أيزيدك التبجيل والتكريم

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أيزيدك التبجيل والتكريم لـ خليل مطران

اقتباس من قصيدة أيزيدك التبجيل والتكريم لـ خليل مطران

أيزيدُكَ التَّبْجِيلُ وَالتَّكْرِيمُ

شَرَفاً وَأَنْتَ عَلِيُّ إبْرَاهِيمُ

شَأْنُ التَّفَوُّقِ شَأْنُهُ وَوَرَاءهُ

مَا يُحْدِثُ التَّضخِيمُ وَالتَّفْخِيمُ

لَيْسَ العَظِيمُ هُوَ العَظِيمَ إضافَةً

إنَّ العَظِيمَ بِنَفْسِهِ لَعَظِيمُ

مُلِيءَ الزَّمَانُ بِعَبْقَرِيَّتِكَ الَّتِي

يَعْفُو الزَّمَانُ وَمَا بَنَتْ سَيُقِيمُ

شَهِدَ العِظَامُ مِنَ الأُسَاةِ بِفَضْلِها

إذْ قَدَّمُوا مَنْ حَقُّهُ التَّقْدِيمُ

وَتَعَدَّدَتْ آياتُهَا حَتَّى غَدَت

وَبِهَا لِكُلِّ مُكَابِرٍ تَسْلِيمُ

أنتَ الطَّبيبُ الفَرْدُ غَيْرُ مَنَازَعٍ

فِيمَا اخْتَصَصْتَ بِهِ وَأَنْتَ حَكِيمُ

تَشْفِي بإِذْنِ اللهِ إلاَّ حَيْثُمَا

يَأْبَى التَّمَهُّلَ أمْرُهُ المَحْتُومُ

وَدُعِيتَ بِالجَرَّاحِ هَلْ يُدْعَى بِهِ

مَنْ نَصْلُهُ عَفُّ الشَّباةِ رَحِيمُ

يَأْسُو وَقَدْ يَقْسُو فَإنْ يَكُ ظَالِماً

فَالدَّاءُ عَنْ ثِقَةٍ هُوَ المَظْلُومُ

ولَقَدْ تَكُونُ بِحُسْنِ رَأْيِكَ مُبْرِئاً

مَنْ رُوحُهُ لا جِسْمُهُ المَكْلُومُ

أسْمَى فِعَالِكَ آسِياً وَمُدَاوِياً

تَصْحِيحُ رَأْيِ الشَّرْقِ وَهْوَ سَقِيمُ

تُرِكَ التَّطبُّبُ لِلأَجَانِبِ حِقْبَةً

فَكَأَنَّهُ وَهْوَ الأصيلُ زَنِيمُ

لَوْلاهُ فِي أُولَى اللَّيَالي لمْ تَكُنْ

لَهُمُ فُنُونٌ جُدِّدَتْ وَعُلُومُ

لَكِنَّ رُوحَكَ فيهِ أوْرَدَتْ مَا خَبِا

مِنْ شُعْلَةٍ فَذَكَتْ وَسَوْفَ تَدُومُ

مِنْهَا اسْتَمَدَّتْ مِصْرُ مَجْداً يَلْتَقِي

فِيهِ جَدِيدٌ بَاهِرٌ وَقَدِيمُ

فَالغَرْبُ قَبْلَ اليَوْمِ فِيهِ نُجُومُهُ

وَالشَّرْقُ بِعْدَ اليَوْمِ نُجُومُ

لَمْ تَدَّخِرْ لِرُقيِّ قَوْمِكَ هِمَّةً

وَذَرِيعَتَاكَ العِلْمُ وَالتَّعْلِيمُ

صَرَّفْتُ تَنْشِئَةَ الشَّبَابِ بِحِكْمَةٍ

وَهْدَىً كَأَحْسَنِ مَا أَسامَ مُسِيمُ

فَتَبَيَّنُوا أَنَّ الحياة حَقَائِقٌ

لاَ نَضْرَةٌ مَوْهُومَةٌ وَنَعِيمُ

مَنْ لَيسَ يَقْدُرُهَا فَإِنَّ خَلاقَهُ

مِنْهَا الطَّفِيفُ وَحَقُّهُ مَهْضُومُ

وَضَمِنْتَ إنْجَاحَ الجَمَاعَاتِ الَّتِي

تْرْعَى وَمِثْلُكَ بِالنَّجَاحِ زَعِيمُ

فَتَعَدَّدَتْ وَالبِرُّ مِنْ أغْرَاضِهَا

وَالنُّصْحُ وَالتَّثْقِيفُ وَالتَّقْوِيمُ

أَلْعُمْرُ أعمارٌ اسْتَثْمَرْتَهُ

وَيَزِيدُ غَلَّةَ وَقْتِهِ التَّقْسِيمُ

وَالوَقْتُ تَمْلِكُهُ فَأَنْتَ بِفَضْلِهِ

مُثْرٍ وَتَتْرُكُهُ فَأَنْتَ عَدِيمُ

اللهَ فِي هِمَمِ الرِّجَالِ فَإِنَّهَا

تَلِدُ العَجَائِبَ وَالجُمُودُ عَقِيمُ

هَذَا عَلِيٌّ لَمْ يُثَبِّطْهُ وَقَدْ

بَعُدَتْ مُنَاهُ مَا النَّجَاحُ يَسُومُ

وَهَبَ المآثِرَ لَيْلَهُ وَنَهَارَهُ

خَذِلاً وَهُنَّ مَتَاعِبٌ وَهُمُومُ

فِي كُلِّ حِينٍ فِكْرُهُ مُتَيَقِّظٌ

لِلنَّافِعَاتِ وَنَوْمُهُ تَهْويمُ

حتَّى أوَانُ اللَّهْوِ يَشْغَلُهُ بِمَا

فِيهِ لأَشْرَفِ خُطَّةٍ تَتْمِيمُ

فِي صَرْحِهِ مِنْ كُلِّ ذُخْرٍ فَاخِرٍ

تَحُفٌ لَهَا تَارِيخُهَا وَرُسُومُ

مِمَّا يُريكَ الشَّرْقُ فِيهِ سِرَّهُ

وَصَنِيعُهُ بِبَدِيعِهِ مَوْسُومُ

تُحَفٌ رُدِدْنَ إلَى الحَيَاةِ وَإِنَّمَا

بُعِثَتْ بِهُنَّ قَرَائِحٌ وَحُلُومُ

إنْ يُرضِ أسْمَى جَانِبٍ مِنْ نَفْسِهِ

لَمْ يَثْنِهِ أنَّ الطَّرِيقَ ألِيمُ

الفَوْزُ بَعْدَ الفَوْزِ يَشْحَذُ عَزْمَهُ

أتَرَاهُ يَسْتَصفِي الفَخَارَ عَزُومُ

وَنَعَمْ يَرُومُ مِنَ الفَخَارِ أجَلَّهُ

وَأَعَّزهُ لَكِنْ لِمِصْرَ يَرُومُ

هَذِي الوِزارَةُ لَمْ تَكُنْ لِتَزِيدَهُ

خَطَراً وَزِيدَ العِبءُ فَهْوَ جَسيمُ

لَكِنْ دَعَتْهُ بِلادُهُ فَأجَابَهَا

كَيْفَ الكَرِيمُ وَقَدْ دَعَاهُ كَرِيمُ

أَتُعَلُّ صِحَّتُهَا وَعَنْ كَثَبٍ لَهَا

مِنْهُ خَبِيرٌ بِالشِّفَاءِ عَلِيمُ

لِعَلِيٍّ مِنْ شِيَمِ البُطُولَةِ جَانِبٌ

فِي نَفْسِهِ هُوَ لِلنُّبُوغِ قَسِيمُ

الأسْمَرُ الحَالِي بِأَسْمَحِ مَا جَلاَ

لِلْعَيْنِ مِنْ شَمْسِ البِلاَدِ أدِيمُ

هُوَ كَالقَنَاةِ عَدَالةً فِي خَلْقِهِ

وَبِخُلْقِهِ هُوَ كَالقَنَاةِ قَوِيمُ

وَيَهُزُّهُ هَزَّ القَنَاةِ لِنَصْرِهِ

مُسْتَصْرِخٌ مِنْ قَوْمِهِ وَمَضِيمُ

شَتَّى فَضَائِلُهُ فَإنْ وُصِفَتْ فَهَلْ

يَقْضِي نَثِيرٌ حَقَّهَا وَنَظِيمُ

غُرَرٌ إذَا مَا اللُّطْفُ كَانَ حِجَابَهَا

فَهُنَاكَ سِرُّ المَجْدِ وَهْوَ صَمِيمُ

لَمْ يُلْفَ يَوْماً مَنْ يَفِي كَوَفَائِهِ

فِيمَا بَلاهُ مِنَ الحَمِيمِ حَمِيمُ

يُخْفِي مَنَاقِبَهُ وَمِنْ شَرَفِ النَّدَى

أَنْ لَيْسَ يُفْشَى سِرًُّهَا المَكْتُومُ

كَمْ مِنْ يَدٍ عَرَفَ السُّرُورُ بِهَاشَجٍ

وَبِهَا تَغَنَّى عَائِدٌ وَيَتِيمُ

رَدَّتْ عَلَى النِّقَابِ نِقَابَهَا

وَسَلاَ بِها حِرْمَانَهُ المحْرُومُ

أَمَّا شَمَائِلُهُ فَقُلْ فِي نَفْحَةٍ

لِلرَّوْضِ مَرَّ بِهِ الغَدَاةَ نَسِيمُ

لِلنَّفْسِ مِنْهَا نَشْوَةٌ غيْرُ الَّتي

فِي الحِسِّ يُحْدِثُهَا طِلاً وَنَدِيمُ

يَا مَنْ أرَانِي عَاجِزاً عَنْ وَصْفِهِ

هَلْ مَنْ يُقَدِّمُ مَا اسْتَطَاعَ مُلِيمُ

تَمْثَالُكَ المَرْفُوعُ أَبْلَغُ شَاهِدٍ

بِوَفَاءِ مِصْرَ وَذَاكَ فِيها خِيمُ

وَالتَّكْرِماتُ الحَاشِدَاتُ مَظَاهِرٌ

لِشُعُورِهَا الفَيَّاضِ وَهْوَ عَمِيمُ

عِشْ أَطْوَلَ الأَعْمَارِ تَخْتَارُ المَنَى

وَتَصِيبُ أعْلاَهَا وَأَنْتَ سَلِيمُ

بِرِعايَةِ المَلِكِ ازْدَهَى عِيدٌ لَهُ

فِي المَشْرِقَيْنِ القَدْرُ وَالتَّقْوِيمُ

وَإذَا النَّوَابِعُ عُظِّمُوا فِي عَصْرِهِ

فَإلَى المَلِيكِ يُوَجَّهُ التَّعْظِيمُ

فَارُوقُ يُسْعِدُ شَعْبَهُ فَيُطِيعُهُ

عَنْ رَغْبَةٍ فِي حُكْمِهِ المَحْكُومُ

أَيُّ الكِفَاحِ لِعِزِّ مِصْرَ كِفَاحُهُ

وَبَأَيِّ عِبْءٍ لِلنَّجَاحِ يَقُومُ

لِيَصُنْهُ مَنْ وَلاَّهُ وَلْيَكُ عَهْدُهُ

مِنْهُ الحَمِيدُ وَلَيْسَ فِيهِ ذَمِيمُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة أيزيدك التبجيل والتكريم

قصيدة أيزيدك التبجيل والتكريم لـ خليل مطران وعدد أبياتها ستون.

عن خليل مطران

خليل بن عبده بن يوسف مطران. شاعر، غواص على المعاني، من كبار الكتاب، له اشتغال بالتاريخ والترجمة. ولد في بعلبك (بلبنان) وتعلم بالمدرسة البطريركية ببيروت، وسكن مصر، فتولى تحرير جريدة الأهرام بضع سنين. ثم أنشأ "المجلة المصرية" وبعدها جريدة الجوائب المصرية يومية ناصر بها مصطفى كامل باشا في حركته الوطنية واستمرّت أربع سنين. وترجم عدة كتب ولقب بشاعر القطرين، وكان يشبّه بالأخطل، بين حافظ وشوقي. وشبهه المنفلوطي بابن الرومي في تقديمه العتابة بالمعاني وبالألفاظ كان غزير العلم بالأدبين الفرنسي والعربي، رقيق الطبع، ودوداً، مسالماً له (ديوان شعر - ط) أربعة أجزاء توفي بالقاهرة.[١]

تعريف خليل مطران في ويكيبيديا

خليل مُطران «شاعر القطرين» (1 يوليو 1872 - 1 يونيو 1949) شاعر لبناني شهير عاش معظم حياته في مصر. عرف بغوصه في المعاني وجمعه بين الثقافة العربية والأجنبية، كما كان من كبار الكتاب، عمل بالتاريخ والترجمة، يشبّه بالأخطل بين حافظ وشوقي، كما شبهه المنفلوطي بابن الرومي. عرف مطران بغزارة علمه وإلهامه بالأدب الفرنسي والعربي، هذا بالإضافة لرقة طبعه ومسالمته وهو الشيء الذي انعكس على أشعاره، أُطلق عليه لقب «شاعر القطرين» ويقصد بهما مصر ولبنان، وبعد وفاة حافظ وشوقي أطلقوا عليه لقب «شاعر الأقطار العربية». دعا مطران إلى التجديد في الأدب والشعر العربي فكان أحد الرواد الذين أخرجوا الشعر العربي من أغراضه التقليدية والبدوية إلى أغراض حديثة تتناسب مع العصر، مع الحفاظ على أصول اللغة والتعبير، كما أدخل الشعر القصصي والتصويري للأدب العربي.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. خليل مطران - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي