أيا سعد قل للقس من داخل الدير

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أيا سعد قل للقس من داخل الدير لـ أبو الحسن الششتري

اقتباس من قصيدة أيا سعد قل للقس من داخل الدير لـ أبو الحسن الششتري

أيا سعد قل للقُسِّ من داخل الدير

أذلك نبراس أم الكأس بالخمرِ

سَرَينا له خِلنَاه نَارا تَوقَّدت

عَلى عَلَم حتى بَدتْ غرة الفَجْرِ

أقول لصحبي عادت النار قد جرت

تلوحُ وَتخْفى مَا كذا هَذه تجْرِي

وَلو أنّه نَجْمٌ لما كان وَاقِفا

تحيرتُ في هذَا كما حِرتُ في أمْرِي

إِلى أن أتيت الدير ألفُيت فَوقه

زجاجا ولا أدرى الذي فيه لا أدري

بحق المسيح أصْدُقْ لنا ما الذي حوت

فَقَال لنا خمر الهوى فاكتموا سِري

وقد رفعت من قبل شَيْث لطارقٍ

أتى قَاصِدا لِلدير تحت الدجىَ يسرِي

فَقُلْنا لهُ مَنْ يبتغي سكرة بِما

تَبيعُونها مِنه فَقالَ لنَا يشْرِي

ولكن ببذل النفس والمال حَقُّها

مَع الذل لِلخمارِ والحَمد والشكرِ

فَقُلنا لهُ خُذْ إِلَيْكَ وأسْقِنَا

فَمَنْ لام أو يَلْحَى ففي جَانب الصَبرِ

فمَا زَالَ يسقِينَا بحسن لَطَافةٍ

ويَشفَع حتى جاء بالشفع والوتر

فَلماَ تجوْهَرنَا وطابت نُفُوسُنا

وَخِفْنا مِنْ العربيد في حالة السُكر

أحس بِنا الخمار قال لناَ اشْربوا

وطِيبُوا فما فِي الدير منْ أحَد غَيري

وَسيروا إِذا شِئتم ودَلُّو سِواكُمُوا

عَلينا وغَطُّوا الأمر عن غيرِ ذي حِجرِ

وقدَ ضاقَ صدرُ الششتريِّ بكتمهِ

مع الصحوِ بعدَ المحو والوسع في الصدر

فدعنيِ أجرّ الذيلِ تيها علىَ الورى

وأصبو إِلىَ مثل الفقيهِ أبيِ بكرِ

قَد اتحدتْ هَاء الفقيهِ برِائنا

وَقد فتحتْ فكا لفكٍّ مِن القبرِ

فقوَّته العظميَ المحيطةُ بالقُوَى

سَفينة معنى قَد حوتْ كل ما يَدْري

وَتسبح فِي بحَر الوجودِ وطمِّهِ

بِريح رخاء هزَّهاَ أفقُ الفكرِ

وذاكَ لتخصيصٍ وللجذْبِ عندناَ

ومن ضل لم يلحق ولو جد في السير

مَطِيَّتُنا للمنزلِ الرحب صبرنا

على الضُّرِّ إِنَّ النفع في ذَلكَ الصبرِ

عوائدناَ الاهلُ الغليظُ حِجابهُ

وتمزيقه خرقُ العوائدِ بالقصرِ

وفِي الخلع للنعلين ما قد سمعتَهُ

مقامٌ ولكن نيطَ بالخلقِ والامرِ

وطِلِّسمُ كنز الكونِ حَلُّ عقالنا

منِ العقلِ وهوالمستفاد مدىَ الدهرِ

وفي كسرك الطِّلَّسمَ بالذل صبغةٌ

وذلك اكسيرٌ يلقَّبُ بالكسرِ

ومفتاحُ سرٍّ للحروف ورمزهاَ

وفكّ مُعَمَّى العسرِ ينحلُّ باليسرِ

وقطعُ ذوي الألبابِ عشق مراتب

من العالم الأدنى ويُسلبن كالسحرِ

وفي العالم العلويّ لَذَّتُنَا التي

ندور عليهاَ الآن والعيش في الدَّورِ

وأن يد التجريد ترفعُ سترها

وتبدو ذواتُ الحسن من داخلِ الستر

وتبدو لك الأسرار والملكُ والغنى

ويا رُبَّ حبر خاض في ذلك البحرِ

وكم دَاهشٍ قدَ حارَ في عظم موجهِ

ولم يدر ما معناهُ في المدّ والجزرِ

فان جَمَعَ التفريق كانَ مسافرَا

علَى مركبِ البِرّ المقرِّبِ للبَرِّ

وإِن فَهم الاسماءَ كان خليفةً

وعاملهُ فِي الرفع يعملُ في الجرّ

وما شِمْت من برق الأنانية التِي

شَعرتَ بها منظومةً وسطَ الشِّعرِ

فأنْتَ أنَا بل أنت أنتَ هوَ الذي

يقولُ أنا والوهم ماجرَّ للغيرِ

ومن لا يرىَ غيرا فكيف افتقارهُ

وقدْ حقَّ للتسليم والنظم والنثرِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة أيا سعد قل للقس من داخل الدير

قصيدة أيا سعد قل للقس من داخل الدير لـ أبو الحسن الششتري وعدد أبياتها ستة و ثلاثون.

عن أبو الحسن الششتري

أبو الحسن علي بن عبد الله النميري الششتري الأندلسي. ولد في ششتر إحدى قرى وادي آش في جنوبي الأندلس سنة 610هـ‍ تتبع في دراسة علوم الشريعة من القرآن والحديث والفقه والأصول. ثم زاد الفلسفة وعرف مسالك الصوفية ودار في فلكهم وكان يعرف بعروس الفقهاء وبرع الششتري في فنون النظم المختلفة الشائعة على زمانه من القصيد والموشح والزجل واشتهر شاعراً وشاحاً زجالاً على طريقة القوم وذاع صيته في الشرق والغرب بدأ حياته تاجراً جوالاً وصحب أبا مدين شعيب الصوفي بن سبعين ثم أدى فريضة الحج وسكن القاهرة مدة لقي أصحاب الشاذلي وزار الشام. توفي في مصر في بعض نواحي دمياط وله (ديوان -ط) .[١]

تعريف أبو الحسن الششتري في ويكيبيديا

أبو الحسن الششتري (610 هـ - 668 هـ) شاعر زجال من الأندلس كان من أهل الزهد وصفه لسان الدين ابن الخطيب في الإحاطة بقوله: «عروس الفقراء، وأمير المتجردين، وبركة الأندلس، لابس الخرقة، أبو الحسن. من أهل شستر، قرية من عمل وادي آش معروفة، وزقاق الشستري معروف بها. وكان مجوداً للقرآن، قائما عليه، عارفاً بمعانيه، من أهل العلم والعمل».[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي