أيا زمن الحبس في جلق

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أيا زمن الحبس في جلق لـ عبد الحميد الرافعي

اقتباس من قصيدة أيا زمن الحبس في جلق لـ عبد الحميد الرافعي

أيا زمن الحبس في جُلق

أطلت عذابي ولم ترفق

رمتني بأعماقه أولاً

يداك ولم تك بالمشفق

وثنيت حتى دهاني البلا

ء بفاقرة شيبت مفرقي

ولا سيما حين القيتني

وحيداً بزندانه الضيق

وقالوا أخذت بذنب ابنك ال

ذي فر قبل من الفيلق

فيا معشر الأنس والجن وال

ملائك والعالم المطلق

ترى هل سمعتم بما قد مضى

بشخص لذنب السوي موثق

وهل هكذا يفعل الحاكمو

ن ام الظلم ذلك لم يسبق

وهل ترتجى دولة بالغت

بظلم الرعية أن ترتقي

سلوا عن شؤوني نجوم الدجى

إذا قيل اني لم أصدق

تخبركم ان طيب المنا

م لعيني في السجن لم يطرق

وان الهوان الذي ذقته

مع القيد والحبس في مطبق

تكل الشواهق عن حمله

ويوهى قوى الضيغم الانزق

وتنبو المسامع عن ذكره

وتأسف من عاره الملصق

ولم اك يوماً من الثائري

ن ولست من العالم المقلق

وكم من أناس بنوهم جنت

فرارا وطارت مع اللقلق

نفوهم لحكمة منع الفرا

ر وان تك ذي حجة الأخرق

ولكنهم لم يلاقوا الذي

لقيت من الضرر المصعق

فهل كان ذنبي سوى أنني

من العرب في نسب معرق

وقد أظهر اليوم حكامنا

عداوة ذا العنصر المشرق

رويدكم يا شباب الغرو

ر سلكتم من الجهل في مزلق

اضعتم وداد الحماة الكما

ة حداد الأسنة والمنطق

من اعتز فيهم حمى ملككم

مراراً لدى الخطر المحدق

وجاست خلال ديار العدى

سنابك خيلهم السبق

فما لكم اليوم قد جرتم

عليهم بكل أذى موبق

وبالغتم في جروح القلو

ب بفتق مدى الدهر لم يرتق

قتلتم رجالاً بكاها الزما

ن واصبح بالدمع كالمغرق

جنيتم عليهم وخنتم وما

وفيتم بعهد ولا موثق

إلا يا زمان النحوس اتئد

فهذا اليراع على مهرقي

يهم بهجوك ان كنت من

يخاف المذمة أو يتقي

تبدلت بالتاج نعلاً ورح

ت تميس من الخزي في قرطق

وحكمت فينا الطغاة البغا

ة كأنك لم تدر ما تنتقي

فما هم سوى عُصبة الأشقيا

ء فكبر على سعيك المخفق

تخيرت أهل الخنا والفجو

ر ومن يكرع الاثم بالدورق

حيارى العقول فمن مُنجد

ببر الخيال ومن معرق

كأن بصائرهم ركبت

على سطح نهر من الزئبق

فما تستقر على حالة

لتسلك في المنهج الأليق

لقد ضيعوا الملك أمجاده

بفضل جنونهم المطبق

وقد ركبوا بحر هذي الحرو

ب ولا يملكون على زورق

وكيف تُصان وتحمى البلا

د بكل ضعيف النهى أحمق

شرح ومعاني كلمات قصيدة أيا زمن الحبس في جلق

قصيدة أيا زمن الحبس في جلق لـ عبد الحميد الرافعي وعدد أبياتها أربعون.

عن عبد الحميد الرافعي

عبد الحميد بن عبد الغني بن أحمد الرافعي. شاعر، غزير المادة. عالج الأساليب القديمة والحديثة، ونعت ببلبل سورية. من أهل طرابلس الشام، مولداً ووفاة، تعلم بالأزهر، ومكث مدة بمدرسة الحقوق بالأستانة، وتقلد مناصب في العهد العثماني، فكان مستنطقاً في بلده، نحو 10 سنين، وقائم مقام في الناصرة وغيرها، نحو 20 سنة، وكان متصلاً بالشيخ أبي الهدى الصيادي، أيام السلطان عبد الحميد، ويقال: أن الرافعي نحله كثيراً من شعره. ونفي في أوائل الحرب العامة الأولى إلى المدينة، ثم إلى قرق كليسا، لفرار ابنه من الجندية في الجيش التركي، وعاد إلى طرابلس بعد غيبة 15 شهراً. واحتفلت جمهرة من الكتاب والشعراء سنة 1347هـ، ببلوغه سبعين عاماً من عمره، فألقيت خطب وقصائد جمعت في كتاب (ذكرى يوبيل بلبل سورية) طبع سنة 1349هـ. وله أربعة دواوين، هي: (الأفلاذ الزبرجدية في مدح العترة الأحمدية -ط) و (مدائح البيت الصيادي -ط) ، و (المنهل الأصفى في خواطر المنفى -ط) نظمه في منفاه، و (ديوان شعره -خ) .[١]

تعريف عبد الحميد الرافعي في ويكيبيديا

عبد الحميد بن عبد الغني الرافعي الفاروقي (1851 - 1932) شاعر وكاتب وصحفي وسياسي لبناني.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي