمن وملاذ

ولهم فيك صحّة ونماء

في عَلاليك من فنون المعالي

ما بفحواه عَيَّت الشعراء

كلّمتنا منك المباني كلاماً

فيه منها فصاحة خرساء

إنما أنت غرّة الدهر تُتلى

فيك منّي قصيدة غرّاء

شرح ومعاني كلمات قصيدة أي قدس يضم هذا البناء

قصيدة أي قدس يضم هذا البناء لـ معروف الرصافي وعدد أبياتها أربعة و ثلاثون.

عن معروف الرصافي

معروف بن عبد الغني البغدادي الرصافي. شاعر العراق في عصره، من أعضاء المجمع العلمي العربي (بدمشق) ، أصله من عشيرة الجبارة في كركوك، ويقال إنها علوية النسب. ولد ببغداد، ونشأ بها في الرصافة، وتلقى دروسه الابتدائية في المدرسة الرشيدية العسكرية، ولم يحرز شهادتها. وتتلمذ لمحمود شكري الآلوسي في علوم العربية وغيرها، زهاء عشر سنوات، واشتغل بالتعليم، ونظم أروع قصائده، في الاجتماع والثورة على الظلم قبل الدستور العثماني. ورحل بعد الدستور إلى الأستانة، فعين معلماً للعربية في المدرسة الملكية، وانتخب نائباً عن (المنتفق) في مجلس (المبعوثان) العثماني. وانتقل بعد الحرب العالمية الأولى إلى دمشق سنة (1918) ، ورحل إلى القدس وعين مدرساً للأدب العربي في دار المعلمين بالقدس، وأصدر جريدة الأمل يومية سنة (1923) فعاشت أقل من ثلاثة أشهر، وانتخب في مجلس النواب في بغداد. وزار مصر سنة (1936) ، ثم قامت ثورة رشيد عالي الكيلاني ببغداد فكان من خطبائها وتوفي ببيته في الأعظمية ببغداد. له كتب منها (ديوان الرصافي -ط) (دفع الهجنة - ط) (محاضرات في الأدب العربي - ط) وغيرها الكثير.[١]

تعريف معروف الرصافي في ويكيبيديا

معروف الرُّصَافِي (1292 - 1365 هـ / 1875 - 1945 م) أكاديمي وشاعر عراقي.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. معروف الرصافي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي